قال أصحاب مقاه بمنطقة حي النصر بالعاصمة أنهم فوجئوا بأعوان الامن يتصلون بهم في اليوم الاول من رمضان ويطلبون منهم غلق مقاهيهم المفتوحة نهارا ويطلبون من الحرفاء الموجودين المغادرة حالا…
بعد حادثة غلق مقاهي حي النصر: هل من الضروري فتح مقاه ومطاعم خلال نهار رمضان؟ |
قال أصحاب مقاه بمنطقة حي النصر بالعاصمة أنهم فوجئوا بأعوان الامن يتصلون بهم في اليوم الاول من رمضان ويطلبون منهم غلق مقاهيهم المفتوحة نهارا ويطلبون من الحرفاء الموجودين المغادرة حالا . و ظهر مقطع فيديو على موقع فايسبوك يؤكد فيه أصحاب مقاه بحي النصر الواقعة وقالوا ان اعوان الامن برروا تصرفهم هذا بانه بتعليمات من والي أريانة . كما اكدوا انه بعد ذهاب أعوان الأمن وغلق المقاهي حلت بالمكان مجموعة من المحسوبين على التيار السلفي للتأكد من عملية الغلق ، لكن لم تقع بينهم وبين أصحاب المقاهي أية مصادمات . و لم تشهد تونس سابقا تدخلا من السلط لفرض غلق المقاهي المفتوحة خلال نهار رمضان إلا إذا كان صاحب المقهى غير حاصل على ترخيص في الغرض . ويتم الترخيص لفتح المقاهي والمطاعم خلال نهار رمضان اثر مطلب يتقدم به صاحب المقهى أو المطعم يفسر فيه أسباب الفتح على غرار تواجد سياح أو مرضى بالجهة يحتاجون إلى محلات مفتوحة لبيع الأكلات والشرب في رمضان . وقال أصحاب مقاهي حي النصر التي تم غلقها أمس الجمعة أنهم حاصلون على هذه التراخيص منذ العهد السابق . و يزداد الجدل حول هذا الموضوع خلال رمضان الجاري باعتبار تولي السلطة حكومة ذات توجهات اسلامية ( حزب النهضة ) ، إذ ليس من السهل أن يقبل مسؤولوها بفتح محلات أكل وشرب خلال نهار رمضان . كما يحتد الجدل أيضا في ظل دخول أطراف متشددة محسوبة على التيار السلفي على الخط وتردد كلام كثير حول تهديدهم لأصحاب هذه المقاهي بردود فعل عنيفة إذا ما أصروا على فتح مقاهيهم ومحلاتهم . واستنكر أصحاب مقاهي النصر العملية برمتها وقالوا أن فتح المقاهي نهارا بجهة حي النصر يفرض نفسه على مدار العام دون استثناء شهر رمضان وذلك بحكم تواجد سياح أجانب يقطنون بالجهة خاصة موظفي البنك الافريقي للتنمية ، وكذلك وجود مرضى وأشخاص آخرين اختاروا الافطار في رمضان وهم أحرار في ذلك . وقالوا أن عدة مقاه ومطاعم يجب أن تعامل على أساس أنها نزل سياحية لا يمكن غلقها في رمضان . واستنكروا من جهة أخرى تدخل البوليس بطريقة عنيفة لغلق المقاهي دون سابق اعلام حيث كان عدد الاعوان كبيرا والعملية سريعة جدا بشكل أدخل الخوف والذعر على الموجودين بالمكان وكان بالإمكان أن تتم العملية في كنف الهدوء حسب رأيهم . وأكدوا أيضا أنهم لا وجود لأي قانون يمنع الافطار في رمضان كما لا يوجد قانون يمنع فتح محلات الاكلات والمقاهي في نهار رمضان ، وبالتالي فان تصرف أعوان الامن ومن ورائه تعليمات والي أريانة غير قانونية في نظرهم . ويتعلل كثير من أصحاب المقاهي والمطاعم والنزل بالحاجة إلى الاشتغال في نهار رمضان باعتبار حاجتهم إلى تغطية تكاليف الاستغلال المرتفعة والتي لا تتوقف بمناسبة رمضان على غرار القروض وأجور العملة والضرائب وأداءات الضمان الاجتماعي ومعاليم تسويغ المحلات .. غير أن كثيرون يرون أن فتح المقاهي ومحلات الاكلات في رمضان يجب النظر إليه على أساس انه تجاهر بالإفطار وهو بالتالي عمل لا أخلاقي فيه إثارة لمشاعر الصائمين باعتبار ما سينبعث من هذه المحلات من روائح ( رائحة القهوة والسجائر والاكلات ) ستؤثر حتما على الصائمين . وبالنسبة للحاجة إلى تغطية تكاليف الاستغلال ، يرى أصحاب هذا الموقف ان هذه المقاهي بإمكانها الاشتغال ليلا في رمضان وتوفير المرابيح الضرورية التي تعود أصحابها تحقيقها في الايام العادية والتي تغطي كل تكاليف الاستغلال، وبالتالي فانه لا حاجة لها للفتح نهارا في رمضان . ومهما يكن من أمر فانه لا بد من حل توافقي في هذا المجال يجنب البلاد مزيدا من الاحتقان والجدل حول مسائل يمكن تجاوزها بسهولة لانها ليست بالخطورة التي يتصورها البعض .
|
وليد بالهادي |