تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها دور لجنة التحاليل المالية في علاقة بالتمويل الأجنبي للجمعيات خاصة في ظل السياق الانتخابي الحالي والتطرق الى
تصنيف وكالة “فيتش رايتنغ” الأخير الذي يكتسي أهمية خاصة وعنصرا حاسما في تحديد موقف الأسواق المالية الدولية من اقراض تونس اضافة الى تسليط الضوء على العدوان السيبراني الصهيوني غير المسبوق على جنوب لبنان .
وأثارت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، دور لجنة التحاليل المالية في ما يتعلق بالتمويل الأجنبي للجمعيات خاصة في خضم الحملة الانتخابية وتأثيرها بشكل ما على الاستحقاق الانتخابي المرتقب يوم 6 أكتوبر القادم .
وأضافت الصحيفة، أن أسئلة كثيرة مطروحة الآن بشدة على المشهد التونسي في ظل بعض التحركات لعدد من الجمعيات بغية التأثير في الشأن العام لاسيما والبلاد تعيش على ايقاع محطة انتخابية مهمة يتطلع اليها التونسيون من أجل انتخاب رئيس للبلاد والمضي قدما في اتجاه الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد ما يزيد عن العقد من الزمن من الارتباك الذي كان ملمحا أساسيا من ملامح مرحلة الانتقال .
وأشارت في سياق متصل، الى أن ملف الجمعيات أثار اهتمام كبير سواء من قبل الفاعل السياسي أومن عموم التونسيين أورجال القانون وذلك لوجود خيط رفيع نعجز أحيانا على تمييزه بين حرية عمل هذه الجمعيات في اطار القانون ودورها الاجتماعي والخيري والتوعوي والانساني وبين أن تكون جسرا للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي والتأثير المباشر في قضايا سوسيوثقافية أوسياسية.
وبينت، أنه من هذا المنطلق اكتسى حديث رئيس الجمهورية قيس سعيد مع محافظ البنك المركزي فتحي زهير النوري أهمية بالغة فقد تم طرح ملف الجمعيات في هذا اللقاء الذي جمعهما بقصر قرطاج حيث تولى محافظ البنك المركزي تسليم رئيس الدولة التقرير السنوى للجنة التونسية للتحاليل المالية .
وخلصت، الى أن لجنة التحاليل المالية مدعوة الى القيام بدورها على الوجه الأكمل في هذه الظرفية الدقيقة وان تتثبت بشكل دقيق في مصادر تمويل الجمعيات وأن تضعها تحت المجهر حتى يتبين الخط الأبيض من الأسود وحتى نميز بين من يعمل في كنف القانون وله الشفافية والمصداقية المطلوبة وبين من يشتغل لدى مراكز نفوذ أجنبية تقوم بتوظيفه لخدمة اجنداتها على حساب مصلحة تونس والتونسيين وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وتطرقت جريدة(الصباح) في افتتاحية اليوم، الى التصنيف الجديد لتونس التي أعلنت عنه وكالة “فيتش رايتنغ”، أول أمس، والتي رفعت بمقتضاه ترقيمنا السيادي ما يعني أن الحكومة التونسية قامت بخطوات ايجابية فيما يتعلق بالايفاء بتعهداتها وسداد القروض المستوجبة والتقليل من مستوى نسبة المخاطر المتعلقة بالديون والاقتراض .
وأضافت الصحيفة، أن هذا التصنيف وان كان فيه مؤشر ايجابي، فهو لم يخرج تونس من الدوائر السلبية للتصنيفات الدولية وابقائها في خانة تصنيف “المخاطر العالية” العلامة (C) خاصة أن ايفاء تونس لتعهداتها فيما يتعلق بسداد ديونها جاء عبر الاقتراض الداخلي من البنوك المحلية مما يضع هذه البنوك في وضع المخاطرة وهو ما حذر منه البنك الدولي في تقرير له أشار فيه الى ارتفاع نسبة مخاطر البنوك التونسية بحكم تمويلاتها الحكومية والعمومية المكثفة والمتواترة والتي لاتنتج نموا اقتصاديا ايجابيا بل يتم تحويلها الى تمويل النفقات العمومية المضخمة
وتمويل ارجاع قروض مستوجبة الخلاص وهذا ما يزيد من الضغط على النظام المالي ويقلل من السيولة المخصصة لدعم الاقتصاد المحلي .
واعتبرت، أن تصنيف “فيتش” الأخير يكتسي أهمية خاصة باعتبار أن أي تقدم أوتأخيرفي التصنيف تتم متابعته وتحليله بشكل معمق من قبل الهيئات والدول المانحة، اذ يعتبر عنصرا حاسما في تحديد موقف الأسواق المالية الدولية من اقراض تونس البقاء في تصنيف (C)، يعني أن نسبىة المخاطرة مازلت عالية وأن الصعوبات قد تتواصل فيما يتعلق بالحصول على التمويلات الخارجية التي نحتاجها بشدة، خاصة في ظل اشتراط المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي التوصل الى اتفاقات محددة قبل الموافقة على أية قروض جديدة.
وخلصت، الى أن الواقع اليوم يقتضي سرعة اطلاق اصلاحات عميقة وهادفة تطال قطاعات حيوية لاسيما في مجال الطاقات المتجددة وهو ما من شأنه أن يمكن تونس من تعزيز قدراتها على الصمود والاستدامة اقتصاديا ويعيد اقتصادها الى مساره الطبيعي سواء على مستوى التوازنات الكلية أومختلف المؤشرات الأخرى وفق ما ورد بذات الصحيفة .
وخصصت جريدة (المغرب) في صفحتها العالمية ، حيزا هاما للحديث عن العدوان السيبراني الصهيوني غير المسبوق للأجهزة الأمنية لعناصر حزب الله اللبناني من خلال سلسلة من الانفجارات المتزامنة في مئات البلدات والمناطق اللبنانية يتعلق بانفجار أجهزة لاسلكية حصل عليها حزب الله وتم توزيعها على المنتسبين للحزب الذين يعملون في مؤسسات متنوعة مدنية وعسكرية، مبرزة اصابة المئات من عناصر حزب الله وكذلك طيف واسع من اللبنانيين بجروح خطيرة جراء الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصال في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان .
وأضافت الصحيفة، استنادا الى عديد المحللين بأن هذا التفجير جزء من حرب الكترونية سيبرانية صهيونية على لبنان في سياق الصراع الدائر بين كيان الاحتلال والمقاومة اللبنانية والذي بات يأخد أشكالا متعددة، معتبرين هذه العملية الأخطر بعد عملية اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر والذي يعد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله وذلك بعد اختراق لشبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله.
وبينت في سياق متصل، أن كل هذه التطورات تؤكد بأن الاحتلال توسع حربها بطرق وأشكال جديدة سيبرانية وغيرها ، معتبرة أن أن هذا الاختراق الاستخباراتي الصهيوني يأتي ليطرح أكثر من سؤال حول مدى قدرة دفاعات الحزب على استخدام التكنولوجيا المتطورة لمواجهة الاختراقات الصهيونية التي تستخدم أدوات قرصنة أكثر تقدما وفق ما ورد بذات الصحيفة .