تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار التطرق الى أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل ومختلف الوساطات التي يقوم بها عدد من النقابيين القدامى لتجاوزها والتساؤل حول جدوى الاضراب الذي يشنه المعلمون والاساتذة النواب ومدى امكانية القول بأنه هو الحل الامثل لجميع المشاكل المطروحة وتسليط الضوء على تداعيات الاسعار الجديدة للإجراءات الطبية على المواطنين الى جانب تخصيص حيز هام للحديث عن مستجدات حرب الابادة الجماعية بالتوازي مع المفاوضات الجارية.
تطرقت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة الى أزمة اتحاد الشغل مشيرة الى أنه من المنتظر أن يحسم الاعضاء الخمسة من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ‘الغاضبين’ قرارهم، اليوم الثلاثاء، بعد تقييم مخرجات ونتائج الوساطات التي يقوم بها عدد من النقابيين القدامى وفي مقدمتهم الامين العام السابق، حسين العباسي، وذلك اما بالمضي قدما في قرارهم والدخول في اعتصام مفتوح في مقر المنظمة الشغيلة وعقد ندوة صحفية يوم غد الاربعاء 8 جانفي، أو العدول عن ذلك والعودة الى بقية أعضاء المكتب التنفيذي ال10 والقبول بمبادرات الصلح وتجاوز الخلافات وخاصة وضع حد للانشقاق والصراع التي تعيش على وقعه المنظمة منذ فترة.
وأضافت الصحيفة، أنه وبعد اعلان الخمسة أعضاء عن قرارهم الدخول في اعتصام مفتوح بسبب الاوضاع المتردية صلب الاتحاد، دخل بعض النقابيين القدماء والذين لهم وزن ويحظون بثقة كبيرة داخل هياكل المنظمة على الخط للقيام ببعض التدخلات والجهود لحل الخلافات الداخلية وتجنب مزيد تأجيجها في اشارة خاصة الى، حسين العباسي، مشيرة الى أن نتائج الوساطة التي يقوم بها هذا الاخير، سيخضعها الخمسة أعضاء ‘الغاضبين’ على طاولة اجتماعهم، اليوم، لتقييمها والحسم في موقفهم اما بالمضي قدما في اعتصامهم أو العدول عن ذلك والانضمام الى طاولة النقاشات للبحث عن حلول لانهاء الازمة التي في صورة تواصلها قد تعصف بالاتحاد، وفق تقدير الصحيفة.
وأثارت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم، استفهاما جوهريا حول الاضراب الذي يشنه المعلمون والاساتذة النواب ومدى امكانية القول بأنه هو الحل الامثل لجميع المشاكل المطروحة.
واعتبرت، في هذا الاطار، أنه من الحكمة دائما فتح باب الحوار والتفاوض بدل اللجوء الى التصعيد واعتباره الحل الامثل للي ذراع سلطة الاشراف مشيرة الى أن المتضرر الحقيقي هو قطعا التلميذ، والولي وهو ما لا يبدو أن تنسيقية المعلمين والاساتذة النواب قد فكرت فيه أو أعارته بعض اهتمامها فقد اختارت ‘مضطرة’، كما تقول، مقاطعة الدروس وهي أسهل طريقة في نظرها ل’النضال’ من أجل الحصول على المستحقات.
وأكدت، في هذا السياق، على ضرورة وعي المربين بأن التصعيد في هذه المرحلة لا يخدم أحدا فالبلاد تحتاج الى أكبر قدر من الهدوء في كل المجالات وفي غنى عن أي توترات قد تحدث هنا أو هناك داعية وزارة التربية الى التعامل مع هذا الملف بالسرعة والنجاعة اللازمتين وأن تمد جسور الحوار مع المعلمين والاساتذة النواب دون تباطؤ من أجل رأب الصدع معهم حتى يعودوا الى أقسامهم وهي مكانهم الطبيعي، وفق ما ورد بالصحيفة.
من جانبها، خصصت صحيفة (لوطون) حيزا هاما للحديث قائمة الاسعار الجديدة للإجراءات الطبية التي دخلت حيز التنفيذ منذ 1 جانفي 2025، التي جاءت لتلبية توقعات المهنيين الصحيين بشكل أفضل والمتطلبات المتزايدة للقطاع مشيرة الى أن هذه المراجعة قد أثارت الأمل والقلق لدى الاطراف المعنية وخاصة المواطنين.
وأضافت الصحيفة، أنه بالنسبة للمواطنين، فهم ينظرون إلى هذه الزيادة في الأسعار على أنها عقوبة مزدوجة، وسط تآكل القدرة الشرائية في السنوات الأخيرة، حيث سيصبح الحصول على الرعاية الصحية أكثر صعوبة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا من المواطنين مبرزة أن العديد من المرضى قد يضطرون إلى تأجيل أو إلغاء الاستشارات الطبية الأساسية بسبب نقص الموارد المالية الكافية اضافة الى أن الزيادة في أسعار الإجراءات بالنسبة للحالات الحرجة مثل غسيل الكلى أو الولادة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الصحية.
وتوقعت، في سياق متصل، أن تضطر شركات التأمين الصحي إلى تغيير سياسات السداد الخاصة بها، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة أقساط التأمين بالنسبة لحاملي الوثائق الخاصة بهذا الاجراء، وبالتالي فإن سلسلة من العواقب المالية تبدو حتمية في هذا الخصوص، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى مستجدات حرب الابادة الجماعية التي ترتكب ضد الفسطينيين في قطاع غزة منذ قرابة خمسة عشرة شهرا دون انقطاع من خلال نافذة مفاوضات تحمل عناوين ومسميات مختلفة ‘هدنة مؤقتة’ أو ‘وقف جزئي لاطلاق النار’ أو حتى ‘اتفاق مرحلي لتبادل الاسرى والمحتجزين’ وغيرها من المسميات.
وأبرزت، أن المفاوضات أصابها الروتين لطولها وتعقدها وتعدد مصالح المتداخلين فيها وهي أساسا تبدو عبثية وغير مجدية، اذ بمجرد أن تصل الى نقطة التقاء حقيقي أو تفاهم جدي حتى تنهار فجأة بارادة مسبقة وخبيثة من حكومة الاحتلال ثم يعاد النفخ فيها من جديد.
وأضافت، أن الاحداث الجارية في غزة تؤكد أن المقاومة تظل فكرة وايمانا وخلاصا لا يمكن القضاء عليها مهما كانت درجة القسوة وحجم الجرم مما يؤكد تشبث الفلسطيني بالحياة رغم الدمار والموت وهو سلاحه الوحيد لمكافحة النسيان واللامبالاة من العالم الذي أدار ظهره لهذه الحرب الوحشية التي أتت على الاخضر واليابس وكأنه عالم يتلذذ مشاهد المجازر اليومية ويغض النظر عن جرائم الابادة الجماعية، حسب ما جاء بالصحيفة.