تلقت جريدة النهار الجزائرية نسخة من التقرير الأمني لخبراء ومختصين في الحركات الإسلامية والسلفية الجهادية بالمغرب العربي،وكشفت عن سعي بعض الحركات السلفية في تونس …
جريدة النهار الجزائرية :النهضة وراء بعث نشاط السلفية الجهادية في تونس |
تلقت جريدة النهار الجزائرية نسخة من التقرير الأمني لخبراء ومختصين في الحركات الإسلامية والسلفية الجهادية بالمغرب العربي،وكشفت عن سعي بعض الحركات السلفية في تونس على غرار حركة أنصار الشريعة، وحزب التحرير الإسلامي في تونس؛ إلى إنشاء تنظيم مغاربي يمثّل السلفيين الجهاديين، ويشمل كل فصائل هذا التيار عبر مختلف البلدان المغاربية، من أجل تجسيد مشروع إقامة الخلافة الإسلامية والقضاء على الأنظمة الديموقراطية. وحذّر التقرير الأمني الذي تحوز "النهار" على نسخة منه، من خطورة هذه الحركات السلفية الجهادية،التي تعتبر تونس حاليا قاعدتها الرئيسية، نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها على مستوى مختلف المدن الكبرى في تونس، بعدما كانت هذه الحركات لا تمثّل سوى مئات الأشخاص في عهد بن علي، فهي اليوم تمثّل أكثر من 20 ألف تونسي؛ وتضمّ قرابة 9 آلاف عنصر ناشط فعلي. وشبّه التقرير انتشار هذا التيار الجهادي في تونس؛ بالجماعات الإسلامية في الجزائر سنوات التسعينات، وبداية تشكيل حزب الفيس المحل، الذي أصبح فيما بعد خطرا كبيرا على الأمن في الجزائر. زيادة إلى ذلك، أشار معدّو التقريرإلى أن هذه الحركات التونسية أصبح لها طموح الخلافة الإسلامية والتوسّع المغاربي، على غرار عالمية جماعة الإخوان المسلمين، مثلما هو الحال بالنسبة لحزب التحرير الإسلامي في تونس، الذي جرى اعتماده بأوامر مباشرة من الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، مع الإشارة إلى أن هذا الحزب هو تنظيم عالمي يتّخذ قادته من العاصمة البريطانية معقلا لهم، ولهم أفرع سرية في كافة أنحاء العالم، إلى جانب بعض الأفرع المعتمدة كأحزاب في عدد ضئيل من البلدان الأخرى. وأشار التقرير إلى أنهذه الحركات السلفية ذات التوجّه الجهادي، أصبحت اليوم تحكم سيطرتها على أكثر من 10 من المائة من المساجد في تونس، الأمر الذي يعطيها الفرصة لنشر فكرها الوهّابي الذي وصفه التقرير بالمتطرّف؛ من خلال الدعوة إلى الجهاد ضدّ كل من لا يعمل وفق الشريعة الإسلامية في تونس، ونقل هذه الأفكار لأتباعهم في الأحياء الشعبية في المدن الكبرى. كما تطرّق التقرير إلى اللقاء الذي نظّمه رئيس حركة أنصار الشريعة بتونس مؤخّرا، وعرض فيه برنامج السلفيين السياسي والإقتصادي، وأكد فيه علىضرورة خلق فضاء إسلامي داخل الدولة؛ سواء على مستوى البنوك، المستشفيات والمدارس وكل مناحي الحياة؛ بعيدا عن الإختلاط، تحضيرا لقيام نظام الخلافة الإسلامية انطلاقا من تونس، وتعميمه عبر كل البلدان المغاربية والإسلامية.وأكد التقرير، أن حركة النهضة التي تقف وراء هذا النشاط الآخذ في التوسّع حاليا في تونس وكذا طموحها في الانتقال إلى البلدان المغاربية الأخرى، من خلال التكتل الذي يتم التحضير له بين الجبهتين، وكذا منح حزب النهضة باعتباره الحزب الحاكم في البلاد؛ الإعتماد لـ3أحزاب سلفية، تطالب كلّها بالخلافة الإسلامية وتنبذ الأنظمة الديمقراطية. وتجدر الإشارة؛ إلى أن جلّ المراقبين للوضع الأمني في المنطقة، أكدوا أن المواجهة الحقيقية بين الدولة التونسية والتيار السلفي الجهادي لم تبدأ بعد، ولكن بوادرها بدأت منذ الهجوم على السفارة الأميركية في تونس، مما أدّى إلى سقوط 5 قتلى وعشرات الجرحى، ومواجهات دوار هيشر وما خلفته من فتن كبيرة، وحوادث أخرى مختلفة تؤكد أنها كانت مجرّد مقدّمات، للمواجهة التي قال مراقبون تونسيون بشأنها، إنها ستكلّف بلادهمتضحيات كبيرة. وأجمع المراقبون أيضا؛ على أن العدد الإجمالي لعناصر التيار الديني المتشدّد في تونس، يتجاوز 60 ألفا، تضمّ الحركتين الفاعلتين؛ منهم 10 آلاف عنصر يتواجدون أغلبهم بضواحي العاصمة تونس ومدن القيروان وجندوبة وماطر ومنزل بورڤيبة وبنزرت.
|
النهار الجزائرية |