اختارت تونس موضوع سرطان القولون التقصى المبكر هو الحل لتشارك المجموعة الدولية الاحتفال هذه السنة باليوم العالمى لمكافحة السرطان الموافق للرابع من فيفرى من كل عام.
ويأتى اختيار هذا الموضوع حسب وثيقة اعلامية لادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة فى اطار السعى الى التأكيد على أهمية التقصى المبكر لمرض سرطان القولون الذى بدأ يرتفع بصفة ملحوظة ويشكل خطورة قصوى نظرا لنسبة الوفيات الكبيرة الناتجة عنه فى صورة عدم تشخيصه وعلاجه بصفة مبكرة.
وأفاد فيصل السمعلى رئيس وحدة الامراض غير السارية بادارة الرعاية الصحية الاساسية فى تصريح ل ان سرطان القولون يعتبر السرطان الثالث الذى يصيب الرجال فى تونس بنسبة 5ر9 بالمائة بعد كل من سرطان الرئة 24 بالمائة والمثانة 12 بالمائة والثانى لدى النساء بنسبة 10 بالمائة بعد سرطان الثدى الذى يمثل 33 بالمائة.
وقال ان سرطان القولون هو من السرطانات الصامتة حيث لا تظهر لدى معظم الاشخاص المصابين به أية أعراض فى المراحل المبكرة من المرض وحين تبدأ الاعراض بالظهور فانها تختلف من حالة الى اخرى وتكون مرتبطة بحجم الورم السرطانى وموقعه فى داخل القولون.
ومن بين هذه الاعراض تغير نشاط الامعاء الطبيعى والاعتيادى تتجلى فى الاسهال او الامساك او تغيرات فى شكل البراز ووتيرة التبرز وظهور أوجاع فى منطقة البطن يتجلى فى فى تشنجات مغص انتفاخ غازى واوجاع وهبوط غير مبرر فى الوزن.
ويمكن الوقاية من هذا السرطان باتباع نظام غذائى صحى ونمط عيش سليم يعتمدان على تبنى عادات غذائية غنية بالالياف كتناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه وتجنب الاطعمة الغنية بالدهون وممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن التدخين وتعاطى الكحول.
ولفت السمعلى الى انه بقدر ما يكون التقصى مبكرا يكون العلاج تاما مشيرا فى هذا الخصوص الى انه تم منذ جويلية 2014 اعتماد مبادرة لتنفيذ مشروع نموذجى فى تقصى سرطان القولون على مدى سنتين باربع معتمديات وهى مساكن وصفاقس والمرسى وتونس المدينة.
ويرمى هذا المشروع الى تحديد المستهدفين وحثهم على القيام بالتقصى عن طريق التحليل الطبى فى حالة وجود دم بالبراز وتوجيه نتائج التحاليل الايجابية نحو اختصاص أمراض المعدة والامعاء للقيام بفحص مجهرى.
كما تم فى ذات الاطار تكوين مجموعة من أطباء الخطوط الامامية وأعوان المخابر وغيرهم من المختصين اضافة الى انجاز واعداد نظام لجمع المعلومات حتى يتسنى تقييم هذا المشروع وتعميمه تدريجيا على كل الدوائر الصحية.
وأبرز السمعلى ضرورة ادراج هذا المشروع النموذجى ضمن البرنامج الوطنى لمكافحة السرطان للتوقى من المرض والحد من مخلفاته على المريض وعلى المجموعة الوطنية.
وتوكد تقارير المنظمة العالمية للصحة على أن السرطان يعد من أهم أسباب المراضة والوفيات فى جميع أرجاء العالم بما يقارب 14 مليون حالة جديدة و2ر8 مليون وفاة متعلقة به فى عام 2012 وتتوقع المنظمة العالمية للصحة أن يرتفع عدد حالات الاصابة بالسرطان على الصعيد العالمى بحوالى 70 بالمائة خلال العقدين المقبلين وأن يتواصل تزايد عدد الوفيات الناجمة عنه من 14 مليون فى عام 2012 الى 22 مليون وفاة فى عام 2030 ومن أكثر السرطانات التى تم تشخيصها بين الرجال فى عام 2012 هى الرئة والبروستات والقولون والمعدة وسرطان الكبد ولدى النساء هى الثدى والقولون والرئة وعنق الرحم والمعدة.
ويحدث أكثر من 60 بالمائة من مجمل حالات السرطان السنوية الجديدة فى افريقيا وأسيا ووسط وجنوب أمريكا.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة السرطان اعدت ادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة برنامجا يتضمن بالخصوص تنظيم ملتقى وطنى حول سرطان القولون سيتم خلاله تقديم النتائج الاولية للمشروع النموذجى لتقصى سرطان القولون.