تركزت اهتمامات بعض الصحف- اليومية الصادرة، اليوم الخميس، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني والعالمي من أبرزها توجه تونس نحو تسريع وتفعيل الشراكة الاقتصادية مع الصين في مشاريع البنية التحتية اثر اعلان رئيس الجمهورية عن مشاريع ضخمة علاوة على تسليط الضوء على سلسلة ثانية من الانفجارات هزت، أمس الاربعاء، لبنان لتستهدف الأنظمة الاتصالية البديلة لحزب الله وأنظمة توليد الطاقة الشمسية .
وأفادت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها ،بأن الحكومة تسع الى التسريع في اعداد والمصادقة على جملة من مشاريع النصوص المتعلقة بانجاز المشاريع الكبرى المعطلة ومن بينها مشروع احداث مؤسسة كمدينة الأغالبة الطبية بالقيروان التي سيعهد انجازها الى شركة صينية.كما ستعمل على التسريع في مشاريع النقل العمومي من حلال تجديد أسطول الحافلات والانتهاء من مشرع القطار السريع لتونس .
ولاحظت الصحيفة، أن أهم المشاريع التي تعتزم الحكومة انجازها تحظى بشراكة صينية رغم ارتباط تونس الوثيق مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكها الاقتصادي والتجاري الأول لكن الانكماش الاقتصادي الذي تعيشه البلاد في السنوات الأخيرة وتفاقم الأزمة الاقتصادية جعل من الضروري البحث عن حلول بديلة حيث بدأت تونس خطوات من أجل انفتاح أوسع على الشريك الصيني وبلدان مجموعة البريكس اضافة الى سعيها الى الانخراط بفاعلية في مبادرة “الحزام الطريق” الصينية منذ عام 2018 التي تضم عديد البلدان حيث تنضوي تحتها عديبد اتفاقات التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبحث العلمي والبنية التحتية.
وبينت في سياق متصل، أن من بين المشاريع الأخرى التي تحدثت عنها الرئاسة التونسية مشروع القطار السريع الذي يربط بين شمال تونس وجنوبها ومشروع اعادة تهيئة الحي الأولممبي بالمنزه في العاصمة وصفقة لاقتناء حافلات للنقل العمومي .
ومن جهتها، اعتبرت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة، أن الشراكات الجديدة مع الصين تعد خطوة للحصول على تمويلات ودعم فني ولوجستي من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي انضمت اليه تونس والذي يعد خير بديل لصندوق النقد الدولي.
وأشارت الصحيفة، استنادا الى الباحث في الشؤون الاستراتيجية واللوجستيك الشامل وسام الأسود الذي أكد ” أن الصين وبقية الدول الأعضاء بالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يدركون الأهمية الجيوسياسية والجيواستراتيجية لتونس التي تتميز بموقع استراتيجي يجعلها نقطة تلاق بين أوروبا وافريقيا ، ثم الشرق الأدنى وأمريكا الشمالية والجنوبية مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبيرة خصوصا للصين في اطار مبادرة “الحزام والطريق”، خاصة وأن الصين تسعى الى تعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في المنطقة من خلال استثمارات في البنية التحتية والموانىء والمشروعات الأخرى التي ستستفيد منها لتحقيق مشروعها “طريق الحرير”.
وبين وسام الأسود، أن الصين وبشكل أدق تعتبر الاستثمار في تونس جزءا من استراتيجيتها الأوسع لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الافريقية ودول البحر الأبيض المتوسط، مشيرا الى أن استثمارات الصين في تونس يمكنها أن تشمل مجالات عديدة وعلى رأسها الطاقة والنقل والتكنولوجيا .
واعتبر في سيق متصل، أن من بين أبرز المشاريع التي يهم الجانب الصيني في بلادنا ميناء المياه العميقة بالنفيضة والذي يمكن أن يعزز الربط التجاري بين آسيا وأوروبا خاصة وأن حوالي 25 بالمائة من حجم التبادل التجاري البحري العالمي يمر أمام تونس وتحديدا من أمام واجهة بنزرت ، ما يعني أن وجود منصة لوجستية متطورة يمكن أن يحقق غايات اقتصادية كبيرة للصين وتونس وفق ما ورد بذات الصحيفة .
ولاحظت جريدة (المغرب)في افتتاحية عددها اليوم، أن العملية الثانية لم تختلف في تفاصيل تنفيذها عما بات يعرف بعملية “البيجر” تفجيرات متزامنة طالت أجهزة الاتصال اللاسلكية “التلكي ولكي” وأنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتدوي أصوات الانفجارات في معاقل حزب الله
في الضاحية الجنوبية أوفي غيرها من مراكز انتشاره ونفوذه .
وأضافت الصحيفة، أنها عملية أراد بها الاحتلال تأكيد رسائل عمليته السابقة وأنه قادر في أقل من دقيقة على توجيه ضربة موجعة للمقاومة اللبنانية ليلحق بها أضرارا هي الأضخم منذ حرب 2006 وأنه قادر على تكرار الأمر متى أراد، مبينة أن الساعات الفاصلة بين انفجار آلاف أجهزة “البيجر” وبين انفجارات آلاف مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي وأنظمة الألواح الشمسية المنتجة للطاقة بينت أن للاحتلال القدرة على توجيه ضربة قوية ل”حزب الله” اللبناني دون تكبد أية خسائر أوآية تكلفة باهضة بل وأثبت تفوقه التقني والتكنولوجي والاستخباراتي.
وبينت، أنه تفوق أراد به الاحتلال كبح جماح حزب الله ومن خلفه توجيه رسالة الى “محور المقاومة” أو التحالف الايراني كما يسوق لذلك في الغرب ودفعه الى خفض نسق تحركه وعملياته التي تشن من جنوب لبنان أومن اليمن وغيرها من المناطق في اطار ما يعرف بسياسىة الردع، مشيرة الى أنه ردع أعلن الاحتلال عن أنه قادر عليه بتوجيه ضربات نوعية ومركبة، أربكت حزب الله اللبناني الذي أعلن عن فتح تحقيقات
لمعرفة كيفية وحجم الاختراق الحاصل، سيما بعد أن اتضحت الصورة قليلا لتكتشف عن اختراق أصاب سلاسل التوريد التي يعتمدها الحزب .