تركزت اهتمامات بعض لصحف اليومية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عديد المواضيع التي تخص الشأن الوطني والعالمي من أبرزها التأكيد على الانتخاب كفعل مواطني وأهمية مشاركة المواطنين في عملية التصويت واختيار من سيكون رئيس للمدة الرئاسية القادمة والتطرق الى هاجس الدروس الخصوصية الذي أصبح يسيطر على أغلب العائلات التونسية اضافة الى تسليط الضوء على تواصل التصعيد في الشرق الأوسط .
واعتبرت جريدة(الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أن تغيير وجه بلادنا نحو الأفضل يبدأ من الاقبال على صناديق الاقتراع واختيار من يراه المواطنون مناسبا للقطع مع كل مظاهر الفساد والوهن والضعف الذي عرفته تونس في مرحلة الانتقال الصعب، مبينة أنها فرصة ليصوت التونسيون من أجل استعادة وجه بلدهم المشرق وأن يثبتوا أنهم سادة قرارهم ويستحقون كل التضحيات التي بذلت.
وأضافت الصحيفة، أن الانتخابات المنتظرة يوم الأحد 6 أكتوبر تأتي في مرحلة دقيقة سواء على المستوى الوطني أوحتى الاقليمي وتأتي بعض مخاض عسير من الانتقال السياسي الذي عرفت خلاله الدولة وهنا غير مسبوق، مبينة أن تونس في حاجة الى الاستقرار والهدوء من أجل مباشرة عملية بناء جديدة خاصة بعد الخراب الذي تراكم في كل المجالات وبعد تركة ثقيلة عمرها عقد من الارتباك والتراجع في قطاعات كثيرة وانتشار الفساد والمحسوبية وهو ما عمق الأزمة الاقتصادية .
وذكرت، أن تونس عاشت منذ وقائع 14 جانفي 2011 تحولات كبرى جعلتها تدخل تجربة سياسية مغايرة بعد عقود من الحكم التسلطي سواء بالنسبة الى زمن بورقيبة أومرحلة بن علي، مشيرة الى أن الانتقال الديمقراطي شابته الكثير من الشوائب خاصة مع الانخراط المطلق في الشأن السياسي والانغماس بشكل كلي في التجاذبات السياسية للفاعلين في المشهد وذلك على حساب الاقتصاد والمجتمع.
وخصصت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة حيزا هاما للحديث عن ظاهرة الدروس الخصوصية في تونس حيث تحولت خلال السنوات الأخيرة الى سوق تخضع الى منطق المعاملات الاقتصادية وتحكمها عقلية العرض والطلب بين الولي الذي يسعى الى تحسين المستوى الدراسي لأبنائه والمربي الذي يسعى بدوره الى تحسين وضعه المادي لتتحول المناهج التعليمية الى “سلعة” تباع وتشتري دون رقيب أو حسيب .
وأضافت الصحيفة، استنادا الى آراء بعض المختصين في الشأن التربوي، أن دروس الدعم هي عبارة عن منشطات وبعامل الوقت تتحول الى
نوع من الادمان بالنسبة لعديد التلاميذ الذين اعتادوا عليها فتصبح دافعا أساسيا بالنسبة لهم في عملية التعلم، كما أنها لا تعكس المستوى الدراسي الحقيقي لديهم الا أن الاقبال عليها يتجاوز كل التوقعات في ظل سيادة منطق العدد على العملية التعليمية، حيث أن تقييم التلميذ أصبح لايخضع للقدرات المعرفيى بقدر ما هو مرتبط بالأعداد التي يتحصل عليها في الامتحانات.
وأشارت، الى أن الدروس الخصوصية التي تحولت الى هوس “مزمن” ضربت مبدأ مجانية التعليم وساهمت في انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ رغم الدعوات المتكررة الى تدخل وزارة التربية والأطراف المتداخلة لاتخاذ اجراءات تحد من “غطرسة” دروس الدعم التي أصبحت بمثابة ” الشرط” لنجاح التلميذ أو الحصول على أعداد جيدة رغم أنها لا تعكس المستوى الحقيقي للتحصيل المعرفي كما أنها تمنح الأفضلية للتلاميذ من أبناء العائلات الميسورة وذات الدخل المتوسط على حساب التلاميذ من أبناء العائلات ذات الدخل الضعيف.
وبينت، أن الظاهرة تعمل على تعميق التفاوت الاجتماعي من خلال آلية الانتقاء ، التي تستند الى القدرات المادية للمتعلم وليس لكفاءته وقدراته على التعلم طبقا للقانون المدرسي وهو ما أكدته دراسة قام بها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية .
وأفادت جريدة(المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، بأن الحرب المحتملة اليوم في منطقة الشرق الأوسط اذا اندلعت ستنتقل بالمنطقة من معارك بين المقاومة وجيش الاحتلال الى حرب تجر دولا الى محرقتها ، وهذا سيؤثر مباشرة على الوضع الاقتصادي العالمي وعلى استقرار المنطقة برمته، ووفق الفرضيات التي وضعتها أجهزة ومعاهد بحوث أمريكية متعلقة باحتمال نشوب حرب بين الاحتلال وايران في المنطقة وتداعيات ذلك على سعر الطاقة والاقتصاد بشكل أساسيي .
وأضافت الصحيفة، أن حجم الرهان الذي بات عليه العالم ازاء امكانية نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط بين ايران وحلفائها والاحتلال ومن يدعمونه من الغرب، يجعل من القوى الدولية الغربية أساسا معنية بدرجة أكبر بمنعها أوعلى الأقل ضمان أن تكون الحرب قصيرة المدى ومحدودة، وهو ما يفسر عدم اعتراض الادارة الغربية على أي رد أوهجوم صهيوني على ايران ولكنه يرفض أن يكون هذا الرد موجها الى المنشآت النووية الايرانية لادراكه ان ذلك قد يجبر ايران الى الدخول في حرب مباشرة ومفتوحة .
وأشارت، الى أن هذا الادراك ليس ناجم فقط عن تخمينات أوقراءات أكاديمية بل هوناتج عن تصعيد ايراني ورسالة قادته التي أبلغوها الى الادارة الأمريكية عبر الوسيط القطري والتي مفادها أن ايران لن تلتزم بسياسة ضبط النفس تجاه أي هجوم يشنه الاحتلال عليها، وذلك وفق ما نشرته وكالة رويترز عن مصادر نقلت مضمون الرسالة الايرانية لواشنطن وهي انتهاء مرحلة ضبط النفس من طرف واحد، وأن ضبط النفس الفردي لا يؤمن متطلبات الأمن القومي الايراني الذي يشرح من قبل ذات المصادر بأنه وضع حدا لانفلات الاحتلال وحروبه في المنطقة وفق ما ورد بذات الصحيفة.