تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني أبرزها تسليط الضوء على استعداد الحكومة لاصلاحات تشريعية وادارية واسعة في المرحلة المقبلة خاصة بعد فوز رئيس الجمهورية، قيس سعيد، بولاية جديدة والتطرق الى ‘التوتر’ الذي مازال يهيمن على السنة الدراسية الحالية بتواصل التحركات والوقفات الاحتجاجية الى جانب التأكيد على ضرورة الاهتمام بأزمة شح المياه في تونس التي أصبحت تمثل تهديدا جديا للحياة البشرية والحيوانية والنباتية.
خصصت جريدة (الصباح) حيزا هاما للحديث عن استعداد الحكومة لاصلاحات تشريعية وادارية واسعة مشيرة الى أن أداء رئيس الجمهورية، قيس سعيد، اليمين الدستورية لعهدة نيابية جديدة بعد فوزه في انتخابات 6 أكتوبر، تزامن مع تضاعف نسق العمل الحكومي استعدادا للمرحلة المقبلة التي من بين عناوينها البحث عن طرق مبتكرة وجديدة تقطع مع الروتين الاداري والبيروقراطية في الادارة التونسية بهدف تحقيق معادلة التوازن بين المنجز الاقتصادي مع المحافظة على الدور الاجتماعي للدولة ودفع وتيرة الاصلاحات والمشاريع المبرمجة ومعالجة أسباب تعطلها.
وأضافت الصحيفة، أن الحكومة ستعمل مبدئيا على تنقيح وتعديل جملة من القوانين والاوامر والتراتيب الادارية تجاوزها الزمن بعد التأكد من أنها مثلت جزءا من تعطل نسبة من المشاريع ودفع الاستثمارات خاصة الكبرى منها وفي جل الجهات أو كان وراء سنها خدمة أطراف معينة واقصاء آخرين فضلا عن تدارس وضع تصورات لمشاريع قوانين جديدة الهدف منها تيسير الاجراءات الادارية وتشجيع المبادرة الذاتية والاستثمار والانفتاح على القطاع الخاص.
وفي، سياق متصل، اعتبرت صحيفة (لابراس) في مقالها الافتتاحي، أنه وبعد أن دخلت البلاد مرحلة جديدة، فمن المنطقي تماما أن تتبنى جميع القوى الحيوية في البلاد حالة ذهنية جديدة مدفوعة برغبة ثابتة في القيام بعمل أفضل لصالح المجموعة الوطنية.
وأضافت أن تونس تدخل مرحلة جديدة في تاريخها مشبعة بطموحات كبيرة تتميز باستجابات فعالة للمطالب الشعبية المشروعة والمفهومة بهدف أساسي هو توفير حياة كريمة وأفضل نوعية للمواطنين مبرزة أنه لا يمكن أن يتم البناء والتطوير دون ربطه بفكرة وضع حد نهائي للفساد وسوء الإدارة في المؤسسات العمومية وداخل الإدارة التي يجب تطهيرها عن طريق تهميش جميع المسؤولين الفاسدين مهما كان مستواهم.
وخلصت الى أنه في كل الأحوال، يدرك الجميع أنه من حق الشعب أن يتوقع الكثير من من هم في السلطة، خاصة وأن الأحداث الأخيرة، وفي مقدمتها إعادة انتخاب الرئيس، قيس سعيد، لولاية ثانية، دعمت الثقة الشعبية التي يستفيد منها، وفق ما ورد بالصحيفة.
أما صحيفة (المغرب) فقد تطرقت، في مقال بصفحتها الرابعة، الى التوتر الذي لازال يهيمن على السنة الدراسية الحالية بتواصل التحركات والوقفات الاحتجاجية بدعوة من النقابات، والتي كان آخرها الوقفة الاحتجاجية التي نفذها، خريجو الاجازة التطبيقية للتربية بدعوة من، الجامعة العامة للتعليم الاساسي، رفضا للتسمية التي أسندت الى الدفعة السادسة ‘مكلف بالتدريس’ للسنة الدراسية 2024-2025 والتي اعتبرتها الجامعة غير قانونية وتكشف عن نوايا الاستغلال لهضم حقوقهم المادية والمعنوية نظرا لعدم تقيدها والتزامها بانتداب هؤلاء المدرسين وفقا لاحدى الصيغ القانونية المحددة سابقا.
وحاورت الصحيفة، في هذا الخصوص، الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الاساسي، نبيل الهواشي، الذي أكد أنه “لم يطرأ أي جديد بعد الوقفة التي تم تنظيمها أمام وزارة التربية التي مازالت لم تحرك ساكنا”.
وأكد، المتحدث، لصحيفة (المغرب) أن “الجامعة لن تدخر أي جهد للدفاع عن خريجي الاجازة التطبيقية للتربية والتعليم (الدفعة السادسة) والذين يدافعون بدورهم عن دولة مدنية تضمن لهم حقوقهم” مشيرا الى أن “قانون الوظيفة العمومية ينص على أن العون الذي يعمل لفائدة أحد أجهزة الدولة اما أن يكون متعاقدا أو وقتيا أو متربصا ولكن ما تم عكس ذلك من خلال اسناد صفة لا علاقة لها بالصفات المتعارف عليها قانونيا وهي ‘عون مكلف بالتدريس’ “.
واهتمت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، بأزمة شح المياه في تونس التي أصبحت تمثل تهديدا جديا للحياة البشرية والحيوانية والنباتية كما تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي معتبرة أن نزول الامطار لا يجب أن ينسينا التحديات المناخية.
وأضافت أن شح المياه في تونس ليس مجرد أزمة مناخية بل هو تهديد شامل يطال كافة جوانب الحياة مشيرة الى أن تجاهل هذه المشكلة ونسيانها كلما نزلت الامطار سيؤدي الى تفاقمها في المستقبل.
وأبرزت، في هذا السياق، أن الحل يمكن في تبني سياسات عاجلة ومستدامة تعتمد على التخطيط العلمي والتقني الفعال والتركيز على ترشيد استخدام الموارد المائية واستثمارها بطرق تضمن استدامتها للاجيال القادمة مؤكدة أن التعاون الوطني والاقليمي والدولي هو وحده الكفيل بجعل تونس تتجاوز هذا التحدي وتحافظ على مستقبل آمن لابنائها، حسب تقدير الصحيفة.