تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار التطرق الى الازمة الليبية والدور الديبلوماسي الذي تلعبه تونس لتقريب وجهات النظر والى التوتر الذي مازال سائدا بين وزارة التربية ونقابات التعليم الى جانب تسليط الضوء على اقتراحات رئيس الجمهورية، قيس سعيد، للنهوض بقطاع التعليم.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى الدور الذي تلعبه تونس لحل الازمة الليبية، التي اندلعت سنة 2011 وتحولت الى حرب أهلية أغرقت البلاد في فوضى سياسية وأمنية، حيث يحكم البلاد، التي تشهد أعمال عنف وانقسامات حكومتان متنافستان احداهما في طرابلس (غرب) والاخرى معقلها في بنغازي في الشرق.
وأشارت الصحيفة الى أن تونس الاقرب جغرافيا وعلاقاتيا ما انفكت تلعب دورا حيويا وايجابيا في هذه الازمة التي طالت أكثر من 13 عاما اذ تعمل جاهدة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين والمساهمة في الوصول الى تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار ليبيا ووحدتها.
وأبرزت في هذا الخصوص، أن هذا الدور لم يمر دون اشادة دولية وأممية حيث عبر، ريتشارد نورلاند، المبعوث الخاص الامريكي الى ليبيا، أول أمس، عن تقديره الكبير لما تبذله تونس مثمنا الدور البناء الذي تقوم به بلادنا في تسهيل الحوار بين الاطراف الليبية المتنازعة مشددا على أهمية هذا الدور في تعزيز فرص ايجاد الحل السياسي في ليبيا.
كما عبر، نورلاند، عن استعداد بلاده للتنسيق مع تونس من أجل الدفع نحو تسوية سياسية قائمة على الحوار والتفاوض مؤكدا على الموقف التونسي الثابت من الازمة الليبية وهو أن يكون الحل ليبيا-ليبيا، يستند الى التوافق بين اليبيين أنفسهم وتحت قيادة ليبية خالصة وبرعاية منظمة الامم المتحدة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وعادت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة، الى الحديث عن التوتر الذي مازال، وفق تقديرها، سائدا بين وزارة التربية ونقابات التعليم التي ترفض السياسة التي تنتهجها وزيرة التربية، سلوى العباسي، برفضها للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات، وقد قررت الهيئة الادارية القطاعية للتعليم الثانوي المنعقدة يوم، الاثنين الماضي، تنظيم وقفات احتجاجية جهوية ومركزية تتوج بوقفة وطنية أمام وزارة التربية على أن تبقى الهيئة مفتوحة لتحديد موعد الاضراب في انتظار انعقاد هيئة ادارية للتعليم الاساسي يوم 19 أوت الجاري، ستتخذ تحركات نضالية في علاقة خاصة بملف المعلمين النواب.
وبينت الصحيفة أن أشغال الهيئة الادارية لقطاع التعليم الثانوي المنعقدة، أول أمس، برئاسة الامينة العامة المساعدة للاتحاد العام التونسي للشغل، سهام بوستة، عن الاتفاق على انجاز وقفات احتجاجية في المندوبيات الجهوية تتوج بوقفة وطنية أمام وزارة التربية على أن تبقى الهيئة الادارية مفتوحة لتحديد موعد الاضراب. وقد سجلت الهيئة الادارية وفق ما أورد موقع ‘الشعب نيوز’ انسداد التفاوض وتفرد الوزارة بالقرارات المتصلة بالاساتذة والمؤسسات التربوية ورجوعها عن الاتفاقيات المبرمة.
وفي سياق متصل، سلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الى ما اقترحه رئيس الجمهورية، قيس سعيد، من أفكار وتصورات جديدة للنهوض بقطاع التعليم والقطع مع المفاهيم والطرق التي عفا عليها الزمن وذلك من أجل تجاوز الاعباء الملقاة على عاتق الاسر التونسية ومن أجل تطوير أداء المنظومة التربوية وضمان تكافؤ الفرص بين كل التلاميذ التونسيين مهما كانت الفئات أو الطبقات أو الشرائح الاجتماعية التي ينتمون اليها. فالحق في التعليم مكفول بالدستور ولا بد من توفير الضمانات للتمتع به في اطار من المساواة التامة والشاملة بين كل التونسيات والتونسيين.
وذكرت الصحيفة بحجم التدمير والخراب الذي لحق بالمرافق والمؤسسات العمومية في تونس وفي مقدمتها مرفق التعليم العمومي وهو ما يستدعي اتخاذ اجراءات عاجلة وفق ما جاء في بلاغ رئاسة الجمهورية بالاضافة الى العمل على التخفيف من معاناة المواطنين في هذا الخصوص. ويقتضي الامر في هذه الحالة أن توضع خطط وبرامج جديدة على أن يتم انجازها بالسرعة القصوى مع التصدي لكل من يعدل على تعطيلها سواء من داخل الادارة أو خارجها.
وشددت على ضرورة التذكير والاستلهام من تاريخنا القريب في النهوض بمنظومتنا التربوية التي كانت عماد المشروع التحديثي الذي راهنت عليه دولة الاستقلال والذي كان مشروعا مجتمعيا شاملا متكاملا ومثل لعقود حلما مشتركا لكل التونسيين ويمكن بناء أحلام جديدة يلتف حولها التونسيون ويكون مدارها برنامج تعليمي عصري متسق مع واقع منفتح على التجارب الرائدة في المجال التربوي والتعليمي والقطع مع الاستلهام من النموذج الفرنسي الذي أظهر محدوديته، وفق ما ورد بالصحيفة.