تمحورت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة التي غيرت مجرى التاريخ السياسي في تونس حيث تم التأكيد في مختلف الافتتاحيات والمقالات على أهمية احيائها خدمة للذاكرة الجماعية اضافة الى التساؤل حول مدى تحقق مطالب الشعب في شغل وحرية وكرامة وطنية بعد مرور 14 سنة على اندلاعها.
سلطت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي الضوء على الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة التي غيرت مجرى التاريخ السياسي في تونس ومثلت شرارة أولى للربيع العربي ومهدت لتغييرات في مجتمعات وبلدان عربية وغيرها.
وأشارت الى أن هذه الذكرى تأتي في سياقات استثنائية وطنيا ودوليا ووسط تطلعات بالجملة لواقع ووضع أفضل في مستويات اقتصادية واجتماعية وتنموية وسياسية وحقوقية أيضا.
وأضافت أن لرئيس الجمهورية، قيس سعيد، والمشروع الذي يعمل على تفعيله بمعية فريق حكومي موسع، دوره في اعادة الجميع الى مربع الثورة الاول بعد الوعود التي قطعت من أجل العمل على تحقيقها وبلورة عوامل اندلاع ثورة 17 ديسمبر لتشمل أغلب جهات الجمهورية سنة 2011، في برامج ومشاريع نابعة من رحم تلك المطالب والاستحقاقات.
واعتبرت أن عودة الامل لتجديد وتحقيق مطالب الثورة التي سقطت من أجلها أرواح زكية لشباب آمن وتطلع لحياة أفضل واصلاحات قد تشمله والمناطق المهمشة التي ينتمي لها، تحمل مسؤولية مضاعفة للجهات الرسمية اليوم للعمل من أجل تحقيق الوعود التي لا تزال قائمة وسط اكراهات وتحديات داخلية وخارجية خاصة أن المنتظرين تحدوهم آمال وتطلعات كبيرة للاستجابة للمطالب العالقة والجديدة في مرحلة بناء واصلاح مقابل عدم العودة الى نكسات عشرية ما بعد الثورة.
وأثارت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا حول مدى امكانية القول بأن مطالب الشعب في شغل وحرية وكرامة وطنية قد تحققت فعلا؟.
واعتبرت، أن التشغيل ما زال حلما يراود شقا كبيرا من الشباب المعطلين عن العمل على اختلاف تصنيفاتهم مشيرة الى أن الثابت أن ملف التشغيل يعد من الملفات الساخنة بالاضافة الى عديد الملفات الاخرى التي تتصدر جدول أعمال أعلى هرم السلطة بالنظر الى أنه المحرار لقيس درجة التزامها بقضايا الناس والمحك لتقييم النجاح والفشل في كل الاحوال نظرا لرمزيته وأهميته وطبيعة الشريحة التي يمسها.
وحاورت الصحيفة، في هذا الخصوص، دكتورة معطلة عن العمل، أكدت أن منجز الثورة لم يتحقق بعد والحلم بالالتحاق بالوظيفة العمومية لم يكتمل بعد مشيرة الى أن الامل في رئيس الدولة كبير وحلحلة ملف التشغيل لن يكون الا عبر قرار رئاسي.
وخلصت الصحيفة، في ذات المقال الى أن الحكومات السابقة قتلت أحلام الشباب لكنها حتما ستبعث من جديد … وهم متمسكون بها ومصرون على الدفاع عنها والابقاء على جذوتها متقدة.
وفي سياق متصل، تطرقت صحيفة (لوطون) في افتتاحية عددها اليوم الى أهمية المحافظة إحياء ذكرى 17 ديسمبر 2010، معتبرة أن ذلك يخدم الذاكرة الجماعية من خلال منعها من فقدان ونسيان جزء أساسي من التاريخ السياسي في تونس الذي يخدم السلام والحرية معا ويرتبط ارتباطا وثيقا بالعدالة والمساواة للجميع.
وأضافت، في هذا السياق، أنه يجب على الجميع التمسك بهذه الذكرى بكل قوة والتصرف بطريقة لا تسمح باعاقة عملية التغيير في البلاد مؤكدة على ضرورة أن يقبل جميع التونسيين الواقع المفروض على الجميع والمتمثل في أنه لا يمكن رسم مسار شعب بأكمله بخط مستقيم للوهلة الأولى، لأن الثورة انبثقت من تمرد شعب انتهى غضبه المكبوت إلى الانفجار في 17 ديسمبر2010، ليشمل أغلب جهات الجمهورية سنة 2011.
وبينت أنه كان من الواضح أن هذا التاريخ (17 ديسمبر 2010)، هو الذي حدد نغمة كل شيء وجاء كل ما بعده ليعيد رسم وجه تونس بفعل المد والجزر المرتفع والمنخفض حتى حلول 25 جويلية 2021، الذي طهر المشهد الطبيعي من شياطينه ليتمكن الشعب التونسي أخيرا من استعادة ثمار الثورة، التي تمت مصادرتها لسنوات، لأولئك الذين أطلقوا صرخة التمرد والمطالبة بالعيش بكرامة، وفق ما ورد بالصحيفة.