تصدرت جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في مقر اقامته في طهران، فجر أمس الاربعاء، عناوين بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الخميس، فضلا عن تسليط الضوء على بعض المواضيع ذات العلاقة بالشأن الوطني على غرار المصادقة على القانون المتعلق بتنقيح بعض أحكام المجلة التجارية وزيارة وزير الداخلية خالد النوري الى الجزائر لتطوير مستويات التنسيق الأمني بين البلدين.
واعتبرت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أن جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية لم تكن مفاجئة بل كانت متوقعة وتم تنفيذها بتوقيت الكيان الصهيوني الذي اختار مكانا وزمانا لهما أكثر من دلالة وبحمولة ثقيلة من الرسائل الموجهة الى أكثر من طرف اقليمي ودولي .
وأضافت الصحيفة، أن عملية الاغتيال لم تكن مفاجئة كون الرجل على رأس قائمة المطلوب تصفيتهم من بين قيادات حركة حماس، مشيرة الى أنه في المقابل جاءت العملية مدوية وشديدة الوقع على ايران أولا وعلى فلسطين وعلى المقاومة في مختلف الساحات.
وأشارت في سياق متصل، الى أن خسائر ايران أكبر بكثير حيث تم تنفيذ عملية الاغتيال في اليوم الأول من حكم الرئيس المنتخب حديثا مسعود بزشكيان الذي كان وعد باصلاحات سياسية كبرى وبتخفيض حالة التوتر بين ايران والبيت الأبيض وباعادة تعديل العلاقة بين الطرفين أي أن الرجل كان يعتزم الاقتراب من البيت الأبيض لبناء علاقة جديدة تنهي النزاع بين البلدين.
وبينت، أن الكيان الصهيوني يدرك أن الخطر يكمن في هذا التقارب المتوقع بين ايران وأمريكا والذي وعد به الرئيس الايراني الجديد ضمن حزمة مشاريعه الاصلاحية لذلك اختارت “يوم حكمه الأول” وضربت في عمق طهران لافساد نوايا الرئيس الايراني في عزمه الاقتراب من البيت الأبيض، مشيرة الى أنها سارعت في تنفيذ “جريمة دم” ستكون سببا لاعادة التوتر الى أقصاه بين أمريكا وطهران في حال ردت ايران على الجريمة بضربة في عمق تل أبيب كما وعد المرشد بذلك في أول تصريح له بعد عملية الاغتيال وفق ما ورد بذات الصحيفة.
ومن جانبها ، أبرزت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن اغتيال هنية حتى وان صعد من حدة التوتر بين ايران والكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ودفع بها الى حافة الهاوية مما قد يدفع في اتجاه حرب اقليمية تهيأت ظروفها أكثر من أي وقت مضى .
وأضافت الصحيفة، أن مراهنة الاحتلال على عدة عناصر ستحدد الرد الايراني، مبينة أن كل شىء اليوم رهين تفاصيل صغيرة كافية لتغيير المعادلة الاقليمية والدولية وترك مسؤولية تجنيب المنطقة للحرب للتحالف الغربي ومدى قدرته على ضبط الاحتلال ومنعه من التصعيد .
وخلصت الصحيفة، الى أن اغتيال هنية يصبح حدثا مفصليا يساهم في اعادة تشكيل المنطقة والتوازنات فيها، مشيرة الى أن الاغتيال يساهم في اعادة ترتيب المشهد الفلسطيني سواء تعلق الأمر بخليفة هنية في موقعه أورص الصفوف في الداخل وموقف السلطة من التطورات الخاصة في ظل رد فعل الشارع الفلسطيني على الاغتيال .
واهتمت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها، بتنقيح بعض الفصول من المجلة التجارية وخاصة في ما يتعلق بمعضلة الشيك دون رصيد الذي له عدة مزايا وأكثر من معنى، مبينة أن استعجال النظر فيه واعداد مشروعي قانون (مبادرة نواب ومشروع قانون قادم من الحكومة ) يقيم الدليل على أن تنقيح هذه المجلة أمر “جلل” ومصادقة مجلس النواب لا تحتمل المزيد من التأجيل ، لأن للمسألة عدة أبعاد ، أبرزها اقتصادية صرف وكذلك اجتماعية اذا نظرنا الى عدد جرائم الشيك دون رصيد سنويا المعروضة على أنظار القضاء وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية .
وأضافت الصحيفة، أن مجلس نواب الشعب قد صادق ليلة أول أمس على التنقيحات التي انتظرها آلاف التونسيين وهذا بحسب البرلمان الحالي ، باعتبار أن البرلمانات السابقة فشلت في فتح هذا الملف الشائك، مبينة أنه يحسب لهذا البرلمان أنه حقق ثورة تشريعية بالتنقيحات التي شملت المجلة التجارية لأن هذا القانون ينتظره جميع التونسيين والمؤسسات الاقتصادية التي أعلنت افلاسها وأغلقت أبوابها وأحيل عمالها على البطالة وشردت عائلات وتنتظره آسر تفككت والآلاف ممن هم مطلوبون لدى القضاء وصادرة في شأنهم أحكام باتة حيث سيصبح ممكنا تسوية الوضعية دون الخوف من الأحكام السجنية .
وخلصت، الى أن القطع مع بعض القوانين البالية والسالبة للحرية ليس ثورة تشريعية فقط، بل أصل الحل في مثل هذه المسائل يضاف اليها أنه سيقع مستقبلا التعامل مع الشيك دون رصيد الكترونيا وبأطر معلوماتية حتى يبقى الشيك أداة خلاص ومعاملات وليس “أداة توريط” وفق ما ورد بذات الصحيفة .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة الى الزيارة التي يؤديها وزير الداخلية خالد النوري الى الجزائر بعد أيام من زيارة رئيس البرلمان الجزائري الى تونس والتي تندرج في اطار تدارس وضع التعاون الأمني بين وزارتي داخليتي البلدين وتباحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما ملفات التصدي للارهاب والجريمة المنظمة والشبكات الضالعة في ترويج المخدرات، والهجرة غير النظامية وأمن الحدود باعتبار التطورات التي تشهدها المنطقة .
وأضافت الصحيفة، استنادا الى بعض الملاحظين الذين يعتبرون، أن هذا اللقاء يعد تتويجا لاجتماعات أمنية بين الجزائر وتونس انعقدت في مستهل السنة الجارية وكان عنوانها الرئيسي هو مكافحة الهجرة غير النظامية والتصدي لجرائم التهريب تزامنا مع انعقاد الدورة الأولى”اللجنة الثنائية لترقية وتنمية المناطق الحدودية الجزائرية التونسية التي تم اطلاقها في أكتوبر الماضي “.
وأشارت، الى أن هذه الاجتماعات الأمنية الأخيرة تعكس حرص الدولتين على وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة المخاطر الكبرى، وخاصة عمليات الهجرة غير النظامية، اذ تسببت حالة السيولة الأمنية في دول غرب افريقيا، وتفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية التي تشهدها دول الساحل ، والتي وصلت الى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة بعد الانقلابات العسكرية في عدد من الدول الافريقية في تصاعد عمليات الهجرة غير النظامية من هذه الدول الى تونس والجزائر باعتبارهما نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يسعون لعبور البحر الأبيض المتوسط الى أوروبا، وهنا يكمن فهم مساعي الجزائر وتونس لوضع هذه الاستراتيجية وتحويله الى خطوات اجرائية على أرض الواقع.