تطلّع المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء إلى الوصول في غضون السنوات القادمة الى مليون تونسي حامل لصفة متبرع على بطاقة تعريفه الوطنية، بما يمكن من الاستجابة للحاجيات المتزايدة لزراعة الأعضاء
وقال المدير العام للمركز جلال الزيادي، في حوار نشرته وكالة تونس افريقيا للأنباء بمناسبة اليوم العالمي والوطني للتحسيس بزرع الأعضاء الموافق لـ17 أكتوبر من كل سنة، « إن تونس تعد حاليا 15 ألف متبرع مقابل 13 ألفا قبل 3 سنوات وهو عدد لا يلبي الحاجيات خاصة أمام طول قائمات الانتظار لزراعة الأعضاء ».
ونفى مدير المركز تسجيل عمليات للاتجار بالأعضاء في تونس، داعيا إلى ضرورة مراجعة الإطار التشريعي المنظم لعمليات التبرع بالأعضاء وزرعها في اتجاه الأخذ بعين الاعتبار التطورات التكنولوجية المسجلة على المستوى العالمي.
وأقر الزيادي بأن عديد العائلات التونسية ترفض التبرع بأعضاء منظورها المتوفي دماغيا لاعتقادات اجتماعية ودينية مغلوطة، مؤكدا أن الأمر يتطلب جهدا كبيرا على مستوى التحسيس.
ويرى المتحدث أن تحسيس التونسيين بأهمية التبرع بالأعضاء ومساهمتها في إنقاذ حياة إنسان من الموت مسؤولية كبيرة ومشروع مجتمعي لا بد أن تشترك فيه مختلف الأطراف سواء منها هياكل الدولة مثل وزارات الصحة والداخلية والشؤون الدينية وكذلك وزارة التربية المطالبة بإدراج مواد تعليمية تحفز على ثقافة التبرع، أو المجتمع المدني وعموم المواطنين.
وللتبرع بالأعضاء، يجب أن يكون المتبرّع إذا كان على قيد الحياة، بالغا من العمر 18 سنة فما فوق وأن يكون راشدا وفي كامل قواه العقلية وبصحة جيدة ولا يمكن له التبرع إلا بإحدى الكليتين أو نصف الكبد.
وتتمثل الوضعية الثانية في الأشخاص المتوفين دماغيا ونقصد بالمتوفي دماغيا من توقف دماغه بطريقة نهائية لا رجعة فيها وتعمل الأعضاء الحياتية بالأجهزة الاصطناعية، وبين مدير عام مركز التبرع بالأعضاء، أنه وهنا عادة ما يتم الحديث عن أشخاص أصيبوا في حوادث مرور تعرضوا فيها إلى إصابات على مستوى الرأس أو أشخاص تعرضوا إلى جلطة دماغية.
وتتمثل الأعضاء التي يمكن التبرع بها من شخص متوف دماغيا، في القلب والرئتين والكلى والكبد و »البنكرياس »، لكن لا يتم إجراء عملية زرع البنكرياس حتى الأن في تونس.
أما بالنسبة لزراعة الأنسجة فهي تتم بترخيص من الأشخاص منها أنسجة القرنية (العين) والأبهر وصمامات القلب من المتوفين والغشاء السلوي والعظم الاسفنجي من أشخاص على قيد الحياة ونتحدث هنا عن العظم الاسفنجي وهو عادة ما يتم اتلافه بعد العمليات الجراحية ويتم تخزينه بالمركز في درجة تبريد عالية ليعاد استخدامه مرة أخرى في العمليات الجراحية (ترميم) الى جانب الغشاء السلوي بعد الولادة ويستخدم في تعويض القرنية.