أُطلقت شركة EdTrust الناشئة في تونس خلال أزمة كوفيد-19، وسرعان ما أصبحت فاعلًا رئيسيًا في مسار رقمنة المدرسة. تنطلق من رؤية طموحة تتمثل في “إعادة ابتكار التعليم في إفريقيا عبر الذكاء الاصطناعي”، وتهدف إلى تسهيل إدارة المؤسسات التعليمية، وتعزيز التواصل بين المعلّمين والأولياء، وتمكين التلاميذ من متابعة شخصية لمسارهم الدراسي.
بعد أول جولة تمويل ناجحة، تستعد EdTrust اليوم للتوسع في شرق إفريقيا، مع طموح لأن تصبح مرجعًا قاريًا في مجال التكنولوجيا التعليمية (EdTech).
حوار مع فراس الضوادي، الشريك المؤسس لـ EdTrust:
متى وُلدت فكرة إنشاء EdTrust؟
بدأت عام 2020 أثناء جائحة كوفيد-19. كنا ندير حينها شركة تطوير برمجيات، وجاءنا مدير مدرسة يواجه صعوبة في إدارة مؤسسته بالطريقة التقليدية: أوراق كثيرة، تواصل معقّد مع الأولياء والمعلّمين، ومتابعة غير فعالة للتلاميذ. سألنا إن كانت هناك أداة رقمية تساعده، ومن هنا بدأ كل شيء.
أدركنا أن المشكل لا يخص مدرسة واحدة، بل هو واقع تعيشه مؤسسات كثيرة. فكانت البداية مع المدارس، ثم توسعنا لتشمل الحلول المعلّمين، والأولياء، والتلاميذ، ليغطي النظام بأكمله.
كيف تُلخّصون طموحكم في جملة واحدة؟
نطمح إلى إحداث ثورة في التعليم في تونس وإفريقيا عبر منظومة رقمية متكاملة ومدعّمة بالذكاء الاصطناعي، تُبسّط الإدارة، وتُثري العملية التعليمية، وتُقوّي الروابط بين المدرسة والمعلّمين والأولياء والتلاميذ.
برأيكم، ما هو “الحلقة الأضعف” التي يمكن للتكنولوجيا إصلاحها؟
الخلل الأكبر هو غياب المتابعة الفردية. المدارس تملك بيانات كثيرة (نتائج، غيابات، سلوك…) لكنها مشتّتة وغير مستغلة.
النتيجة: يُكتشف ضعف التلاميذ متأخرًا، ولا يعلم الأولياء بذلك في الوقت المناسب.
التكنولوجيا تمكّن من جمع هذه المعلومات في مكان واحد، وتحليلها لإطلاق تنبيهات ذكية تمنح المعلّمين والأولياء رؤية فورية ودقيقة لتقدّم كل تلميذ. هذا الجسر بين المعلومة والفعل هو ما نسعى لبنائه في EdTrust.
“المدارس تجمع البيانات لكنها لا تستغلها. والنتيجة: نكتشف مشاكل التلاميذ بعد فوات الأوان.”
إذا كنتُ معلّمًا جديدًا على EdTrust، ماذا سأجد وكيف سيتغيّر عملي؟
ستكتشف أداة تُعيد إليك جوهر دورك: المربّي لا الإداري.
المهام الروتينية مثل النداءات، وتسجيل العلامات، والتواصل مع الأولياء، تصبح مؤتمتة ومركّزة في منصة واحدة.
يُضاف إلى ذلك مساعد ذكي يساعدك في إعداد الدروس وملاءمتها مع مستوى التلاميذ.
من اليوم الأول، تُدرّس بهدوء أكبر، وتخصّص وقتًا أطول لتلاميذك، وتبني تواصلاً أفضل مع الأسر.
EdTrust لا تُبدّل المعلّم، بل تمنحه حرية وتأثيرًا أكبر.
كيف تُترجم مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتعلّم المخصص في منصّتكم؟
الذكاء الاصطناعي يعمل كمساعد لكل فاعلي المنظومة التعليمية:
-
للمعلّمين: يقترح أفكار دروس وتمارين ونصائح تربوية.
-
للأولياء: يجيب على استفساراتهم حول تقدّم أبنائهم ويقترح طرق المرافقة.
-
للتلاميذ: يُعدّ مدربًا يشرح المفاهيم بطرق مختلفة ويقترح أساليب مراجعة.
-
لإدارة المدرسة: يُولّد تقارير وتحليلات وتوقعات تلقائيًا.
