أثبت الجيش الوطني التونسي منذ تأسيسه في 24 جوان سنة 1956، كفاءته العالية في تأمين حدود البلاد وحماية ترابها الوطني ، وأصبح على مدار عقود رمزا للثقة والأمان، بعيدا عن التدخل في الشؤون السياسية، ملتزمًا بتأدية واجبه الوطني بكل تفانٍ وإخلاص.
في سياق الانتخابات الرئاسية التي تُجرى اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024، يثبت الجيش الوطني مرة أخرى أنه صمام الأمان الذي يضمن سير العملية الانتخابية بسلاسة.
وقد بدأت استعدادات الجيش التونسي منذ وقت مبكر لتأمين العملية الانتخابية من كافة جوانبها وذلك بالتنسيق المكثف مع وزارة الداخلية والهيئة العليا المستقلة للانتخابات بما يضمن تكامل الجهود وتوفير أقصى درجات الأمن والأمان.
ولعب الجيش الوطني رفقة الفرق الأمنية بمختلف تشكيلاتها، دورا مهما في نقل صناديق الاقتراع وحماية مراكز التصويت، مع مواصلة تأمين الحدود برا وبحرا وجوّا وتعزيز إجراءات المراقبة والتفتيش على جميع النقاط الحدودية لمراقبة التحركات المشبوهة ومنع أي محاولات للتسلل أو التهريب وكلّ ما من شأنه المس من أمن البلاد.
تأمين مراكز الاقتراع: حماية شاملة وتأمين سلامة المواطنين
ومن المهام البارزة التي تولاها الجيش في مختلف العمليات الانتخابية التي شهدتها البلاد لا سيّما بعد ثورة 17 ديسمبر 2010، تأمين نقل صناديق الاقتراع من مراكز التخزين إلى مراكز التصويت، وهي مرحلة دقيقة تتطلّب إعداد خطط لوجستية محكمة، تشمل تأمين الوسائل المخصصة لنقل الصناديق وتوفير الحماية اللازمة لها، إلى غاية وصول الصناديق إلى مراكز التصويت في الوقت المحدد دون أي تأخير.
وعندما تصل صناديق الاقتراع إلى مراكز التصويت، يتولى الجيش مسؤولية تأمين هذه المراكز على أعلى مستوى، بالتنسيق مع الوحدات الأمنية، بما يتضمنه ذلك من تأمين للمباني نفسها، وللمناطق المحيطة بها. كما تعمل الوحدات العسكرية والأمنية على تنظيم الدوريات حول المراكز لضمان عدم حدوث أي اضطرابات، والتدخل السريع عند الحاجة لضمان سلامة العملية الانتخابية وحماية المواطنين.
التزام راسخ بالحياد السياسي
ويُعتبر الالتزام بالحياد السياسي أحد أبرز مبادىء عمل الجيش الوطني، فمنذ استقلال تونس، ظلّت مهامه الرئيسية بالخصوص حماية أمن الوطن وتأمين العملية الانتخابية، إلى جانب أدوار أخرى منها مقاومة التصحّر والتدخّل عند الاقتضاء لمجابهة الكوارث الطبيعية والأوبئة وغيرها، وهي أدوار تُبرز الجهود الكبرى التي تبذلها مختلف التشكيلات العسكرية في تأدية مهامها بكل تفانٍ وانضباط ما يجعله الدرع الحامي لأمن تونس واستقرارها.