تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الأحد ، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها انطلاق قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية غدا الاثنين والتطرق الى العلاقات الثنائية المتميزة بين تونس والجزائر والدعم اللامشروط للقضية الفلسطينية اضافة الى تسليط الضوء على ظاهرة التسول في صفوف الأطفال وكبار السن وحوادث اختفاء القصر .
واعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم، أن تونس والجزائر هما قلب المغرب العربي الكبير تاريخيا تسيران في الاتجاه نفسه بشأن القضية الفلسطينية القضية الأم للعرب وبخصوص القيام باصلاحات سياسية عميقة على المستوى الداخلي .
وأضافت الصحيفة، أن دعوة البرلمانيين التونسي والجزائري وعلى هامش لقاء رئيسي المؤسستين التشريعيتين الى الاسراع بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وادخال المساعدات الاغاثية والطبية الى قطاع غزة المحاصر هي ـتأكيد على مبدئية الموقف ووضوح الرؤية بالاضافة الى التأكيد على ضرورة مساءلة الكيان الغاصب على كل الجرائم الوحشية التي ارتكبها ضد الأشقاء الفلسطينيين وفرض احترام القانون الدولي والشرعية الدولية .
وبينت، أن الرهان يبدو كبيرا في هذا المرحلة على انجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلدين لتكون منطلقا لمرحلة جديدة تعزيزا للديمقراطية حتى تكون رافدا من روافد تطوير العلاقات والمضي بها نحو آفاق جديدة من التعاون في مجالات الاستثمار والشراكة الاقتصادية والتبادل التجاري وكذلك تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين من أجل مجابهة التحديات المطروحة اقليميا ودوليا.
وأوضحت في سياق متصل، أنه يتم الاشتغال على دعم التعاون وتعزيزه في كافة المجالات، مبينة أن المتغيرات التي تعصف بمنطقتنا تحتم في هذه الظرفيىة الراهنة أن تتوحد المواقف والرؤى وتتطابق بين البلدين خدمة لمصلحة الشعبين التونسي والجزائري، مشيرة الى أن هذا التطابق سيبرز في أكثر من ملف من بينها الملف الليبي الذي يكتسي أهمية بالغة بالنسبة الى البلدين بالنظر الى علاقات الجوار والتنسيق الذي اتضح في أكثر من مناسبة .
وخلصت الصحيفة، الى أن التناغم يبدو كبيرا بين قيادة البلدين بشأن القضايا الاقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بالاضافة الى التعاطف الشعبي اللامتناهي .
وفي موضوع آخر، اهتمت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، بظاهرة التسول التي تشهد تفاقما كبيرا لاسيما في صفوف الأطفال وكبار السن ممن يحتاجون الى تدخلات عاجلة من الدولة لانتشالهم من تحت براثن الفقر والخصاصة أوانقاذهم من عصابات الاتجار بالبشر التي تجرهم جرا الى الشوارع من أجل تحقيق غاياتهم الربحية.
وأضافت الصحيفة، أن ظاهرة التسول في تونس تعكس التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلاد، مؤكدة حسب عديد الخبراء على ضرورة أن تتخذ الدولة خطوات جادة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة لضكان حياة كريمة لجميع المواطنين .
وبينت، استنادا الى عديد الخبراء، الى أن التحديات الاقتصادية كانت دافعا أساسيا ساهم بشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة واستفحالها في مختلف المناطق وخاصة في العاصمة والمدن الكبرى أين أصبح الأفراد يلجؤون الى وسائل بسيطة لتأمين حياتهم اليومية، مؤكدة على ضرورة توفير فرص العمل والتدريب المهني للشباب في مختلف المناطق بالاضافة الى تقديم دعم مالي للاسر المحتاجة خاصة وأن هذه الظاهرة فيها استغلال مهول للأطفال وهو من المسائل الخطيرة التي تتطلب جهودا مشتركة لمكافحتها لحماية حقوق الطفل ومعاقبة المتورطين في هذا النوع من الاستغلال .
