أهم برامج تحسين التزوّد بالماء الصالح للشرب في السنة القادمة

تفاديا للإشكاليات التي حصلت في صائفة سنة 2012 على مستوى تسجيل العديد من الانقطاعات من الماء الصالح للشرب وما نجم عنه من اضطرابات خاصة في شهر رمضان، سترتكز الجهود خلال سنة 2013 في مجال الماء الصالح للشرب على مواصلة المجهودات الرامية إلى توفير الماء وذلك بالتركيز بالخصوص على المناطق الريفية التي لا تزال مُعطّشة ممّا سيمكن من الرفع من نسبة التزويد بالمناطق الريفية إلى مستوى 95.3 % مع تحقيق حدّ أدنى لا يقل عن 88 % في كل ولاية.

وكشفت وثيقة مشروع منوال التنمية للسنة القادمة في هذا المجال أنه لإضفاء النجاعة على المشاريع الريفية، ستشهد سنة 2013 مواصلة تدعيم وتأطير مجامع التنمية الفلاحية في تصوّر وتسيير المشاريع وبالإحاطة الفنية بها في مجالات التصرف الإداري والمالي والاستغلال الفني علما وأن مسألة التصرف في المشاريع المائية بالمناطق الريفية عن طريق مجامع التنمية الفلاحية تشهد في جلّ الجهات إشكاليات جوهرية كانت السبب في انقطاع الماء مما دفع المتساكنين للمطالبة بالتزود بالماء الصالح للشرب عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.

أمّا في المناطق الحضرية ولتلافي انقطاع الماء خلال صائفة 2013، سترتكز الجهود على مواصلة تنفيد المشاريع الكبرى الهامة على غرار تحسين نوعية المياه بالجنوب التونسي لبلوغ درجة ملوحة قصوى في المياه الموزعة بـ1.5 غ/ل وذلك بإنجاز 9 محطات لتحلية المياه الجوفية بسعة تتراوح بين 800 و6000 متر مكعب في اليوم (مطماطة – مارث- منزل حبيب- بني خداش – توزر – نفطة – قبلي – دوز – سوق الأحد) بكلفة تقدر بقيمة76.4 م د في إطار التعاون مع البنك الألماني.

بالإضافة إلى تحسين تزويد المناطق الحضرية بكلفة تقدّر بقيمة 67.6 م د عن طريق البنك الدولي مع تزويد المناطق الريفية بكلفة تقدّر بقيمة48.5 م د عن طريق قرض من الوكالة الفرنسية للتنمية، علاوة على إنجاز محطة تحلية المياه الجوفية ببن قردان في إطار هبة من اليابان بكلفة جملية تقدّر بحوالي20 م د، فضلا عن مواصلة دراسة تحلية مياه البحر بالزارات التي ينتظر أن تنتهي في موفى سبتمبر 2013.

كما ستشهد السنة القادمة انطلاق إنجاز مشاريع جديدة تهم تعزيز وتهيئة البنية الأساسية لإنتاج الماء وتحسين تزويد المناطق الحضرية بالماء بكلفة جملية تقدّر بـ190 م د، كما ينتظر انطلاق أشغال تحلية مياه البحر بجزيرة جربة خلال سنة 2013 والشروع في إنجاز الدراسة الفنية لمحطة تحلية مياه البحر بصفاقس.

ولتلبية الحاجيات المتنامية في استهلاك الماء الصالح للشرب وتحسين الخدمات سيقع التركيز خلال السنة المقبلة على إنتاج حوالي 576 مليون متر مكعب مقابل 560 سنة 2012 وبالتوازي سيرتفع استهلاك الماء من 400 مليون متر مكعب إلى 412 مع  إنجاز حوالي 100 ألف توصلة جديدة. وتوسيع وتجديد حوالي 800 كلم من القنوات.

كما ستواصل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه سياستها الرامية إلى الاقتصاد في الماء وتحسين نوعيته من خلال تنظيم حملات وملتقيات للتحسيس والتوعية تستهدف مختلف القطاعات قصد ترشيد استهلاك الماء والمحافظة على هذه الثروة الطبيعية.

 إلى ذلك من تكثيف الحملات الميدانية للبحث عن التسربات ومراقبة الشبكات ومواصلة عملية صيانة المنشآت المائية واقتناء تجهيزات وتعويض العدادات القديمة لمزيد التحكم في كشف الاستهلاك مما سيدعم إيرادات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.

أمّا بخصوص تحسين نوعية الماء ستواصل الشركة العمل على تخفيض ملوحة مياه الشرب إلى 1.5 غ/ل كحدّ أقصى وذلك بالاعتماد إما على جلب المياه العذبة إذا كانت متوفرة في الجهة أو على تحلية المياه الجوفية المحلية حسب ما تفرزه نتائج الدراسات الفنية والاقتصادية.

ولبلوغ هذه الأهداف ستبلغ الاستثمارات في قطاع الماء الصالح للشرب خلال سنة 2013 حوالي 300 م د منها 80 م د مخصصة للمناطق الريفية ويستوجب تنفيذ البرنامج الاستثماري مساعدة الشركة على توفير التمويلات الضرورية ودعم مواردها الذاتية حتى تتمكن من تلبية الطلبات المتزايدة وتطوير خدماتها.

وتجدر الملاحظة أن صائفة 2012 شهدت تذبذبا في التزود بالماء الصالح للشرب تسبب في انقطاع المياه في أغلب الجهات بالرغم من المجهودات التي بذلتها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بإمكانيات محدودة وهو ما يستدعي إيجاد حلول جذرية لهذه المسألة خلال سنة 2013 والتركيز على تعبئة موارد مالية هامة لإنجاز مشاريع كبرى لدعم الموارد المائية من جهة وتمكين الشركة من الإيفاء بتعهداتها من جهة أخرى. وقد أنجزت الشركة سنة 2012 قرابة 90 ألف توصلة جديدة مكن من بلوغ 2.4 مليون مشترك بالشبكة العمومية للماء الصالح للشرب وتحقيق نسبة تزويد بالمناطق الريفية تناهز 94 % . كما واصلت سياستها الرامية إلى تحسين نوعية المياه وتنفيذ الإستراتيجية الخاصة بالاقتصاد في الماء.