تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها مشاركة تونس في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز من أجل استعادة الدور الديبلوماسي الفاعل والتطرق الى أن ما يحصل اليوم في غزة وجنوب لبنان يدل على خطة نتنياهو التوسعية اضافة الى انطلاق العرض الأول لفيلم ” العميل 86 ” للمنتج والمخرج التونسي بسام الخياطي الذي يحمل الهوية التونسية الصينية .
وتساءلت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، عن امكانية نجاح تونس في استعادة اشعاعها الديبلوماسي الذي فقدته منذ الثورة جراء تعاقب حكومات اصطفت خلف أحلاف وأجندات غريبة عن ارث الديبلوماسية في بلادنا ،مبينة أن تونس تراهن على الأدوار الديبلوماسية التي يمكن أن تلعبها مستلهمة من دورها التاريخي في الكثير من الأحداث والمحطات المهمة خاصة من خلال وجودها في صلب حركة عدم الانحياز.
وأضافت الصحيفة، أن الاجتماع الوزاري الأخير لحركة عدم الانحياز الذي شارك فيه وزير الخارجية محمد علي النفطي هو العنوان الدال على هذا التمشي، مشيرة الى أن هذا الاجتماع انعقد على هامش أشغال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة .
وبينت، أن كلمة تونس جاءت واضحة لا لبس فيها مستدعية مبادىء المؤتمر التأسيسي لهذه الحركة وداعية الى اضفاء ديناميكية على عملها والارتقاء به الى مستوى تطلعات الشعوب وتدعيم دورها الطلائعي في تكريس مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ووضع حد للنزاعات والمآسي الانسانية بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وبناء عالم أكثر توازنا وعدلا أمام تفاقم الأزمات المتلاحقة التي عمقتها الصراعات الجيواستراتيجية.
وأشارت، الى أن تونس ترنو من خلال وجودها في حركة عدم الانحياز الى اعادة الاشعاع الى هذا التجمع الدولي وخلق ديناميكية على مستوى الأدوار التي تقوم بها في صلب هذا التكتل ومن أهمها دعم حركات التحرر والقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وفق ما ورد بذات الصحيفة .
واعتبرت جريدة(الصباح) في افتتاحيتها، أن مخطط رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لما يحصل اليوم في غزة وجنوب لبنان تحول الى واقع وحقيقة باعتبار أن خطة نتنياهو التوسعية تمكن الكيان المحتل من السيطرة كليا على كامل الأراضي الفلسطينية وجزء كبير من لبنان وتغيير خارطة الشرق الأوسط مثلما أرادها الاحتلال منذ عقود والتي انطلقت باجتياح لبنان عامي 1978 و1982، وكذلك خلال حرب 1967 الى أدت الى احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة اضافة الى احتلال سيناء المصرية والجولان السوري.
وأضافت الصحيفة، أن ما يميز المخطط المالي هو أنه يأتي في سياق متغيرات دولية واقليمية تسعى اسرائيل الى استغلالها لصالحهما مثل ضعف وتفكك بعض الجول العربية والاسلامية بعد عقود من الحرب الاقليمية والمواجهات الداخلية خاصة منها تلك الحروب التي شاهدناها منذ ثمانينات القرن الماضي والتي استنزفت القدرات الاقتصادية والعسكرية للعالم العربي والاسلامي خاصة في ايران والعراق واليمن وليبيا وسوريا وحتى الجزائر .
وبينت في سياق متصل، أن ما يجري اليوم في غزة وجنوب لبنان تتضح جليا بداية تنفيذ المخطط الذي تحدث عنها نتنياهو، موضحة أن الاحتلال يسعى لاعادة رسم الخارطة السياسية والجغرافية للمنطقة بما يخدم مصالحه مستغلل حالة الانقسام العربي والتراجع الاقتصادي والسياسي لدوله .
وخلصت، الى أن ما يجري اليوم وحتى الضفة ولبنان مكن عمليات عسكرية اسرائيلية هو من أجل رسم وفرض واقع جديد واحداث التغيير المدروس والمخطط له منذ سنوات من قبل مراكز البحث والتفكير اليمينية المتطرفة، مشيرة الى أن الخطة سائرة في الاتجاه الذي خطط له الصهاينة والخنوع العربي والصمت الدولي يمثلنت دافعا لنتنياهو وحكومته لمواصلة المهمة في اطار عملية شاملة هدفها ونتائجها التصفية والاحتلال والتوسع وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وفي ركنها الثقافي، تطرقت جريدة(المغرب) الى الفيلم الطويل الأول “العميل 86″ الذي يحمل الهوية التونسية الصينية من انتاج واخراج وبطولة بسام الخياطي وفي توزيع لمجمع القوبنطيني الذي تجرأ على اقتحام عالم سينما الحركة أو”الأكشن” في “هونغ كونغ” التي صنعت هوية خاصة للسينما الصينية ومنحتها جاذبية عابرة للقارات .
وأضافت الصحيفة، أن قاعات السينما التونسية تعرض ابتداء من اليوم فيلم الأكشن الطويل “العميل 86” ويجمع الفيلم ألمع نجوم الأكشن من تونس والصين وأمريكا وبريطانيا وألبانيا وروسيا وكندا، مشيرة الى أننا أمام فيلم عالمي المقاييس على الأقل على مستوى التقنيات المتطورة وجمالية التصويروالصورة .
وأشارت، الى أن فيلم “العميل 86” نجح من خلاله البطل بسام الخياطي في شد الانتباه بفضل أداء جيد للدور الذي لم يسقط في المبالغة أو التعسف بالرغم من شخصية “العميل 86” المركبة الى حد ما خاصة وأنها عاشت أزمات قاسية واختبارات كبرى من أجل الثبات على المبدأ، مبينة أن الفيلم لا يخلو من التشويق من خلال حسن التحكم في عملية المونتاج وقد نجحت عديد المشاهد في حبس الأنفاس .