احتفالات عديدة تجوب الدول الإسلامية اليوم الجمعة 23 أكتوبر 2015 الموافق لاحياء ذكرى “عاشوراء”، حيث تختلف طرق احتفال المسلمين بين “سنة وشيعة”، ففي الوقت الذي يتعبد فيه “السنة” ويصومون اقتداء بالرسول، يعتبره “الشيعة” يومًا للوم أنفسهم وتعذيبها على قتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد.
وكل من السنة والشيعة يحتفل بشكل خاص في ذلك اليوم، حيث يصوم أهل السنة ويحتفلون بنجاة سيدنا موسى، ومن معه من فرعون وجنوده، ولكن الشيعة يلومون أنفسهم ويتذكرون مقتل الحسين، بعد حصار دام ثلاثة أيام من قبل جيش يزيد بن معاوية، في معركة الكربلاء.
ولكل بلد طقوس خاصة بالشعية الموجودين فيها، ولكن بشكل عام يقوم الجميع بزيارة ضريح الحسين، وإضاءة الشموع، واللطم تعبيرًا عن حزنهم على الواقعة.
في دولة باكستان، يقوم الباكستانيون بإسالة دمائهم بإرادتهم، مستخدمين الشفرات والسكاكين لضرب ظهورهم بأنفسهم حتى تتقطع، وتسيل منها الدماء، ويضربونه والقامات باليد المجردة، وتقطيع أجسادهم.
فيديو من الأرشيف
أما في دولة لبنان فإن الشيعة هناك يضربون رؤوسهم بآلة حادة حتى تسيل منها الدماء؛ إظهارًا للحزن بجانب ضرب الصدور باستعمال السيوف والخناجر؛ وسكب الدماء وجرح الجسم، وفي مناطق أخرى بالسلاسل، وما يصاحب ذلك من قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت، والبكاء والعويل والنحيب رجالًا ونساء.
وفي إيران فإن المواطنون يحصلون على يوم أجازة للتفرغ لهذا الاحتفال، الوقوف في ساحة ساشعة تستوعب أعدادهم لتبدأ معركة تقطيع الأجساد ونزيف الدماء، أما في العراق فاعتادت القطاعات الشيعية هناك إقامة المسرحيات التمثيلية لشرح طريقة مقتل سيدنا الحسين، وتمثيل تلك الحادثة جماهيريًا.
وفي البحرين، يستخدم البحرانيون مصطلح “التحاريم” المتداول في الأوساط الشعبية، وهو مصطلح أطلقه أهل البحرين على ذكرى ولادة الأئمة من أهل البيت، وكذلك على وفياتهم، حيث تتوقف الأعمال، وتغلق الأسواق في ذلك اليوم، ويعتبر عطلة رسمية تعطل فيها دوائر ومؤسسات الدولة، وكذلك دوائر القطاع الخاص والمتاجر.
وفي يوم عاشوراء، تبدأ مواكب العزاء بمسيرتها في العاصمة، وفي المدن الأخرى للاحتفال بذكرى استشهاد الحسين، وترتبط بهذه الاحتفالات مصطلحات شعبية، فيدعى النائح الذي يتصدر مجموعات العزاء وينشد مرثية حزينة حول الإمام الحسين “شيالًا”.
وفي تونس يتجمع الأطفال في الأزقة فيجمعون الحطب والأخشاب ويشعلون فيها النار، بعد أن يشكلوا دائرة حولها وهم يرددون على إيقاع طبلة أو دف أو أي إناء “عاشورا، عاشورا”، وفي البيوت يذبح الدجاج ويطبخ ليقدم في الغداء.
أما في تايلاند فالعزاء الحسيني يقام في مظاهره في بانكوك وبعض أنحاء تايلاند، ويشترك الشيعة كلهم في هذه المراسم العزائية التي يتم فيها تمثيل حادثة مقتل الحسين، كما يلبس المشتركون في هذه المسرحية، اللباس الأسود، ويتم توزيع الخيرات وإطعام المساكين في هذه العشرة الحزينة.
وكالات