تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الجمعة ، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها البيان الصادر عن المعهد الوطني لللاحصاء المتعلق بوضع قطاع العقارات في الربع الأول من سنة 2024 والتطرق الى ضرورة معالجة معظلة البطالة كعنوان من عناوين المرحلة القادمة فضلا عن تسليط الضوء على تأجج الخلافات داخل اتحاد الشغل والسبل الكفيلة لتجاوزها.
وتطرقت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، الى بيانات الربع الأول من سنة 2024 الصادر عن المعهد الوطني للاحصاء والتي كشفت تواصل الركود في القطاع العقاري في ظل تواصل الضغوط التضخمية في هذا القطاع والتي اذا استمرت ستجعل البلاد تخوض غمار “الفقاعة العقارية”، موضحة أننا أمام مشهد عام يتشكل من جزئيات هامة من أبرزها أن المنحى التصاعدي لسعر العقارات بشكل عام (أرض سكنية ، منزل ، شقة ) متواصل وقد تم تسجيل خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية ارتفاعا ب3.5 بالمائة نجم بالأساس عن ارتفاع أسعار العقارات في كافة مناطق البلاد باستثناء تونس الكبرى.
وأضافت الصحيفة، أن ما قدمه بيان معهد الاحصاء قد يكون لوهلة أولى أرقاما ومعطيات احصائية يمكن أن تمر دون اثارة أوانتباه، خاصة وأن هذه المعطيات تكرر الكشف عنها ولم تؤد الى أزمة بعد، لكن في حقيقة الأمر فان ارتفاع وتيرة الركود هو ما كشفته المعطيات التي بينت أن الطلب تراجع بشكل غير مسبوق، وهو ما يشير صراحة الى أن قطاع العقارات يمر بفترة حرجة تستدعي بشكل عاجل النظر لمعالجتها وهذا غير ممكن دون سياسات اقتصادية.
وخلصت، الى أن تباطؤ النمو أوالركود كما هو الحال اليوم في قطاع العقارات له تداعيات لن تقتصر على الفضاء المالي أوعلى مؤشرات الاقتصاد الكلية أوالتفصيلية، بل ستطال المعاش اليومي للتونسي، ذلك ان استمرار الركود سيؤدي في النهاية الى تراجع حجم النشاط في السوق، مما يعني ارتفاع البطالة، باعتبار أن القطاع بروافده يشغل أكثر من 500 ألف تونسي، جزء واسع منهم مهدد اليوم بالبطالة .
واهتمت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة بملف التشغيل التي يوضع على طاولة رئيس الجمهورية كأحد أهم الملفات بل أن يتصدر قائمة المطالب الاجتماعية شأنه شأن الملفات الاجتماعية الأخرى التي تنتظر حلولا عاجلة، مبينة أن البطالة أكلت من العمر كثيرا بالنسبة الى خريجي الجامعات من مختلف المستويات بل نسفت في بعض الفترات والأحيان تلك الثوابت التي تؤكد بأن طريق بناء المستقبل نير يمر عبر بوابة التعليم لا غير ولكن جحافل المعطلين عن العمل من مختلف الاختصاصات دكاترة باحثون ومهندسون وأطباء.
وأضافت الصحيفة، أن معظلة البطالة التي مثلت محور المطالب الأساسية ورافقت كل الحكومات دون استثناء وانتفضت شريحة المعطلين عن العمل في الشوارع وأمام سلط الاشراف مطالبة بحقها في العمل، مبينة أن الحال على ما هو عليه اليوم ومازال كابوس البطالة يؤرق المعطلين
عن العمل فقد نفذ صبرهم وطال انتظارهم وهم اليوم يعودون للواجهة للاقرار مرة أخرى أن الحق في التشغيل يمثل أحد عناوين المرحلة ومن الضروري أن يتصدر جدول أعمال رئيس الجمهورية مع العمل على وضع الآليات الضرورية لايقاف نزيف معاناة أجيال وراء أجيال من المعطيلن عن العمل بعضهم رحل ورافقه حلم الالتحاق بركب الوظفة العمومية وبعضهم يصارع المرض والآخر يصارع الأمراض النفسية ويتخبط للخروج من بوتقة الاكتئاب.
وخصصت جريدة(الصباح) في صفحتها الوطنية، حيزا هاما للحديث عن المعارضة النقابية التي تعمقت أزمتها بعد المجلس الوطني المنعقد مؤخرا والذي لم ينجح في امتصاص الخلافات والغضب داخل المنظمة الشغيلة، بل ساهم في بروز خلافات جديدة وانقسام في المواقف بين شق نقابي يدفع الى عقد مؤتمر استثنائي أوشق يدافع على الابقاء على موعد المؤتمر مع التوافق على قائمة اسمية، هذا الى جانب المعارضة النقابية التي تطرح تشكيل هيئة تسييرية وقتية.
وأضافت الصحيفة، أن المجلس الوطني انتهى دون حسم الخلاف الذي عاد بقوة في اليومين الأخيرين بعد تسرب خبر اجتماع الضاحية الجنوبية، حيث تم عقد اجتماع نقابي حضره النقابيون والقيادات النقابية وبينهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد، ووفق بعض المعطيات فانه تم خلال الاجتماع التداول في أزمة الاتحاد الداخلية، مشيرة الى أن هذا الاجتماع اعتبرته المعارضة النقابية وقيادات قطاعية ونقابية بارزة محاولة للالتفاف على الأزمة وتغيير المواقع ولذلك دعت لتجمع يوم السبت.
وأشارت في سياق متصل، الى أن تقليد التوافق على خطة الأمين العام ليست جديدة، ولكن هذه المرة يبدو الأمر صعبا ومعقدا، حول طريقة خلافة الأمين العام نور الدين الطبوبي، ناهيك وأن الخلافات التي تعصف بالمنظمة هي الأقوى اليوم منذ سنوات طويلة، ووفق بعض الكواليس فان التيار التوافقي داخل المنظمة طرح بعض الأسماء لخلافة الطبوبي ومنها عضو المركزية النقابية السابق عبد الكريم جراد، المعروف بكونه شخصية غير صدامية وقادرة على تجميع الصف النقابي المشتت، كما أنه ينتهي الى جهة وازنة نقابيا وهي جهة صفاقس، الا أن التفاعلات النقابية حول طرح اسم عبد الكريم جراد، لا تبدو مشجعة ولا متحمسة وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وبينت، أنه من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تطورات في علاقة بالوضع والقرار النقابي داخل المنظمة الشغيلة العريقة، والمحمول على قيادتها المركزية أن تتصرف بحكمة وتحاول امتصاص هذه الخلافات قدر المستطاع حتى تحافظ المنظمة على قوتها واشعاعها .