تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها ظاهرة الهجرة غير النظامية الذي مثلت محور اللقاء الأخير الذي انتظم بالعاصمة الليبية طرابلس بمشاركة بعض دول المنشأ والعبور والوصول والتطرق الى تواصل فقدان بعض المواد الغذائية الأساسية في الأسواق التونسية اضافة الى تسليط الضوء على فيلم “أغورا ” الذي يمثل تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي .
وأفادت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، بأن النقاش لايتوقف ولاتغيب اللقاءات منذ أشهر طويلة بين دول ضفتي المتوسط حول الهجرة غير النظامية وتدفقاتها الكبيرة والتي تعصف كل مرة بأغلب النوايا والاتفاقيات.
وأضافت الصحيفة، أن الحوارات لاتنقطع والاجتماعات من أعلى مستوى بين الدول الأوروبية المستهدفة بتدفقات الهجرة ودول جنوب المتوسط سواء كدول عبور أوكدول تعتبر منشأ هذه التدفقات ومنبعها، مبينة أنه في اللقاء الأخير حول الهجرة عبر المتوسط والذي انتظم بالعاصمة الليبية طرابلس وبمشاركة بعض دول المنشأ والعبوروالوصول، أكد رئيس الحكومة أحمد الحشاني، أن تونس ليست عنصرية ولكنها بلد قانون والقانون يطبق على الجميع ولكن شدد أيضا على كون حل مشكلة المهاجرين لايمكن أن يكون من دول العبور بل من دول المنشأ .
وأكدت في سياق متصل،على أن الدول الأوروبية التي ساهمت مواقفها من الهجرة في تغيير أوضاعها السياسية الداخلية وكانت لها انعكاسات مباشرة سواء على انتخابات البرلمان الأوروبي أوالانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة، يجب أن تتخلى عن مكابرتها وتتعامل بواقعية مع هذه المسألة الخطيرة .
وخلصت، الى أن الوضع اليوم يفرض خطة عمل مشتركة بين تونس وليبيا لتوحيد الجهود وتقوية الموقف خاصة في علاقة بالتفاوض على الحق الانساني مع دول شمال المتوسط كما أن على الاتحاد الأوروبي أن يظهر بعض الجدية اليوم في التعاطي مع هذا الملف الخطير وفق ما ورد في ذات الصحيفة.
وتطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الى تواصل الشح في عرض بعض السلع الغذائية حيث مازالت السوق التونسية تشهد نقصا في بعض المنتجات الغذائية على غرار الأرز والسكر والقهوة والشاي بنوعيه الاسود والأخضر، مشيرة الى أنه في المقابل تتوفر أنواع من المنتوجات المذكورة بأسعار أعلى من الأصناف اأخرى مما شكل عبئا ثقيلا على التونسي .
وأضافت الصحيفة، أن العبء الذي يتحمله التونسي منذ أشهر طويلة ورحلة بحثه عن منتجات غذائية أصبحت جزءا من جولة التسوق التي يقوم بها، فاليوم تفتقد الأسواق توفر بعض السلع بكميات تستجيب للطلب وهذه السلع أساسا هي التي يشرف على توريدها الديوان الوطني للتجارة من القهوة والسكر والأرز والشاي .
وأبرزت، أنه تم وضع عدة أهداف في وثيقة قانون المالية 2024 من بينها تكريس الدور الاجتماعي للدولة وتأمين تزويد السوق بالمواد الأساسية بالتأكيد على التحكم في أسعار مادتي القهوة والشاي الموردة من قبل الديوان التونسي للتجارة والتخفيف من كلفتها والمساهمة في تحسين الوضعية المالية للديوان وذلك بمنحه نظام توقيف العمل بالأداء على القيمة المضافة عند توريد المنتجات المذكورة على غرار مادتي السكر والأرز.
وبينت في سياق متصل،أن المواد الشحيحة في السوق التونسية يفسر تراجع عرضها بتقليص الواردات باعتبار اعطاء الأولوية لتسديد الديون وعوامل خارجية تتمثل في تراجع انتاج أكبر الدول المنتجة للقهوة وهي الفيتنام اضافة الى أن كينيا تعد أكبر منتج للشاي الأسود في العالم تقلص انتاجها ب43 بالمائة وفق تقارير اعلامية .
وفي ركنها الثقافي، سلطت جريدة (الصحافة) الضوء على الفيلم الجديد للمخرج التونسي علاء الدين سليم الذي تم اختياره في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي.
وأضافت الصحيفة، أن فيلم “أغورا” يطرح مسألة الذاكرة الجماعية تلك التي تزعج وتذكر باخفاقات كل مسؤول في الدولة كما يتناول الفيلم العلاقة غير الواضحة وغير الصحية بين السلطة السياسية والدينية ورغبتها في التستر على كل شىء والمضي قدما مع تبني خيار عدم ايجاد حلول حقيقة ويصر الانسان على الاستمرار في الخطأ تحت أنظار كلبة زرقاء وغراب أسود .
وعلاء الدين سليم هو مخرج سينمائي مستقل يعمل على تطوير عوالم فريدة في كل أفلامه ويهتم شكل خاص بموضوعات الهامش والتيه والتحول والضواحي، وهو صاحب فكرة فيلم بابل الذي يشارك في اخراجه يوسف اسماعيل الشابي وحصل على الجائزة الكبرى في المسابقة الدولية لمهرجان مرسيليا للفيلم الوثائقي سنة 2012 ومخرج الأفلام الروائية الطويلة آخر واحد فينا الذي نال جائزة أسد المستقبل في مهرجان البندقية السينمائي 2016 وطلامس الذي تم اختياره في قسم “أسبوعي المخرجين ” بمهرجان كان سنة 2019 .