انعقدت صباح اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 بقصر باردو، جلسة عمل بين وفد من مجلس نواب الشعب برئاسة سوسن مبروك نائب رئيس مجلس نواب الشعب ، ووفد من الحزب الشيوعي الصّيني برئاسة تساي فانغ ، كبير الخبراء بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ونائب سابق لرئيس الاكاديمية والوفد المرافق له بحضور سفير الصين بتونس، وعدد من النواب من مختلف الكتل ومن غير المنتمين
وثمّنت سوسن المبروك نائب رئيس المجلس في بداية الجلسة روابط الصداقة المتينة وعلاقات التعاون بين البلدين، مشيرة إلى عراقة العلاقات الديبلوماسية .
كما أشادت بدعم جمهورية الصين الشعبية للجمهورية التونسية منذ الاستقلال، معربة عن تقديرها للنجاحات المتواصلة التي حققتها الصين في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
كما أبرزت عمق العلاقات وتناغم قيادتي البلدين ومساعيهما المتميّزة للرفع من مستوى العلاقات وتطوير ها بما يتماشى مع طموحات شعبي البلدين، مذكّرة في هذا السياق بمختلف الزيارات رفيعة المستوى ومنها الزيارة الأخيرة التي أدّاها رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد الى جمهورية الصين موفى ماي الماضي .
ودعت الى أهمية تقوية سبل التعاون في مجال التبادل التجاري وتعزيز نسق الاستثمار في المجالات التكنولوجية والصناعية.
كما شدّدت على أهمية استحثاث العمل على الصعيد البرلماني وتوسيع الاستشارات على مختلف الأصعدة في مجال الديبلوماسية البرلمانية.
من جهته، تطرّق عز الدين التايب نائب مساعد رئيس مجلس نواب الشعب المكلّف بالعلاقات الخارجيّة والتونسيين بالخارج والهجرة إلى تجذّر العلاقات التونسيّة الصينيّة عبر التاريخ، مشيرا إلى مجالات التعاون الثنائي والى النجاح الذي حققته عديد المشاريع الصينية في تونس. كما أكّد أهمية تكثيف تبادل الزيارات على جميع المستويات لتسريع نسق التعاون ومعاضدة جهود الديبلوماسية الرسمية في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وأبرز أعضاء وفد مجلس نواب الشعب بدورهم أهمية الاستفادة من المكانة الوازنة للاقتصاد الصيني عالميا، والعمل على مزيد استقطاب الاستثمارات الصينية في تونس لا سيما في مجالات الصناعة والصحة والفلاحة والسياحة والبحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة والطاقات المتجددة.
ودعوا الى أهمية دفع نسق التبادل التجاري وتشجيع تدفق المنتوجات التونسية في السوق الصينية وخاصة التمور وزيت الزيتون.
كما أشاروا الى مستوى الاستقرار السياسي الذي بلغته تونس ومساعيها الرامية الى القيام بثورة تشريعية لدفع نسق الاستثمار. وشدّدوا في نفس الاطار على أهمية ترجمة مخرجات مختلف اللقاءات الى اتفاقيات عملية تدفع مستوى الشراكة والتعاون الاقتصادي.
وأكّد “تساي فانغ “رئيس الوفد الصيني عزم جمهورية الصين الشعبية قيادة وشعبا على مزيد العمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية باتجاه دعم التنمية الاقتصادية، مبيّنا المساعي المبذولة لتعميق الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين ولاسيما عبر تنفيذ الاتفاقيات الثنائية.
وتطرّق في هذا الصدد الى منتدى التعاون الصيني الافريقي الذي أقيم مؤخرا في الصين والى الاستراتيجية الصينية الجديدة نحو مزيد دعم الشراكات مع الدول الافريقية لا سيما بعد رفع قيود جائحة كوفيد19.
وثمّن من جهة أخرى دور البرلمان التونسي في تعزيز العلاقات البرلمانية والديبلوماسية بين البلدين داعيا الى مراجعة التشريعات التي تنظم أواصر التعاون الاقتصادي، فضلا عن تبادل الخبرات في مجال إدارة الحوكمة.
وقد أشار سفير الصين بتونس الى تطوّر المشاريع الاستثمارية الصينية في تونس في المجال الصحي والفلاحي وعلى مستوى البنية التحتية ، مشيرا في هذا الصدد الى مستشفى علاج الأورام في قابس، والمدينة الطبية في القيروان، وإلى عدد من المشاريع الأخرى في طور الدراسة .
وكانت جلسة العمل مناسبة للتطرق لآخر التطورات على الساحة العربية والدولية ، وتأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها والعمل المشترك من اجل نصرة القضايا العادلة وتكثيف المساعي الرامية لإحلال الامن