نشر الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري اليوم الجمعة تدوينة على صفحته الرسمية بالفيسبوك تضمنت توضيحا للاعتداء الذي استهدف أمس مقر الاتحاد وتفاصيل جديدة عن الواقعة.
وفي ما يلي التفاصيل:
“”إيضاحات لا بد منها
عفوا، مضطر إلى توضيح مطول، فعذرا على الإطالة، فلست ممن يحبذها وأعلم قيمة التكثيف والإيجاز والاختصار باعتبارها من صنوف البلاغة وحسن القول وهي من شرائط الاتصال الحديث، لكني هنا لست بصدد كتابة شعر فله لغته وخطابه ومقامه وأتهيب من عالمه، لذا ستكون كتابتي تقريرية سجالية فأرجو منكم الصبر وسعة البال وعدم الملل:
🔴 . الاعتداء الهمجي حصل وهو واقع موثق بالصورة والصوت ومن خلال التفاخر الذي نقلته صفحات المعتدين وتوابعهم، كما أقره بعض “الصادقون” في إداناتهم المسمومة، فلا توهموا الناس بأنه لم يقع بدعوى ان قيادة الاتحاد تستخدم “المظلومية” كما يروج بعض القادة المساريين الجهابذة من وراء البحار، ووراء الحواسيب.
🔴 . الاعتداء الهمجي اليوم على مقر الاتحاد كان معلوما سلفا وكانوا يعدون له العدة منذ أيام ويحشدون عبر “اللايفات” ليلا نهار ويوم الأحد ورغم ذلك فشلوا ذريعا ومن أقدم على الاعتداء هم “أنصار الرئيس” وفي رواية أخرى “أنصار المسار” كما يصرحون ويتبجحون، والوجوه معروفة ومكشوفة ومعلنة وموثقة. وإذا لم يكن ذلك كذلك فعلى السلطة بكل مستوياتها أن تتبرا منهم وأن تتخذ الإجراءات القانونية لتتبعهم على الجرائم التي اقترفوها بهذا الاعتداء الجبان لأن ما قاموا به مخطط ومنهج وممول ولم يكن لا عفويا ولا تلقائيا ولا مواطن يا.
🔴 . المعتدون لا صلة لهم بالعمل النقابي ولا بهياكل الاتحاد وكثيرون (رغم قلة عددهم) ليسوا أجراء.
🔴 . الاعتداء جاء بعد دعوة وجوه محددة على الفايسبوك والتكتوك واستمر ليلتين متتاليتين وتم ضبط الهدف (حل الاتحاد) والموعد (الخميس وسموه اسود على الاتحاد) والتوقيت (العاشرة) والمكان (المسرح ومنه إلى البطحاء) والفيدوات موثقة وتم تسجيلها.
🔴 . الاعتداء جاء نتيجة تحريض وتجييش وبث إشاعات وتزييف اخبار وترديد خطاب سياسي رسمي يجرم الإضراب ويصنف المضربين خونة وعملاء يخدمون اجندا اسيادهم (بينما الإضراب بما هو حق دستوري كان معلنا قانونيا وشرعيا وانطلق التفاوض حوله في أعلى مستوى في الحكومة)
🔴 . لم يبدأ التحريض مع إضراب النقل كما يدعي البعض بدعوى عدم شعبيته بل هو وتحريض متواصل لم ينقطع ويشتد ويعلو كلما عبر الاتحاد عن موقف ضد الاجراءات اللاشعبية للسلطة أو تحدث عن الغلاء أو ندد بضرب الحريات أو تقدم بمطالب عمالية أو أنجز إضرابا لذا إضراب النقل ليس إلا تعلة لا غير للتهجم على الاتحاد.
🔴 . البعض من المفلسين ومسطحي الرأي تفتقت حيلهم التافهة بالقول أن الهجوم من تدبير “البيروقراطية”، هكذا وبكل وقاحة، ومن غير المستبعد ان يجلبوا أحدهم ليلفق التهم إلى الاتحاد، فهم على كل المكائد قادرون وتطوع لهم كل السبل.
