استحوذ موضوع المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة لطفي زيتون على الرأي العام الوطني والسياسي والإعلامي في الأسبوعين الأخيرين من خلال احتمال امتلاكه لقناتين خاصتين صحبة زوجته علاوة على تدخله المباشر وغير المباشر في قطاع الإعلام في تونس إلى حدّ تشبيهه بمستشار المخلوع عبد الوهاب عبد الله من خلال تحريكه لبيادقه وتنصيبها في مختلف المؤسسات الإعلامية العمومية والسعي إلى تركيعها وجعلها في خدمة الحكومة وتلميع صورتها…
هل تتجرّأ نقابات الإعلام والصحفيين على الدعوة إلى مقاطعة لطفي زيتون إعلاميا؟ |
استحوذ موضوع المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة لطفي زيتون على الرأي العام الوطني والسياسي والإعلامي في الأسبوعين الأخيرين من خلال احتمال امتلاكه لقناتين خاصتين صحبة زوجته علاوة على تدخله المباشر وغير المباشر في قطاع الإعلام في تونس إلى حدّ تشبيهه بمستشار المخلوع عبد الوهاب عبد الله من خلال تحريكه لبيادقه وتنصيبها في مختلف المؤسسات الإعلامية العمومية والسعي إلى تركيعها وجعلها في خدمة الحكومة وتلميع صورتها.
آخر "طلعات" زيتون اتهامه لإحدى القنوات الإذاعية الخاصة بتشويه سمعته والوصول به إلى حد إشاعة خبر تعرضه إلى محاولة اغتيال لدى إشرافه على اجتماع عام لأنصار حركة النهضة بصفاقس.
لقد تحوّل زيتون في ظرف زمني وجيز إلى شخصية عامة ووطنية بدأت تشد إليها الأنظار من خلال تدخلاته الخشنة وتصريحاته المثيرة للجدل في شتى المجالات لا سيما في موضوع الإعلام والمسائل السياسية. وفي كل مرّة يشارك زيتون في إحدى الملفات التلفزية أو الإذاعية أو الحوارات الصحفية، إلاّ ويخلّف وراءه موجة من الانتقادات وردود الفعل خاصة من طرف المعارضة الإعلاميين.
إنّ ظهور زيتون على مختلف أعمدة الصحف والإذاعات والقنوات التلفزية أصبح أكثر من ظهور رئيس الحكومة نفسه والحال أن العكس هو المفروض أن يحصل من خلال ظهور متواصل لرئيس الحكومة للتعريف ببرامجه والاقتراب أكثر من الشعب. كما أن من مميزات المستشارين العمل خلف الستار والعمل في الخفاء وصمت وتحقيق الإضافة المرجوة عبر النصح والتوجيه لما فيه خير الحكومة والبلاد.
وأفاضت مسألة القائمة السوداء للإعلاميين الفاسدين والذين تحصلوا على امتيازات مالية وعينية في العهد السابق وتدخل لطفي زيتون مباشرة وإلقاء بدلوه في الموضوع بما يؤكّد أنه وزير اتصال في الحكومة الحالية، غير مصرح به، الأمر الذي أثار حفيظة أهل المهنة وطالبوا منه عدم التدخل في الشأن الداخلي لهم وهو المصر إلحاحا على نشر القائمة السوداء الأمر الذي تم تفسيره على كون رغبة زيتون في ابتزاز الإعلاميين.
لقد صنع إعلام ما بعد الثورة وجوها سياسية كانت لعقود مُغيّبة ومغضوب عليها وممنوعة من الظهور في العهد البائد ومن ضمنهم لطفي زيتون الذي تم منحه متسعا من الوقت للظهور في جميع وسائل الإعلام الوطني العمومية والخاصة واستحوذ في بعض الأحيان على الكلمة ومرّر رسالاته وأفكاره.
وقد دخل المستشار السياسي لرئيس الحكومة في جدال كبير في المدة الأخيرة مع الإعلاميين والسياسيين وخاصة من المعارضة بسبب تصريحاته المثيرة لجدل وتدخله في مسائل لا تعنيه مباشرة.
ما يمكن التأكيد عليه أن لطفي زيتون استحوذ عن قصد أو غير قصدّ في فترة ما صلاحيات المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة رضا الكزدغلي الذي تم في وقت ما تغييبه أو هو فضّل الغياب وعدم الظهور خاصة في المسائل التي تهم الشأن الإعلامي، وتم إفساح المجال للطفي زيتون للإدلاء برأيه وبمواقفه في الشأن الإعلامي.
العيب في هذا المجال ليس على لطفي زيتون بل العيب في وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة التي غيّبت المستشار الإعلامي الحقيقي لرئيس الحكومي والذي هو برتبة كاتب دولة وتغيير الوجهة نحو زيتون والاتصال به في كل قضية تندلع أو إشكال يحصل في قطاع الإعلام في تونس.
أمّا الآن وقد تطاول لطفي زيتون على أغلب وسائل الإعلام والصحفيين فإنه قد حان الوقت لأن تتحرك النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة العامة للثقافة والإعلام بالإتحاد العام التونسي للشغل وجمعية مديري الصحف ونقابة رؤساء المؤسسات الإعلامية وتتخذ إجراء صارم يتمثل في مقاطعة لطفي زيتون إعلاميا وعدم إعطائه الفرصة للقيام بالحوارات أو التصريحات الصحفية في جميع المجالات للقطع نهائيا مع كل من يتجرّأ على التهجّم أو التهكّم على الإعلاميين.
وبهذا الإجراء والذي نتمنى أن تأخذه مختلف النقابات على مأخذ الجد وتطبيقه، بالإمكان تكميم الأفواه وتلجيمها حتى تنطق بالحق وتكرس فعليا الديمقراطية الحقيقية.
|
مهدي الزغلامي
|