أكّد وزير الدّفاع الوطني، خالد السّهيلي، اليوم الجمعة، أنّ وزارة الدفاع تعمل على تقييم المنظومة الصحية العسكريّة ورصد نقائصها والسعي إلى تداركها لتطويرها طبقا لإستراتيجية الوزارة 2021-2030.
وخلال اشرافه على افتتاح المؤتمر الوطني للطّب العسكري في نسخته الرابعة عشر، بحضور وزير الصحة مصطفى فرجاني، شدد السهيلي على أنّ جهود الوزارة تنصرف في هذا المجال إلى مزيد تقريب الخدمات الصحية من أولي الحقّ وحسن توظيف الإطارات الطبية وشبه الطبية العسكرية والرفع من قدراتها وإرساء أنظمة إدارة الجودة ورقمنة الخدمات الصحية واستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلا عن تحسين البنية الأساسية والتجهيزات للهياكل الصحية العسكرية.
وأكّد أنّ وزارة الدفاع الوطني قامت بتطوير مؤسساتها التكوينية في الصحة العسكرية من خلال إعادة تنظيم مدارسها لتصبح منذ سنة 2017 مؤسسات جامعية معترفاً بها وطنيا ودوليا، كما أصبح لها مجالس علمية تتولى النظر في إحداث وحدات ومخابر بحث علمي صلبها وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من جهة، ومركز البحوث العسكرية التابع لوزارة الدفاع الوطني من جهة أخرى.
ولاحظ أنّ تونس عملت على مزيد تطوير علاقات التعاون مع المجلس الدولي للطب العسكري، فضلا عن حرصها على تعزيز أطر الشراكة الإستراتيجية والتعاون الوثيق مع الهياكل الطبية العسكرية في عدة دول شقيقة وصديقة.
وقال إنّ هذه العلاقة العريقة تجسّمت من خلال مشاركة تونس في جميع الملتقيات الطبية العسكرية الإقليمية والدولية واحتضانها سنويّا عدة أنشطة علمية دولية تتعلق أساسا بـالإسناد الصحي بالوسط الصحراوي، والتعريف بالقانون الدولي والأخلاقيات الطبية خلال النزاعات العسكرية، وتأمين الدرس الدولي حول المنهجيات وتحرير المقالات الطبية والتصرّف والسّلامة الصحية للمياه وغيرها من الأنشطة.
وبيتناول المؤتمر الوطني للطّب العسكري، الذي يتواصل على مدى يومين، بمشاركة اكثر 300 من اطارات طبية وشبه طبية من قطاع الصحة العسكرية والعمومية والمخابر الطبية، خمسة محاور دراسيّة وهي إعادة بناء العظام والطب العمليّاتي والعلاجات الممكنة للسّكتة الدّماغيّة والإحاطة بالعسكريّين أثناء تنفيذ مهامهم، إضافة إلى دراسة واقع الصحّة العسكريّة وآفاقها المستقبليّة.
واعتبر السهيلي أنّ ما يميّز النسخة 14 لمؤتمر الطّب العسكري، عن سابقاتها، هو تشريك الأطبّاء الشبّان ومنحهم الفرصة لتقديم نتائج أعمالهم وبحوثهم في شكل مداخلات شفويّة ومعلّقات إلكترونيّة وذلك باعتبارهم أطبّاء المستقبل وسيكون لهم شأن كبير في تطوير المنظومة الصحية العسكرية.
وبيّن وزير الدّفاع الوطني أن مؤتمر الصّحة العسكريّة اكتسب من خلال دوراته السابقة قيمة أدبيّة وعلميّة ساهمت في تطوير المعارف والقدرات للإطارات الطبية وشبه الطبية العسكرية وأطباء الوحدات والرفع من جاهزيتهم للعمل في الداخل والخارج في إطار المهمات الانسانية والأممية، منوّها بما يبذلونه من جهود لتطوير منظومة الصحّة العسكريّة. وشدّد على مزيد العمل للإرتقاء بهذه المنظومة إلى مكانة رفيعة تستجيب لتطلعات العسكريين.
وقد اطّلع الوزير، بالمناسبة، على أجنحة معرض التجهيزات الطبيّة والمواد الصناعيّة لشركات ومخابر داعمة في اختصاص الأدوية والأغذية البيطريّة، تمّ تنظيمه بمناسبة المؤتمر.