🔴 . بلا شك أن هذه الهجمة الجبانة شبيهة بهذا الشكل أو ذاك بهجمة عصابات ما يسمى روابط حماية الثورة خاصة في أهدافها وأسلوبها وشعاراتها وبالتحديد في اعتباره نتاج حملات التجييش والتحريض تقوم بها مسؤول وجوه معروفة تستخدم في فضاءات التواصل الاجتماعي وحتى الذكاء الاصطناعي.
🔴 . لا يمكن اعتبار هذا الاعتداء الغادر حدثا عابرا بل هو مقدمة لعنف يتولد عن الشحن والردح وحالة الاحتقان ومن المتوقع أن يعمم تماما كما حدث في العشرية السابقة، والسكوت عنه هو دفع إلى الفتنة والفوضى والعنف حد الاغتيالات.
🔴 . الاعتداء لا يبتعد كثيرا عن الاعتداء على الحق النقابي عبر جملة من الإجراءات ومنها إلغاء الجلسات الصلحية مركزيا وجهويا ووقف التفاوض سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العام وتغييب المجلس الوطني للحوار الاجتماعي القيام التعديلات في القوانين الشغلية وغيرها بشكل منفرد عدا التنكيل بالنقابيين والزج ببعضهم في السجون وطردهم من العمل ونقلتهم تعسفا وإحالتهم ظلما وكيدا على مجالس التأديب… وغيرها من الانتهاكات وصنوف التعسف، فتم رفع منسوب التوتر الاجتماعي إلى أقصاه عفن المناخ الاجتماعي الذي كان من المفترض معالجته عبر الحوار الرصين الهادئ والمسؤول، لكن للأسف خيرت السلطة الهروب إلى الأمام وإلغاء اي صيغة للحوار.
🔴 . كثيرة هي المساندات التي بلغت الاتحاد من أصحابها من المنظمات والجمعيات والاحزاب والشخصيات والأصدقاء العرب والأجانب ومازالت المساندات تتهاطل، فقد خبرت اعتداءات سابقة سلطت على الاتحاد وطالت في كثير من الأحيان منظمات أخرى وجمعيات شخصيات وبرلمانيين، وكلها مساندات تدين الاعتداء وتحمل السلط المسؤولية وتدعو إلى الحوار وتقر بالدور المحوري للاتحاد العام التونسي للشغل، وبالمناسبة نتقدم لهم بالشكر والعرفان ونؤكد ان تونس في حاجة إلى مجتمع مدني، وفي مقدمته الاتحاد، حي قوي مؤثر يكون حارسا للحقوق والحريات وفي مقدمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والعدالة الاجتماعية من أجل إرساء دولة مدنية ديمقراطية اجتماعية عادلة.
