تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني مثل تسليط الضوء على أهمية مشاركة تونس في القمة الفرنكوفونية والتطرق الى الصمت الانتخابي وآخر ترتيبات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتنظيم ثالث انتخابات رئاسية الى جانب فتح ملف ظاهرة استهلاك المخدرات بالاوساط التربوية.
تطرقت جريدة (الصحافة) في مقال لها الى مشاركة تونس في القمة الفرنكوفونية بباريس مشيرة الى أن تونس تسعى جاهدة منذ فترة الى توسيع شراكاتها وترسيخ علاقاتها مع محيطها الاقليمي والدولي عبر المشاركة في المحافل السياسية والديبلوماسية الكبرى والعمل على ايجاد فرص تعاون حقيقي ومثمر مع الاشقاء والاصدقاء.
واعتبرت الصحيفة، أنه لا شك أن الفضاء الفرنكوفوني بما فيه من تنوع وتعدد وقدرة على استيعاب المتغيرات، قادر على مجابهة التحديات المطروحة عليه من خلال العمل على صياغة مقاربات تراعي معايير التضامن والاخاء بين الشعوب وتسعى الى توفير كل امكانيات بناء مستقبل أفضل وتجسير الفجوة بين الجميع.
وذكرت أن تونس عملت على أن تكون عنصرا فاعلا في هذا التكتل ساعية الى ايجاد حوار بناء وفعال يقوم على المصارحة والمكاشفة في كل القضايا المطروحة من أجل التأسيس لمستقبل أفضل يتسق مع تطلعات شعوب الفضاء الفنكوفوني الذي يتميز بكونه فضاء ثقافيا وحضاريا بالاساس يقوم على الحوار وتطارح الافكار والرؤى قبل أن يكون مجالا جغرافيا بالمعنى التقليدي، حسب ما ورد بالصحيفة.
وسلطت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة، الضوء على يوم الصمت الانتخابي وآخر الترتيبات لتنظيم ثالث رئاسية مشيرة الى المترشحين للانتخابات الرئاسية وأنصارهم اليوم في صمت انتخابي تاركين المجال المجال للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وفروعها لوضع اللمسات الاخيرة لتنظيم هذه الانتخابات لوجستيا وبشريا بعد أن حسمت في المسائل القانونية المتعلقة بالانتخابات والقانون الانتخابي.
وبينت الصحيفة، أن ما يقارب 7ر9 مليون مسجلين في السجل الانتخابي أمام فرصة المشاركة في الانتخابات الرئاسية داخل تونس غدا، الاحد 6 أكتوبر 2024، بعد أن خصصت هيئة الانتخابات باعتبارها المؤسسة الدستورية التي تملك ولاية كاملة على الانتخابات، 9700 مكتب اقتراع تتوزع على 5017 مركز اقتراع داخل الجمهورية التونسية لتحسم الهيئات الفرعية في 24 ولاية في توفير كل مستلزمات انجاح هذا العرس الانتخابي في المحطة الانتخابية الثالثة في تاريخ تونس ما بعد ثورة 2011 باعتبار أن المحطة الانتخابية الاولى في نفس الاطار كانت سنة 2014 والثانية سنة 2019، وذلك بعد القيام بدورات تكوينية لفائدة رؤساء المكاتب وأعوان الهيئات الفرعية والمراقبين اضافة الى التثبت من جاهزية المكاتب والمراكز وتوفر المواد الانتخابية التي انطلقت هيئة الانتخابات في نقلها الى الجهات منذ يوم 28 سبتمبر الماضي.
وأبرزت أنه بذلك تدرك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية مرحلة جد هامة في مسار الانتخابات الرئاسية لتؤكد التزامها بما تضمنه رزنامة الانتخابات التي تم الاعلان عنها منذ يوم 4 جويلية الماضي، رغم ما رافق العملية من جدل وتجاذب كان للطابع السياسي دوره البارز في ذلك.
كما خصصت جريدة (الصحافة)، حيزا هاما للحديث عن ظاهرة ترويج المخدرات بالاوساط التربوية الذي تنتشر بصفة ملحوظة في محيط المؤسسات التربوية وتثير قلقا كبيرا داخل الاسر التونسية التي باتت تخشى على أبنائها من الوقوع في شباك عصابات الترويج التي تسعى جاهدة مع مفتتح كل موسم دراسي الى تتبع ضحاياها من اليافعين بقصد التغرير بهم والتكسب من ورائهم.
وبينت أنه ورغم المجهودات المبذولة من السلطات الامنية لتعقب هؤلاء المجرمين الا أن الظاهرة مازالت تستفحل بشكل مهول بمختلف جهات البلاد الى حد أصبح يوجد فيه اجماع على أن الحد من استهلاك المخدرات في محيط المعاهد الثانوية بات يتجاوز جانبه الامني ليشمل معالجة العلاقة بين المربي والتلميذ والاهتمام بدور المتخصصين الاجتماعيين والنفسيين اضافة الى ضرورة استرجاع العائلة لدورها التقليدي في التربية السليمة.
واستندت الصحيفة، الى الدراسات والاحصائيات المنجزة من قبل منظمات المجتمع المدني في بلادنا عن ارتفاع استهلاك المواد المخدرة في صفوف الشباب واليافعين والاطفال في السنوات الاخيرة وخلصت المؤشرات المسجلة ضمن نتائج مسح تعاطي المخدرات في صفوف الاطفال الى تضاعف استهلاك التلاميذ التونسيين للمخدرات خمس مرات خلال العشر سنوات الاخيرة بشكل جعل محيط المدارس والفضاءات الترفيهية يتحول في كثير من الحالات الى فضاء غير آمن يعج بالمروجين والمنحرفين.