وأفادت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، بأن المسار الانتخابي قد انطلق رسميا مع انطلاق ايداع الترشحات للانتخابات الرئاسية، ولو أن قبول التزكيات ستعقبها عملية غربلة وتدقيق من هيئة الانتخابات تسقط الذين عجزوا عن توفير العدد المطلوب من التزكيات أوالذين تقدموا بملفات منقوصة ما يعني أن السباق الحقيقي نحو قصر قرطاج ينطلق يوم 11 أوت المقبل اثر الاعلان عن المرشحين المقبولين مبدئيا.
وأضافت الصحيفة، أنه مهما كانت الأسماء التي ستخوض هذا الاستحقاق الانتخابي وعددها وانتماءاتها ومرجعياتها الفكرية والسياسية، فان الرهان الأكبر والأهم اليوم، تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة تنخرط مختلف الأطراف في انجاحها حتى تكون محطة هامة وحاسمة في ظل حجم التطلعات والانتظارات، مبينة أن هذا المسار لن يكون ناجحا وناجعا دون اقتناع مختلف الأطراف من مترشحين وهيئة وناخبين ومجتمع مدني واعلام بجملة من “اللاءات” التي يجب على الجميع تجنبها وعدم الاقتراب من مربعاتها ودوائرها لتداعياتها السلبية على العملية الانتخابية.
وأشارت في سياق متصل، الى أنه لا للخطابات المسمومة ولا للمزايدات ولا للمناوشات الكلامية والمشاحنات ولا لدعوات مقاطعة الانتخابات تحت أية مبررات ولا للتفرقة بين المترشحين ولا للمال السياسي والتمويلات المشبوهة للمترشحين اضافة الى لا لبيع الأوهام وترويج الأكاذيب ولا للأجندات الخارجية ولا للسجل الالكتروني، مبرزة أن هذه “اللاءات ” والمحاذير تكتسي أهمية في العملية الانتخابية من أجل انتخابات نزيهة وشفافة تعكس الحيادية والمصداقية، لكنها لن تكون لها أي جدوى دون اجراءات صارمة وقرارات حاسمة من هيئة الانتخابات التي يجب أن تكون بالمرصاد لكل الخروقات والتجاوزات وفق ما ورد بذات الصحيفة.
ومن جانبها ، خصصت جريدة (الصباح) مقالا للحديث عن ظاهرة هروب القصر المترسخة في أذهان البعض منهم الذين يعيشون في بيئة تنخرها الهشاشة وينحدرون من أسر تعاني ظروفا اجتماعية قاهرة، مشيرة الى أن حوادث اختفاء القصر تكاد تكون يومية حيث تلجأ العائلات الى الجهات الرسمية للابلاغ عن حالات الاختفاء وكذلك الى مواقع التواصل الاجتماعي .
وأضافت الصحيفة، أن هروب الفتيات من منازل عائلاتهم لتغير الواقع والدخول في تجارب مختلفة بصورة مستقلة عن الأهل وربما الهروب من واقع اجتماعي لم يكن على مقاس أحلامهن، مبينة أن ليس كل اختفاء يكون عن طواعية أوبارادة المختفي فقد تكون وراء الاختفاء جريمة مثلما ماحدث في حالة فتاة تبلغ من العمر 15 عاما تم تداول صورها في وسائل الاعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بالاضافة الى فيديو لوالداتها تعلم عن اختفائها ليتضح أنه غرر بها من طرف شاب يبلغ من العمر 24 عاما .
وأشارت، استنادا الى المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين، أن قضية هروب القصر لم ترتق بعد الى مستوى الظاهرة الاجتماعية بمعناها السوسيولوجي بفعل عاملي الكثافة والتواتر، لكن هذه الحالات بدأت للأسف تتكرر بشكل لافت للنظر يخرجها من دائرة العزلة أيضا، مبينا أنه لا يمكن الجزم بمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الحالات نظرا لغياب المعطيات الواضحة حول سبب الهروب والاختفاء حتى بعد العثور عليهن وعودتهن الى بيوتهن وفق ما ورد بذات الصحيفة .