أكد عدد من المواطنين القاطنين بمرتفعات اقليم الشمال الغربى اليوم السبت فى تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء أن موجة البرد التى تجتاح قراهم ومدنهم على غرار عين دراهم وغار الدماء وفرنانة ولاية جندوبة ومكثر وبرج المسعودى وكسرى ولاية سليانة وساقية سيدى يوسف والطويرف ولاية الكاف وعمدون وتبرسق ونفزة ولاية باجة استدعت منهم استعدادات استثنائية خاصة وانه من المتوقع ان ترافق موجة البرد تساقط كميات من الثلوج فقد حرصوا على تامين حاجياتهم خاصة من الحطب والمواد الغذائية والصحية قبل ان تعزل مناطق سكناهم.
وكان المعهد الوطنى للرصد الجوى قد حذر من انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة حيث توقع ان تنزل الى تحت الصفر بأربع درجات فى عدد من مرتفعات الشمال الغربى.
وأفاد فتحى الهرمى 49 سنة وهو معلم باحدى المدارس التابعة لمعتمدية عين دراهم انه سجل خلال اليومين الاخيرين كغيره من المعلمين بعدد من المدارس على غرار مدرسة سيدى عبد الله وأولاد خميسة وأولاد ضيف الله معتمدية عين دراهم غيابات فى صفوف التلاميذ تصل أحيانا الى نسبة 50 بالمائة معتبرا أن افتقار المئات منهم الى البسة وأحذية مقاومة للبرد والامطار هى الاسباب الاساسية التى تحول دون قدرتهم على متابعة دروسهم اضافة الى خشية الاولياء على ما يتهدد أبناءهم من مخاطر مختلفة.
واضاف أن التراجع فى الحضور الى المدرسة يزداد بشكل كبير قد يصل الى نسبة مائة بالمائة فى حال نزول الثلوج ذلك ان المسالك والطرقات الموصلة للمدارس تسد فى مثل هذه الفترات ويصبح التنقل عبرها غير ممكن مشيرا فى ذات الوقت الى التأثيرات السلبية على نتائج وتكوين التلاميذ ومستقبلهم .
أما نور الدين المزريقى 55 سنة قاطن بقرية المهاويد من عمادة أولاد مفدة التابعة لمعتمدية الفرنانة فتحدث بالاضافة الى التغيب عن المدارس والمكوث بالمنازل بسبب الامطار وحدة البرد عن عدم جاهزية وصيانة الجسور المحدثة على مستوى الطريق الرابطة بين مدينة فرنانة وعمادة حليمة الحدودية وهو ما يحول دون قدرة متساكنى قرى أولاد مفدة والحمر والمهاويد والجواودة وشيبة والعراجنية على التنقل سواء للدراسة أو للعمل او للقضاء حاجياتهم الغذائية والادارية على حد قوله واضاف أن الحركة تتعطل أحيانا بسبب فيضان الاودية والمجارى التى تشق تلك الطرق والمسالك على غرار وادى المهاويد ووادى البربر .
ولاحظ محمد الخزرى 38 سنة وهو صاحب سيارة نقل ريفى بمنطقة سوق الجمعة من معتمدية جندوبة الشمالية أن اثار موجة البرد بدات تبرز حيث تراجعت حركة تنقل المواطنين بشكل بارز مضيفا أن متساكنى قرى عين الزانة وعلى الجندلى والدير وأحواض القرع يضطرون فى مثل هذه الحالات الى البقاء فى منازلهم واشعال الحطب الذى عادة ما يتم تأمينه مع بداية فصل الخريف .
ورغم استبشار احمد المدينى 65 سنة من معتمدية عمدون بنزول كميات هامة من الامطار فهو يعتبر أن عددا من القرى على غرار المجالس والطبابة من معتمدية عمدون وكذلك قرى وشتاتة وعش الزيتون وجبل الديس من معتمدية نفزة يعيش أهاليها فى مثل هذه الفترات حالة فزع حقيقية وهى حالة مرتبطة بفقرهم وعدم قدرتهم على مقاومة موجة البرد .
من جهته اكد مراد الماكنى 38 سنة ناشط بالمجتمع المدنى وقاطن بمدينة تبرسق من ولاية باجة ان عددا من قرى المعتمدية من بينها أولاد مرعى والقراعة وعين الحمام بمجرد نزول الامطار وانخفاض درجة الحرارة الى ما دون الصفر أحيانا يدخل الاهالى فى عزلة ويتوافد من استطاع منهم على مقر المعتمدية ومركز الوحدة المحلية للشوون الاجتماعية طلبا للموونة خاصة وان جلهم فقراء وغير قادرين على تامين حاجياتهم مضيفا ان مياه وادى خلاد تتسبب فى غلق عدد من الطرقات الفرعية الموصلة الى الطريق الوطنية رقم 5 0 وقال ز.
ر 55 سنة موظف بولاية الكاف أن منطقة الطويرف وبحكم وضعها التضاريسى المعقد وفقر من يسكنها تحتاج الى دعم الدولة عبر تقديم مساعدات فورية تقيهم برد الشتاء ومخاطر الارهاب على حد تعبيره.
ويدعو كافة المتحدثين السلط المعنية الى ضرورة تعزيز دعمها لمتساكنى مناطقهم وتقديم الدعم اللازم لهم نظرا لدرجة الفقر التى تحول دون قدرتهم على تامين حاجياتهم من الاغطية والاطعمة والالبسة القادرة على حماية أجسادهم من الجوع وتدفئتهم من موجة البرد القاسية.