تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الخميس، حول عديد المواضيع التي تخص الشأن الوطني والعالمي من أبرزها مؤشرات ايجابية للموسم الفلاحي بعد نزول كميات مهمة من الأمطار والتطرق الى تدني مستوى الخدمات الادارية وأداء الموظف التونسي اضافة الى تسليط الضوء على تواصل العدوان الصهيوني على لبنان.
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقال لها بصفحتها الخامسة، الى ما شهدته تونس خلال الأيام القليلة الماضية من نزول كميات هامة من الأمطار
في أغلب ربوع الوطن حيث استبشر التونسيون بهذا الغيث لأنهم كابدوا سنوات صعبة من الجفاف وأصبحت ندرة المياه مشكلة مؤرقة الى أبعد الحدود.
وأضافت الصحيفة، أن وزارة الفلاحة كشفت مطلع الأسبوع الجاري، أن الاستعدادات للموسم الفلاحي الجديد على مستوى البذور الممتازة والأسمدة انطلقت بعد وأنه تمت برمجة كميات مهمة لوضعها على ذمة الفلاحين، مشيرة الى أنه من المهم أن يقع تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لعموم الفلاحين في ربوع الوطن من أجل ترشيد اختياراتهم الزراعية تماشيا مع الأوضاع المناخية ومع كميات المياه المتوفرة حاليا أوالمتوقعة في المستقبل حتى نتجنب الأزمات ونؤمن المحاصيل.
وخلصت، الى ضرورة تشجيع هذا التوجه الذي أصبح لافتا في المجتمع التونسي نحو الاعتماد على الفلاحة والاستثمار فيها وأصبح جليا أن كثيرا من الشباب وحتى الكهول يقدمون على تخصيص مساحات مهمة من الأراضي التي كانت مهملة ومنسية لزراعة الزيتون مثلا أوالفستق أوغيره من الأشجار المثمرة لكن يصطدمون بمشكلة الري والمياه فيتجاوز بعضهم القانون بحفر الآبار العشوائية ويظل البعض الآخر رهين كميات محدودة وغير منتظمة من المياه من الجهات الرسمية كديوان وادي مجردة على سبيل المثال.
واهتمت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة بتذمر المواطنين من مستوى الخدمات الادارية ومن أداء الموظف التونسي في مختلف المصالح الادارية الذي لايكاد يتوقف، حيث يكاد يتفق الجميع أن ممارسات الادارة وسلوك الموظف لاتتغير مهما اختلفت الفصول والأوقات ومهما كانت الاجراءات وبرامج التغيير والاصلاح التي يتم الاعلان عنها لتغيير وجه الادارة التونسية وتحسين علاقتها مع المواطن والباعث الشاب والمستثمر.
وأضافت الصحيفة، أن مظاهر الخلل في الادارة التونسية لا تختزل فقط في أداء الموظف والغيابات وكثرة الاجراءات بل تتعداه الى أعمق من ذلك وهي تتطلب اصلاحات جذرية وشاملة لتكون فعلا قادرة على المساهمة في النمو والتنمية وتقدم البلاد على أكثر من صعيد .
وأشارت، استنادا الى عبيد البريكي الذي شغل سابقا منصب وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، الذي اعتبر أن وضعية الادارة التونسية تتطلب الاصلاح لتجاوز ما وصفها “بالمعوقات والشوائب المتواجدة في القطاع العام اضافة الى عديد المسائل المتشعبة التي وجب طرحها حتى مسألة الانضباط داخل الادارة، مؤكدا على ضرورة اعادة النظر في مسألة العطلة نهاية الأسبوع “.
وبينت في سياق متصل، أن الحديث لايتوقف في المقابل عن برامج اجراءات ومشاريع وتشريعات لتحسين مردود الادارة في مختلف جوانبها، مشيرة الى أن لجنة تنظيم الادارة وتطويرها للرقمنة ومكافحة الفساد بمجلس نواب الشعب عقد اجتماع للاستماع لممثلي رئاسة الحكومة حول
مدى التقدم في مراجعة النصوص القانونية المتعلقة بالتطوير الاداري والوظيفة العمومية والصفقات العمومية اضافة الى تناول “سياقات مراجعة القانون المتعلق بالوظيفة العمومية وخاصة منها الدستورى”.
واعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن مخطط الاحتلال الذي يقوم على فرض واقع أمني جديد في الجنوب اللبناني تضمن عناصر عدة من بينها التصعيد على مختلف الواجهات بهدف ارباك حزب الله ودفعه الى التنازل عن خطوطه الحمراء، مبينة أن الاغتيالات التي نفذت ضد قادة الحزب واستهدفتهم في مناطق مهولة بالمدنيين تعد عنصرا من عناصر الضغط والتصعيد الذي يشمل التلويح بالتدخل البري في لبنان وتكثيف القصف الجوي.
وأضافت الصحيفة، أنها عناصر يسعى الاحتلال من خلالها الى توجيه رسائل للمقاومة اللبنانية ممثلة قي حزب الله مفادها أنه قادر على استهداف رموزها في كل مكان وزمان وأن الحزب يعاني من اختراق أمني يضعفه ويقلص من فعاليته وقدراته العسكرية مما يجعله وفق مقاربة الاحتلال مهددا بخسائر فادحة اذا نشبت الحرب بينها.
وأشارت في سياق متصل، الى أن هذا التصعيد العسكري لايمكن قراءته دون الانتباه الى أن الاحداث الأخيرة والتي حملت في طياتها تقدما للاحتلال على حساب المقاومة من خلال أهمية القادة الذين تم اغتيالهم، أربكت الحزب ودفعته الى البحث عن كيفية اختراق احتياطاته الأمنية
مما يعني أن الحزب، لضمان قدرته على ادارة المواجهة السياسية والعسكرية اليوم مع الاحتلال عليه أن يعالج هذا الخلل الذي قد يكلفه غاليا.
وأوضحت، أن الحزب يدرك نوايا الاحتلال ومخططاته التي من أجلها عن اعادة توجيه مركز قيادة جيش الاحتلال الى الحدود اللبنانية مع التلويح بوجود توافق سياسي وعسكري على تنفيذ عملية برية، مبينة أنها كلها عناصر تبين الحاجة الملحة الى معالجة الحزب لنقاط ضعفه واستغلال نقاط خصمه الذي يواجه اليوم تنامي الخلافات بينه وبين حلفائه الغربيين على خلفية توسيعه لرقعة الحرب في الشرق الأوسط وفق ما ورد بذات الصحيفة.