النتيجة: تراجع في العمل الروتيني، وتواصل أكثر سلاسة، وتركيز على جوهر العملية التعليمية.
هل لديكم مثال ملموس على أثر EdTrust؟
في إحدى المدارس التي تعتمد منصّتنا، انخفض الوقت المخصّص للمهام الإدارية بنسبة 40٪، مما أتاح للإدارة التركيز على الابتكار التربوي.
كما تضاعف تفاعل الأولياء مع أنشطة المدرسة، وأصبح التواصل مع المعلّمين أسرع وأكثر شفافية.
تحسّن أداء التلاميذ بفضل المتابعة الشخصية المستمرة.
“عندما تُصبح الإدارة أكثر فاعلية، يستفيد كل تلميذ من بيئة تعلم أفضل.”
كيف تُقنعون المعلّمين المتحفظين تجاه التكنولوجيا؟
نركّز على البساطة والمرافقة. النظام سهل الاستخدام، ونوفّر تدريبًا ودعمًا دائمين.
ما إن يكتشف المعلّمون كمّ الوقت الذي يربحونه، حتى تزول كل مقاومة.
ما أكثر ردود الفعل التي أثّرت فيكم؟
الدهشة الإيجابية للمستخدمين. في بعض المدارس، بعد أسابيع قليلة، قال المعلّمون إنهم لا يتخيّلون العودة إلى النظام القديم.
حتى الأولياء الذين لم يكونوا معتادين على التطبيقات، أعربوا عن ارتياحهم وسهولة التواصل عبر EdTrust.
كيف تتعاملون مع ضعف الإنترنت أو نقص التجهيزات؟
صُممت المنصّة وفق واقع القارة الإفريقية. تطبيقات خفيفة، تستهلك بيانات قليلة، وتعمل حتى على الهواتف البسيطة.
كما تضم وضعية “العمل دون اتصال” التي تسمح بالتشغيل دون إنترنت ومزامنة البيانات لاحقًا.
ما أكبر تحد واجهتموه؟
لم يكن تقنيًا بل ذهنيًا. إقناع المدارس بالتحوّل من الورق إلى الرقمنة تطلّب جهدًا توعويًا كبيرًا.
لكن كل مدرسة تتبنّى EdTrust تصبح نموذجًا تحتذي به الأخرى.
“طموحنا واضح: ثورة تربوية رقمية تُبسّط الإدارة، وتثري التعليم، وتقرّب المدرسة من الأسرة.”
ما نوع الشركاء الذين تبحثون عنهم؟
نسعى إلى مزيج متوازن: مؤسسات تعليمية لتطبيق الحلول، مستثمرين لدعم النمو، وشركاء تكنولوجيين لتوسيع الخدمات.
كيف تضمنون حماية البيانات؟
نلتزم بمعايير صارمة في الأمن والتشفير، مع استضافة آمنة متوافقة مع القوانين المحلية والدولية.
كيف تضمنون أن لا يزيد التحول الرقمي الفجوة التعليمية؟
EdTrust لا تستبدل المدرسة، بل تدعمها لتكون أكثر شمولًا.
تطبيقاتنا تعمل في البيئات محدودة الموارد، وتقلّل كلفة الطباعة والاتصال، وتوفّر التدريب للمعلّمين والأولياء.
الرقمنة هنا وسيلة للمساواة، لا أداة إقصاء.
كيف تحافظون على البُعد الإنساني في عالم رقمي؟
EdTrust لا تفصل الناس، بل تقرّبهم. تُعيد الوقت للمعلّمين، وتربط الأولياء بالحياة المدرسية، لتبقى العلاقة الإنسانية في قلب العملية التعليمية.
في سطور
-
شركة تونسية أُطلقت سنة 2020 لتطوير حلول رقمية للمدارس.
-
الهدف: تخفيف الأعباء الإدارية وتعزيز التواصل ومتابعة التلاميذ.
-
الذكاء الاصطناعي يُساعد المعلّمين والتلاميذ والأولياء والإدارات.
-
النتائج: -40٪ من المهام الإدارية، تواصل أسرع، إشراك أكبر للأولياء.
-
تعمل حتى على الهواتف البسيطة وبوضعية دون اتصال.
-
تستعد للتوسع في شرق إفريقيا.
اقرأ التحليل الكامل على موقع WMC:
المصدر تونس المصدر آخر الأخبار العربية والعالمية والتونسية .

اقرأ التحليل الكامل على موقع WMC