تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تخص الشان الوطني من أبرزها الحملة الانتخابية لرئاسية 2024 التي انطلقت السبت المنقضي مع اصدار المترشحين الثلاثة بياناتهم الانتخابية والتطرق الى العودة المدرسية التي تمثل الحدث الأبرز لدى العائلات التونسية اضافة الى تسليط الضوء على تواصل مشروع “فنان في المدينة ” للفنان رؤوف بن يغلان لفائدة تلاميذ المعاهد .
واعتبرت جريدة(الصحافة) في افتتاحيتها، أن البيانات الانتخابية التي توجه بها المترشحون الى الشعب جاءت بوعود متشابهة تقريبا متقاطعة ومتباينة أحيانا وكلها متفقة على أن تونس في حاجة الى عزائم قوية من أجل اقلاع حقيقي اقتصادي واجتماعي وسياسي يعلي من شأن الحريات والحقوق ويؤمن بالاختلاف والتعدد.
وأضافت الصحيفة، أن فارق وحيد اختلف فيه بيان المترشح قيس سعيد وهو تأكيده على نفس الشعار الذي أطلقه في رئاسية 2019 أي “الشعب يريد ” وهوهنا وكما جاء في البيان مصر على الاستمرار في خوض حرب التحرير الوطني التي بدأها ويعتزم مواصلتها باسم الشعب”، مشيرة الى أن زهير المغزاوي تحدث في بيانه عن الحقوق والحريات والتعويل على الكفاءات في ادارة شؤون الدولة مع الانفتاح على مكونات المجتمع المدني والسياسي زائد وعوده باصلاحات قطاعية والعياشي زمال قد وعد “بتغيير نحو الأفضل وطي صفحة الفقر والأزمة الاقتصادية ”
وبينت، أن المقدمات الانتخابية جاءت متشابهة تقريبا ومتفاوتة في بعض النقاط لأسباب موضوعية، فقيس سعيد يتحدث من داخل السلطة وهو يمارسها وما يزال منذ خمس سنوات بما يعني أنه يدرك مواقع المرض والهوان الذي أصاب البلد ويتعاطى معها يوميا وبين يديه تشخيص دقيق لذلك في حين يتحدث منافساه المغزاوي والزمال من خارج السلطة .
وخلصت، الى أنه على المترشح الموضوعي وخاصة الذي لم يمارس السلطة بعد في مثل هذه السياقات الوطنية غير المعزولة عن جوارها الاقليمي والدولي أن يبدأ بيانه “بالسؤال المفتاح” ” كيف ” ؟ وأن يسأل ويجيب بالأرقام، مضيفة أن الوعود المنفلتة من عقال اللغة الواردة انشائيا على العواهن فان “المزاج الفاسد” للتونسيين لم يعد يصدقها وفق ما ورد بذات الصحيفة .
وأفادت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، بأن العودة المدرسية 2024/2025 استثنائية أيضا، حيث ينتظر تركيز المجلس الأعلى للتربية الذي سيكون هيكلا استشاريا في عديد من المسائل بما في ذلك المناظرات الوطنية على غرار “السيزيام” مع التخفيف في البرامج وبعض التجديدات كاحداث التعليم الايكولوجي أوالمقاربة الايكولوجية بالتعاون مع وزارة البيئة وأيضا تعميم شعبة الفنون بمعدل قسم في كل جهة مع بعث قاعات نموذجية.
وأضافت الصحيفة، أنها سنة دراسية استثنائية بالنظر الى حجم الشغورات الذي ارتفع الى 7300 مدرس في الثانوي والاعدادي (5300 في العام الدراسي الماضي) والذي ينتج عنه اثقال كاهل الأساتذة بالساعات الاضافية دون الحديث عن الاكتظاظ في الفصول والضغط على جداول الأوقات زيادة عن الشغورات على مستوى المعلمين والقيمين وهو ما يؤشر على موسم دراسي صعب في حال لم يقع مراجعة بعض المسائل وايجاد حلول للاكتظاظ نتجية توقف الانتدابات منذ 2017 ) مقابل ارتفاع وتيرة الاحالة على شرف المهنة دون تعويض المتقاعدين ) فضلا عن نقص الامكانيات البشرية من مدرسين وقيمين وقيمين عامين وعملة واطار تربوي ومشاكل النقل بالنسبة لتلاميذ المناطق الداخلية وكذلك وضعية المؤسسات التربوية في الجهات الضعيفقة ووضعية المطاعم والمبيتات المدرسية التي يجب أن تتوفر فيها ظروف الاقامة التي تساعد على الدراسة والتعلم .
وأكدت في سياق متصل،على أن نجاح السنة الدراسية والجامعية والتكوينية هو نجاح كل الأطراف سواء كانت الوزارات وهياكلها أوكذلك مدرسين بما يؤشر على تحقيق السنة الدراسية لأهدافها، مبينة أن ذلك لايمكن أن يخفي المخاوف في ظل تعثر العلاقة بين وزارة التربية مثلا ونقابات التعليم وخاصة منها جامعتي الثانوي والأساسي اللتين تطالبان بتنفيذ اتفاقات عالقة وبالحوار وبايجاد حلول عاجلة وجذرية لمسائل قد تعكر صفو السنة الدراسية وتعرقلها وكذلك لمسائل أخرى تهم المدرسين بشكل عام والنواقص بشكل خاص.
وخصصت ذات الصحيفة حيزا هاما في ركنها الثقافي، للحديث عن المشروع الحديث “فنان في المدينة” للفنان المثقف رؤوف بن يغلان والذي تضمن العديد من دورات تكوين في فن الممثل للمسرح التفاعلي بمبادرة من منظمة أندا العالم العربي لفائدة مجموعة من الشباب والناشطين من المجتمع المدني .
وأضافت الصحيفة، أن الفنان رؤوف بن يغلان اختار أن يكون ميدانيا ويحاكي التلاميذ في المعاهد عن قرب من خلال المسرح التفاعلي واثارة العديد من الآفات التي تهدد الناشئة على غرار المخدرات المتفشية في مجتمعنا، مبينة أن أهمية فكرة المشروع تكمن في ذلك المراوحة بين التفكير والتعبير، ذلك أن صاحب تصور “فنان في المدينة ” كان غالبا ما يسعى الى التفاعل وعدم البقاء سلبيا ازاء الأحداث التي من شأنها أن تؤثر على واقعنا وسلوكنا .
وأشارت في سياق متصل، الى أن الفنان رؤوف بن يغلان أصر على مواصلة “الفعل الثقافي” من خلال مشروع “فنان في المدينة ” حيث عمد الى تحويل قاعات بمعاهد الى ورشات فنية ليفجر طاقات المتكونين وشد انتباههم بمحاورة المكبوت فيهم واللاوعي الذي يلازمهم بأسلوب يجمع بين الجد والهزل، بعيدا عن القوالب الجاهزة وبرامج التعليم وان تعلقت بالفنون مثل المسرح الذي يدرس على مستوى الآليات والخصائص فحسب ولا يتعدى النظريات.
وخلصت الى أن “فنان المدينة ” لرؤوف بن يغلان يعد مقاربة ابداعية فنية بفضلها تكتسب المعرفة بعد آخر، ثم ان الطرح الابداعي لايمكن الاستغناء عنه لأنه ضمان للتوازن التربوي والتوازن الاجتماعي، مشيرة الى الناشئة بحاجة الى هكذا تصورات ومشاريع ثقافية خاصة وأن البلاد تعج بالكفاءات والنخب الفكرية القادرة على النهوض بالبلد على جميع المستويات .