أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 7 ديسمبر

تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم السبت، حول عديد المواضيع التي تخص الشأن الوطني من أبرزها الأرقام والاحصائيات المفزعة والمخيفة المتعلقة بالعنف الأسري في المجتمع والتطرق الى توجه تونس للاستثمار قي بناء القدرات البشرية والتقنية لمواكبة التطورات التكنولوجية وذلك لضمان أمنها السيبراني وحماية مصالحها الوطنية في الفضاء الرقمي علاوة على تسليط الضوء على ظاهرة هجرة الأدمغة.

واعتبرت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن العنف كجريمة أسرية أوجريمة تتكرر في نطاق الأسرة ليس بالظاهرة الجديدة أوالوافدة، بل هومن أقدم أنواع الجرائم المرتكبة في التاريخ البشري، مشيرة الى أن هذه الجريمة باتت تتخذ أشكالا وحشية مع استفحال ظاهرة أخرى ترتبط بها بشكل عضوي وهي ظاهرة تقتيل النساء على يد أزواجهن.

وأضافت الصحيفة، أن الأرقام والاحصائيات المفزعة والمخيفة المتعلقة بالعنف الأسري تطرح أسئلة وتستدعي الكثير من التفكير والتدبر والبحث عن الأسباب العميقة لهذه الظاهرة دون الاكتفاء بالتعاطي مع النتائج كنسب جامدة، وكذلك دون الاطمئنان الى الحلول الردعية والأمنية والتي لم تحدث الى اليوم الفارق ولم تنجح في امتصاص هذه الظاهرة التي تحولت الى شوكة في خاصرة المجتمع تستنزفه وتربك توازنه.

وبينت في سياق متصل، أن العنف في أبرز أوجهه هو مرآة عاكسة لفشل المجتمع في فرض ضوابطه الأخلاقية والقانونية في انسجام واضح مع نظرية “دوركايم” في تفسير ظاهرة استفحال العنف بخضوع المجتمع لحالة طارئة سماها “اللامعيارية” التي تفيد عجز المجتمع عن فرض احترام قواعده الأخلاقية والقانونية على جميع أفراده بما يفضي الى أن يعيش حالة من الفوضى الناتجة عن غياب القواعد المنظمة أوعدم الالتزام بها، معتبرة أن هذا العنف هو نوع من أنواع فشل مجتمعنا في فرض قواعده وهذا الفشل بدوره له أسبابه ولكل سبب نتيجة.

وخلصت، الى أن العنف تتعدد أسبابه ولكن لاتختلف نتائجه ويبقى سببا من أسبابه الخفية والمسكوت عنها الى اليوم هو مدى أهلية الشريكين لحمل أعباء الأسرة والأطفال لاحقا، وهو الركن الغائب اليوم في كل الاستراتيجيات والخطط التي تهدف الى الحد من هذه الظاهرة السلبية والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حتى لاتتحول الأسرة من كيان تأسيسي في المجتمع الى كيان تخريبي ومعطوب وفق ما ورد بالصحيفة.

واهتمت جريدة(الصحافة) في مقال لها بصفحتها الخامسة، بالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، حيث تواجه تونس كسائر الدول العربية تحديا مزدوجا يتجلى في محاولة اللحاق بالركب التكنولوجي من جهة، وحماية سيادتها الرقمية وأمنها السيبراني من جهة أخرى، مبينة أن هذا التحدي يتطلب موازنة دقيقة بين استثمار التكنولوجيا لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبين تأمين البنية التحتية الرقمية وحماية البيانات الشخصية من التهديدات المتزايدة التي تتربص بها، سواء من قرصنة مستقلين أوجهات معادية تستخدم الهجمات السيبرانية لأغراض ارهابية أوتجسسية.

وأضافت الصحيفة، أن تونس تسعى في اطار استراتيجيتها الوطنية للتحول الرقمي الى تعزيز قدراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي وعولمة البيانات، باعتبارها أدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والانخراط في الاقتصاد الرقمي العالمي، مبينة أن هذه المساعي تواجه تحديات جمة أبرزها ضعف البنية التحتية الرقمية ونقص الكفاءات المتخصصة في التكنولوجيا الحديثة علاوة على ذلك تشكل الهجمات السيبرانية المتزايدة خطرا يهدد استقرار المؤسسات الوطنية والخدمات الحيوية.

وأوضحت، أن تونس تحتاج الى استراتيجية وطنية شاملة تقوم على تعزيز الأمن السيبراني كأولوية قصوى ويمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير الكفاءات البشرية خاصة في مجالات التكنولوجيات الحديثة، ودعم الهيئات المتخصصة مثل الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لتوفير حماية أفضل للبنية التحتية الرقمية الى جانب ذلك يجب تحديث القوانين المتعلقة بالجرائم السيبرانية والانضمام الى المعاهدات الدولية مثل معاهدة بودابست لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الهجمات الالكترونية .

وخلصت، الى أن اللحاق بالثورة الرقمية لايمكن أن يتم دون استراتيجية محكمة تضع الأمن السيبراني صلب أولوياتها وتجمع بين التقدم التكنولوجي وحماية السيادة الوطنية في عالم رقمي يتسم بالمخاطر كما بالفرص وفق ما ورد بذات الصحيفة .

وأفادت جريدة(لوطون) في مقال بصفحتها الثالثة، بأن تونس تواجه اليوم بما لديها من كفاءات فكرية وجودة نظامها التعليمي، نزيفا حقيقيا يتمثل في ظاهرة هجرة الأدمغة مما يجعل الوضع يبعث على القلق، خاصة وأن الآلاف من الكفاءات الشابة تغادر بلادنا كل سنة للاستقرار في الخارج .

وأضافت الصحيفة، أن هذا الواقع أصبح مقلقا من خلال التناقض القائم بين استثمار الدولة في تكوين هذه الأجيال وعدم قدرتها على توفير الشغل اللائق الذي يتلاءم مع مهاراتهم، مشيرة الى أن تونس تميزت على مدى عقود بالتزامها بالتعليم حيث تنفق جزءا كبيرا من ميزانيتها على تكوين أبنائها من التعليم الابتدائي الى غاية التعليم الجامعي .

وبينت في سياق متصل، أن الشباب التونسي دوما متألق ومتحمس ومجهز بالمهارات الضرورية على الصعيد العالمي، الا أنه بمجرد تخرجهم من الجامعة لا يجدون موطن شغل يتماشى مع خبراتهم مما يضطر الكثير منهم الى العمل بأجور زهيدة وغير كافية للعيش بكرامة، مبرزة أن هذا الوضع يؤدي الى الشعور بالاحباط لدى الشباب الذين يجدون أنفسهم بعد سنوات من المجهودات والتضحيات أمام خيار صعب، اما البقاء في تونس وقبول ظروف العمل المخيبة للآمال أوالسفر الى الخارج للبحث عن مستقبل أفضل وفق ما ورد بذات الصحيفة .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.