تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدد من المواضيع التي تهم الشأن الوطني والعالمي على غرار التطرق الى تعامل مجلس الامن الدولي مع قضايا الامن والسلم وكيفية فض النزاعات الدولية ونشر تصريح للناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حول جديد الهيئة وبرامجها القادمة الى جانب تسليط الضوء على اعادة فتح المسبح البلدي بالبلفيدير والتطرق الى حديث، رئيس الجمهورية، على الحاجة الى ثورة ثقافية لمواجهة التحديات المعاصرة.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتااحية عددها اليوم الى تعامل مجلس الامن الدولي في ما يتعلق بقضايا الامن والسلم وكيفية فض النزاعات الدولية وحماية المجموعات المضطهدة معتبرة أنها لم تكن جلها عادلة كما هو الحال دائما في القضية الفلسطينية أو الجرائم التي يكون الاحتلال طرفا فيها.
وأضافت الصحيفة، أن ذلك يتجلى في الحرب الدائرة حاليا في لبنان وخاصة في ما يتعلق بالقرار الاممي 1701 الصادر سنة 2006، الذي يعتبر خير مثال على الغطرسة الاسرائيلية مشيرة الى أن هذا الكيان يضرب عرض الحائط بجل القرارات الاممية ويتجاوز جميع الخطوط الحمراء بدعم من حلفائه كالولايات المتحدة الامريكية وكأنه فوق القانون الدولي بل انه استباح الاعتداء على قوات الامم المتحدة ‘اليونيفيل’ في جنوب لبنان ويسعى الى عرقلة النشاط الانساني للمنظمة الاممية ‘الاونروا’ في اقليم غزة المنكوب.
وأبرزت، في هذا الصدد، أن كل ذلك يحصل دون أن يحرك مجلس الامن ساكنا رغم أن قرارته نافذة ودون أن تتحرك الدول الكبرى للجم اسرائيل وفرض وقف اطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية واحترام الشرعية الدولية.
وخلصت الى أنه طاما ظل الامر كذلك فان العدالة الدولية ستظل عرجاء وظالمة ولن يبقى أمام الشعوب المضطهدة الا المقاومة من أجل فرض حق تقرير مصيرها وحماية نفسها من الابادة والقتل والتهجير، حسب ما ورد بالصحيفة.
ونشرت صحيفة (المغرب) حوارا للناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، محمد التليلي المنصري، الذي أفاد بأن الهيئة تعمل على اعداد تقييم شامل لكامل مسارها من خلال لقاءات عقدتها للغرض وشملت كافة الادارات التنفيذية لها مركزيا وجهويا.
وأضاف، المنصري، وفق ذات الصحيفة، أن “الكلفة الجملية للانتخابات الرئاسية مازالت لم تحدد بعد وأن ما يمكن التأكيد عليه هو أنه تم التقشف بصفة كبيرة في نفقات هذه الانتخابات كي تكون بعيدة عن نفقات الانتخابات السابقة”.
وبين، في سياق متصل، أن “الهيئة ستعمل على اعداد التقرير المالي وتقرير النشاط الى جانب مواصلة العمل على مستوى اللجان خاصة اللجنة المتعلقة بالمسائل العقارية التابعة لها سيما المسألة المتعلقة بتحسين الرصيد العقاري في علاقة ببعض المقرات التي تم اقتناؤها في بعض الولايات وهي بصدد الصيانة”.
كما أفاد، المنصري، أن هيئة الانتخابات أدخلت عديد الاعمال الجديدة في رئاسية 2024 وحققت نتائج ايجابية دون تسجيل أخطاء مادية كبيرة ولوجستيا كان العمل جيد جدا، وفق تعبيره، مؤكدا على أنه، في المجمل، تم تسجيل مخالفات على شبكات التواصل الاجتماعي فقط وشكلت جرائم انتخابية وقد تمت احالة حوالي 50 مخالفة على النيابة العمومية.
أما في ما يتعلق بالمحطة الانتخابية القادمة قال، المنصري، انه “تبقى فقط الانتخابات البلدية والحديث عنها سابق لاوانه باعتبار أن انجازها يتطلب بالضرورة اصدار نصوص قانونية أهمها القانون المتعلق بضبط العلاقة بين المجالس المحلية والمجالس البلدية حتى لا يكون هناك تداخلا في الصلاحيات بين هذه المجالس”، وفق ما ورد بالصحيفة.
من جانبها سلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة الضوء على اعادة فتح، المسبح البلدي بالبلفيدير، من قبل رئيس الجمهورية، قيس سعيد، مشيرة الى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت صور المسبح في شكله الجديد المتميز وكذلك، ساحة باستور، التي تمت تهيئتها لتبدو في حلة جديدة بالغة الجمال ليتغير بذلك وجه أحد المعالم الكبرى للعاصمة التونسية ذات التاريخ والاشعاع وذلك في وقت قياسي مع العمل في صمت وبعيدا عن الصخب ودون اشكاليات تذكر.
ودعت الصحيفة، جميع التونسيين الى جعل تونس ورشة عمل حقيقية ينطلق أبناؤها جميعا نحو المستقبل بعزيمة وارادة جماعية ورغبة في تحسين الاوضاع مع الاستعداد لتقديم التضحيات اللازمة شريطة أن تكون المساواة مطلقة بين المواطنين في هذا الخصوص وأن تحدث القطيعة النهائية مع كل الممارسات التي ضجر منها الشعب التونسي على امتداد عقود من الزمن والتي كانت سببا مباشرا في تبرمه وثورته وعزوفه عن الشأن العام، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت صحيفة (لوطون) في ورقة خاصة، الى حديث رئيس الجمهورية، قيس سعيد، عن الحاجة إلى ثورة ثقافية لمواجهة التحديات المعاصرة مشيرة الى أن هذا المفهوم مرتبط بتغيير عميق في الطريقة التي ينظر بها المواطنون إلى دورهم في المجتمع ويتطلب العمل على تعزيز التعليم والتكوين الذي يقدر التفكير النقدي للمشاركة المدنية.
وأبرزت الصحيفة، أن تونس تتمتع بتراث ثقافي لا يقدر بثمن يتميز بتنوعها العرقي والتاريخي، ومن الضروري تعزيز هذه الثروات لتعزيز الشعور بالانتماء والهوية الوطنية، وهذا يحتم على جميع مكونات المجتمع تعزيز التقاليد المتعلقة بالطبخ والفن والتي تعد مصدر فخر للشعب في كل مناطق البلاد. وأكدت، في هذا الخصوص، على أهمية دعم وتشجيع المهرجانات الإقليمية التي تحتفل بهذه التقاليد، لأنها توفر منصة للفنانين المحليين وتساعد في جمع المجتمعات مع بعضها البعض اضافة الى تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف مناطق الجمهورية.
وخلصت الى أنه يمكن لبرامج التبادل الفني أن تسمح للفنانين بالتعاون وتبادل تجاربهم لافتة الى أن هذا الامر لا يثري المشهد الثقافي، فحسب، بل يخلق أيضا شبكة من الفنانين المتحدين والملتزمين، حيث تساهم هذه الديناميكية في التماسك الاجتماعي والسلام من خلال تعزيز الروابط بين المواطنين والاحتفاء بثقافة التنوع، وفق ما ورد بالصحيفة.