🔴 . بعض المساندات، مشكورة، صدرت من أصحابها إما خجولة لا تحمل المسؤولية لأصحابها أو مخاوزة من قبيل تسوية الضحية بالجلاد أو مسمومة حاقدة تدين الاعتداء من زاوية انه “يخدم البيروقراطية” لا غير ولا تدينه في الأصل ولا تعبر عن أي تضامن مع الاتحاد وهناك مساندات منافقة مشروطة (كالبيع المشروط) وهي الاسوأ بين هذه المساندات لأنها تدس السم في الدسم فهي إذ تدعي مساندة الاتحاد، تصر إلحاحا على معاداة قيادته، فتريد تغليف مساندنتها بزيادة منسوب عدائها القيادة النقابية لتخفيف من وقع المساندة، التي لم تقطع معها قبل يوما حبلا حتى حفيت من التردد عليها، ليبنوا نظرية خرقاء تحاول أن تفصل بين الاتحاد وقياداته فصلا تعسفيا متحذلقا، والحال ما هو الاتحاد إذا لم يكن إلى جانب تاريخه وشرعيته ومشروعيته ورصيده النضال ودوره التاريخي، بشرا واشخاصا من مناضلات ومناضلين وقيادات، وسواء كنت تحبها أو تكرهها فهي منتخبة غير منصبة وشرعية تستمد شرعيتها من هياكل الاتحاد وقواعده دون سواهم، وقد يسوء اداؤها أو يتردى فذلك شأن داخلي لهياكل المنظمة واطر قراراها الشرعية دون سواه، فلا حق لهذا الحزب أو ذاك ان يصم وضع منظمة ليست تابعة له ب”الهوان”، وكان يمكن لمناضلي اي حزب ينتسبون للنقابات ان ينقدوا ويقيموا، وهو حقهم. لكن قد ترتفع حينها أصوات تتذكر، بعد ايام واشهر وسنوات من الترذيل والشيطنة التدخل في الشأن الداخلي ومحاولة تحديد المربعات، تتذكر أن الاتحاد منظمة كل التونسيين فيعطون لأنفسهم الحق في التدخل لتنحية هذا أو ذاك من المسؤولين النقابيين خاصة إذا لم يات على مزاجهم أو على مزاج السلطة وان يفتوا في شان الاتحاد الداخلي كما يفتون في أحزابهم. ورغم ذلك شكرا لهم على نصف المساندة وشكرا اننا التقينا على نبذ العنف وعلى رفض الاعتداء على مقرات والاحزاب والمنظمات وعلى صون الحرية وعلى الدعوة إلى احترام منظمة عريقة هي الاتحاد العام التونسي الشغل ولا نطلب منهم أكثر من ذلك ولا نحمل أكثر من طاقتهم.
🔴 . أشدد على أن خطورة الاعتداء لا يمكن أن تلهي النقابيين على ما شرعوا فيه من استعداد آت لفرض الحق النقابي وفتح التفاوض تطبيق الاتفاقيات والمزايدة في الأجور تحسين المقدرة الشرائية للإجراءات محاربة التشغيل الهش التي اتخذت ;خيرا مسميات جديدة ك”إسداء الخدمات” تأبيد للمناولة وعقود الهشة.
⚫ . لن أنهي قبل أن أعرج على الموتورين ممن تلبستهم أمراض الشماتة وسكنهم الحقد والثأر وتصفية الحسابات حتى وهم في قصور منفاهم الاختياري الباذخ، الذي أعدوا له العدة باكرا من الغنية، والذين يذكروننا، بمناسبة وبغير مناسبة وبتكرار رديء مشروخ، بموقفنا من 25 جويلية قائلين بتلذذ المازوشيين مكشرين عن ضحكة صفراء سامة: “ذوقوا..! ” نقول لهم إنكم أتيتم ضد الاتحاد أكثر من هذا وحرضتهم عليه العصابات والإرهاب ولم تفلحوا وانتم متشابهون في الرغبة في إلغاء وجود الاتحاد مع السلطة القائمة (وقد عبر أحدكم عن ذلك معتبرا وجود الاتحاد معرقلا للتاريخ” ” وبالمناسبة انتم تلتقون في هذا مع غلاة الشعبوية)، فيكفي مكابرة ومداراة وتضليلا وانشغلوا بمتع وجمال تركيا فقد أفلستم عميقا وأوصيكم باليأس المطبق فلن يسير الاتحاد في ركابكم كما لن يسير في ركاب السلطة.
———
🔴. تدارك، كان النقابيون وموظفوا الاتحاد كانوا حاضرون جاهزون مستعدون وحموا الدار بطرق سلمية وعبروا عن انتماء متجذر ولن يسمحوا بأي انتهاك حرمة بطحاء النضال واعتداء الهمجي بالأمس لا هو حرية تعبير ولا تصرف تلقائي معزول بدليل تصايح البعض لتبريره.””
المصدر تونس المصدر آخر الأخبار العربية والعالمية والتونسية .
