كشف كاهية مدير مقاومة الأمراض الحيوانية بالادارة العامة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، هاني الحاج عمار، ان تونس بصدد الإعداد لشراء اللقاح المضاد لمرض الجلد العقدي المعدي عند الأبقار والذي لاينتقل للانسان، بعد تأكد تسجيل اول اصابة أمس الاربعاء علما وانه توجد خطط لمحاصرة المرض تصل الى اصدار ما يعرف بـ”قرار التعفن”.
وأضاف الحاج عمار في تصريح لـوكالة تونس أفريقيا للأنباء، اليوم الخميس، أن الأدوية التي تعمل على تخفيف أعراض المرض متوفرة في تونس ولكن اللقاح المخصص للمرض لا يزال غير متوفر خاصة وان تونس من بين البلدان التي تسجل ظهور هذا المرض لأول مرة.
وأكد المسؤول ان مرض الجلد العقدي المعدي عند الأبقار ظهر بالعديد من البلدان على غرار عدة بلدان اوروبية ويعد مرضا فيروسيا لاينتقل الى الانسان، خاصا بالابقار التي تتم تربيتها او في البرية وتساهم عديد الحشرات في نقله على غرار انواع من الذباب او” الوشواشة” او غيرها من الحشرات الاخرى .
وبين الحاج عمار، في سياق متصل، ان تعدد الحشرات الناقلة يحيل الى صعوبة مقاومة المرض على مستوى العوامل الناقلة بل يتطلب من مربي الماشية العمل على تنظيف الحيوانات واماكن تواجدها وتجفيف اماكن المياه الراكدة واستخدام معدات رش الحشرات مع المحافظة على الامن الحيوي والتوازن البيئي.
وسجلت تونس عديد حالات الإشتباه منذ اوت 2024 ،لكن اختبارات العينات كانت سلبية باستثناء العينة الوحيدة التي تم تسجيلها لدى ثور بولاية جندوبة على ملك مربي بمنطقة تبعد 15 كلم عن الحدود الجزائرية، وهي حالة لاتزال محدودة وتعمل السلطات البيطرية على متابعتها.
وابرز الحاج عمار ان الفرق البيطرية الميدانية قامت بعمل استباقي يتمثل في متابعة المستغلات الفلاحية الخاصة بالابقار القريبة من البؤرة المصابة علما وان فترة الحضانة قبل ظهور الاعراض على مستوى الابقار قد تصل الى شهر تقريبا . ولاحظ ان اهم اعراض الإصابة بمرض الجلد العقدي المعدي عند الأبقار ، تتمثل في ارتفاع الحرارة لدى البقرة المصابة مع نقص في انتاج الحليب وهو مؤشر يتعين على مربي الماشية متابعته لانه قد يحيل الى اصابة محتملة ويتعين عليه بالتالي الاتصال بالطبيب البيطري وتظهر لدى البقرة المصابة بمرض الجلد العقدي ، كذلك، أعراض اخري تتمثل في ظهور انتفاخات صغيرة تحت الجلد والعديد من التقرحات وفق الخبير.
ويتمثل البروتوكول الصحي المعتمد ، في صورة تاكد اصابة احد الابقار، في العمل على منع تسرب المرض الى مستغلات اخرى واغلاق فضاء تواجد المرض واعتماد أساليب ضمان الأمن الحيوي ومقاومة الحشرات على الاقل لمدة شهر ويمكن للوالي، وبعد الحصول على رأي السلطات البيطرية الجهوية، اصدار ما يعرف ب”قرار التعفن” وفق الاجراءات المعمول بها بموجب الامر عدد 2200 لسنة 2009 المتعلق بقائمة الأمراض الحيوانية الخاضعة لتراتيب والإجراءات العامة لمقاومته.
ويمتلك الوالي، بالمنطقة المتضررة، بموجب القرار، صلاحية اتخاذ حزمة اجراءات من بينها اغلاق اسواق الدواب والحد من حركة القطيع من اجل تقليص خطر الاصابة والعمل على حماية القطيع. واشار الحاج عمار في اجابته على سؤال يتعلق بامكانية التعافي من الاصابة بمرض الجلد العقدي المعدي عند الأبقار، انه في اغلب الاحيان ينجو الحيوان من المرض لكنه يصاب باعراض على مستوى الجلد وهو ما يكون له انعكاس على دور الحيوان في الدورة الاقتصادية.