تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني والعالمي من أبرزها النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز الرئيس قيس سعيد بفارق شاسع جدا على منافسيه بحصوله على 90.69 بالمائة من أصوات الناخبين اضافة الى تواصل العدوان في قطاع غزة وجنوب لبنان .
وأفادت جريدة (الصباح ) في مقالها الافتتاحي، بأن هبة الناخبين لنصرة ودعم المترشح قيس سعيد في دورة أخرى من الانتخابات الرئاسية رغم انتقادات معارضيه من أحزاب وسياسيين ومنظمات ونشطاء مجتمع مدني وغيرهم تحمل عدة رسائل لعل من أبرزها حجم الثقة الذي يتجاوز شخصه ليشمل أيضا مؤسسة رئاسة الجمهورية والتمسك بمسار 25 جويلية 2021 والسياسة التي راهن عليها واختزلها في تمسكه بالاصلاح هو مقاومة الفساد وتطهير البلاد منه والعمل على تكريس الدولة الاجتماعية والسيادة الوطنية والقطع مع منظومة عشرية ما بعد الثورة ووضع دستور جديد ومسار سياسي ودستوري وقانوني جديد.
وخلصت، الى أن قيس سعيد اليوم هو رئيس كل التونسيين دون استثناء بما في ذلك من عارضوه وانتقدوه ولم ينتخبوه أوقاطعوا صناديق الاقتراع لسبب أو لآخر، فالجميع ستشمله السياسة التي سينتهجها بشكل أو بآخر، مشيرة الى أن وجود حكومة جديدة له دور في تيسير مهمة رئيس الجمهورية في بناء الجمهورية الجديدة والقطع مع الشعارات والوعود وردود الفعل والولاءات والمحسوبية والمضي مباشرة الى العمل عبر المراهنة على الكفاءات وتحويل ملفات التشغيل وبرامج ومشاريع الاستثمار والتنمية المعطلة الى حقيقة وواقع ملموس بما يعيد الأمل في صنع ربيع جديد لتونس الخضراء، ديدنه التنمية والتطور والاشعاع والهوية والديمقراطية لاالتأخير أوالتردد بل في حاجة الى العمل وهذا من شأنه أن يعزز ثقة العمال ومكانة رئبيس الجمهورية لدى التونسيين ليتلفتوا من جديد حول مبادرات الاصلاح الشامل والبناء وعرس حب الوطن في قلوب الجميع.
واعتبرت جريدة(الصحافة) في ورقة خاصة، أن ما حصل خلال الدور الأول جاء عكس ما توقعه “الملاحظون” فبرغم السياقات السياسية المتوترة ورغم ما حصل من تعثرات على طريق المسار الانتخابي ومن تنازع للصلاحيات بين هيئة الانتخابات والمحكمة الادارية ورغم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تكاد تعلن عن نفسها بوضوح وبقوة في أسواق العرض والطلب ورغم صعوبة وتأزم العيش اليومية للتونسيين، فان الناخبين التقيلديين لم يخذلوا قيس سعيد الذي حافظ على خزانه الانتخابي وعلى شعبيته التي حصلها في انتخابات 2019 .
وخلصت الصحيفة، الى أن التونسيين لا يثقون في نخبهم السياسية و”عشرية الخراب” الذي ذاقوا خلالها الأمرين على يد الاخوان وما تزال تشوهاتها عميقة وراسخة بذاكرتهم لذلك عافوا وجودهم وتقيؤهم تماما وأغلقوا أمامه كل منافذ العودة الى المشهد السياسي حتى وان كان هذا المنفذ “عين ابرة ” وبالتالي فان أي رائحة تدل عليهم سيتم “كنسها حتى لا تغمر المكان و”العياشي الزمال” سقط سقطة مدوية بسبب هذه الرائحة .
وأضافت، أن هذه عهدة ثانية يحظى بها الرئيس قيس سعيد ويضعها تحت عنوان “البناء والتشييد” بعد عهدة أولى كانت تحت عنوان “الشعب يريد” تم خلالها تأصيل كيان “دولة الرئيس ” مع احاطتها بتشريعات جديدة ودستور وضع بين يديه كل السلطات بما يؤهله للذهاب عميقا في بناء تونس الجديدة كما يشتهي أن يراها مواطنوها “.
وتطرقت جريدة (المغرب) في ركنها العربي والدولي، الى الذكرى الأولى لطوفان الأقصى التي تتزامن مع تواصل قوات جيش الاحتلال شن جرائم خطيرة بحق سكان غزة ولبنان الذين يعانون من ويلات الحرب والنزوح ، مشيرة الى أنه في ظل هذه الظروف يتزايد القلق من احتمال انفجار حرب اقليمية شاملة خاصة مع فتح جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان .
وأضافت الصحيفة، أن السلوك المتطرف الذي تتبعه حكومة نتنياهو والذي يتمثل في اغتيالات مدبرة يظهر نوايا الاحتلال لتوسيع نطاق الصراع ،مبينة أن رئيس وزراء الاحتلال يسعى الى تحقيق أهداف شخصية تتعلق بنجاته من المحاكمات المرتبطة بفشله العسكري والاستخباراتي وأيضا قضايا الفساد التي تلاحقه.
وبينت، أن هذه السياسات القاسية تمتد الى لبنان، حيث يبدو أن هناك خطة لتكرار ما حدث في غزة في الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني، مما ينذر بمزيد من المعاناة والدمار حيث تتصاعد المخاوف من مستقبل ملىء بالآلام والتحديات في المنطقة مع غياب آفاق السلام والاستقرار.
وأوضحت في سياق متصل، أنه في ظل التصعيد المستمر في المنطقة، تبرز تساؤلات حول دور الولايات المتحدة الأمريكية كداعم رئيسي لاسرائيل ، اذ يكتفي الرئيس بايدن وادارته بتبني موقف تل أبيب، مع تنسيق مستمر حول الردود المحتملة ضد ايران، عوضا عن الضغط الفعلي على اسرائيل لمنع تصعيد الصراع.