نشرت الجزيرة حوارا أمس أجرته مع الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي على هامش مؤتمر التأم بمدينة سراييفو مطلع الأسبوع لاعداد خريطة جديدة حول الاديمقراطية العربية.
وتحدث المرزوقي عن رؤيته للتحرر الشامل -من الاستبداد والاحتلال والتبعية- وعن أزمة الديمقراطية عربيا وعالميا، كما استشرف المآلات في تونس بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرئيس قيس سعيد بولاية جديدة .
وفي تعليقه على نتائج الانتخابات الرئاسية، قال المرزوقي انها “تمثل انتصار الثورة المضادة..، أولا لأنه ألغي دستور الثورة، دستور 2014 الذي كان أحسن دستور في تاريخ تونس. عدنا إلى دستور 1959 الذي هو دستور بورقيبة، دستور الشخص. عدنا إلى نظام الحكم الفردي وانتصار الشعبوية”، على حد قوله.
وتابع بالقول: “لكن هذه مرحلة لن تدوم لأن هذه الشعبوية تقدمت كأنها لها الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لكن في الواقع هذا غير صحيح، المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تتعمق. وبالتالي نحن نمضي إما إلى إعادة نفس الهيكلية، أي أنه إذا بقي قيس سعيد في الحكم حتى 2029 سيحاول تغيير الدستور لكي يضمن فترة ثالثة، سيحاول أن يفعل نفس ما فعله: انتخابات تسعينية، وستجد نفس الأشخاص الذين يقولون إننا سنشارك، ويشاركون في هذه اللعبة المغشوشة. هذا السيناريو تقريبا بالنسبة لي هو الذي سيقع..”، وفق ترجيحه.
يذكر أن الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، كانت أقرت حكما غيابيا بثماني سنوات سجنا مع النفاذ العاجل، ضد المرزوقي الذي يواجه تهما تتعلق ب “الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح، وإثارة الهرج والتشويش والقتل والسلب بالتراب التونسي”، بالاستناد الى الفصل 72 من المجلة الجزائية.