عندما يشارك المنتخب التونسي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين 2013 التي تستضيفها جنوب أفريقيا ابتداء من اليوم 19 جانفي الحالي إلى العاشر من فيفري المقبل، يسعى نسور قرطاج إلى الظهور بثوب جديد بعد سنوات ابتعد فيها الفريق عن دائرة المنافسة منذ تتويجه بلقب البطولة على ملعبه في عام 2004 …
“نسور قرطاج” تأمل في العودة بثوب جديد لمنافسة كاس إفريقيا |
عندما يشارك المنتخب التونسي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين 2013 التي تستضيفها جنوب أفريقيا ابتداء من اليوم 19 جانفي الحالي إلى العاشر من فيفري المقبل، يسعى نسور قرطاج إلى الظهور بثوب جديد بعد سنوات ابتعد فيها الفريق عن دائرة المنافسة منذ تتويجه بلقب البطولة على ملعبه في عام 2004 . وبعد تسع سنوات فقط من فوز الفريق باللقب الأفريقي الوحيد له في تاريخ مشاركاته العديدة في كأس الأمم الافريقية ، يسعى المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني الوطني سامي الطرابلسي للظهور بشكل جديد وفي نفس الوقت إلى حصد اللقب الأفريقي الثاني له. وبدأ التغيير في صفوف المنتخب التونسي قبل بطولة 2008 بغانا حيث شهدت صفوفه بعض عمليات التبديل والتجديد والإحلال ثم أجرى المدرب الوطني فوزي البنزرتي المدير الفني السابق للفريق تعديلات أخرى في التشكيل وطريقة اللعب قبل بطولة 2010 بأنجولا بعد إخفاق الفريق في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ولكن التغيير الذي يلمسه الجميع في تونس حاليا هو تقديم عروض قوية ونتائج فعالة يستطيع من خلالها الفريق المنافسة على اللقب الثاني له في تاريخ البطولة والأول له في العصر الجديد لتونس بعد ثورات الربيع العربي. ويأمل نسور قرطاج في أن تكون مسيرتهم بالبطولة الجديدة بمثابة عودة الأمل وروح التفاؤل لجماهيرهم وسط الظروف الصعبة التي عاشتها بلادهم في الآونة الأخيرة. لذلك سيتعامل نسور قرطاج مع البطولة الأفريقية الجديدة في جنوب أفريقيا بشعار "حياة أو موت". ويحظى المنتخب التونسي بسمعة رائعة ليس على مستوى القارة الأفريقية فحسب وإنما أيضا على المستوى العالمي نظرا لمشاركته في بطولة كأس العالم أربع مرات سابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006. ورغم تذبذب نتائج المنتخب التونسي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية منذ مشاركته الأولى في البطولة عام 1962 وحتى مطلع التسعينيات حيث وصل للنهائيات أربع مرات فقط على مدار ثلاثة عقود ، أصبح نسور قرطاج عنصرا منتظما في النهائيات منذ عام 1994 وحتى الآن. وستكون البطولة القادمة في جنوب أفريقيا هي المشاركة الحادية عشر على التوالي للفريق في النهائيات. وبدأ المنتخب التونسي مشاركاته في كأس أفريقيا بقوة حيث وصل للمربع الذهبي في بطولة 1962 بإثيوبيا ولكنه خرج من الدور الأول في البطولة التي أقيمت في غانا 1963 ثم أحرز المركز الثاني في البطولة التالية التي استضافتها بلاده عام 1965 . وبعدها غاب الفريق عن النهائيات منذ بطولة عام 1968 وحتى بطولة عام 1992 باستثناء مشاركته في نهائيات 1982 بليبيا والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول للبطولة. ومع استضافة تونس للبطولة عام 1994، عاد نسور قرطاج للظهور في النهائيات لكن إقامة البطولة على ملعبهم لم يغير من الأمر شيئا حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة صفر اليدين. ويبدو أن هذا الخروج المبكر تسبب في انتفاضة حقيقية لكرة القدم التونسية فأصبح الفريق على مدار السنوات العشر التالية من القوى الكروية الكبيرة على الساحة الأفريقية ففاز الفريق بالمركز الثاني في بطولة 1996 بجنوب أفريقيا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض. كما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولات 1998 و2006 و2008 و2012 وللدور قبل النهائي في 2000 بينما خرج من الدور الأول عامي 2002 و2010 . وفي نفس هذه الحقبة الزمنية بين أواخر القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي انتزع نسور قرطاج بطاقة تأهلهم لكأس العالم ثلاث مرات متتالية. ورغم خروجهم من الدور الأول في البطولات الثلاث، ترك الفريق أثرا جيدا في هذه المشاركات. ولكن أبرز إنجازات المنتخب التونسي على الساحة الأفريقية تحققت عندما استضافت تونس البطولة عام 2004 حيث نجح الفريق في إحراز اللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه بقيادة المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاد المنتخب الفرنسي سابقا للفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 ليكون أول مدرب في العالم يحقق إنجاز الفوز ببطولتين قاريتين في تاريخ اللعبة. ومع خروج الفريق من دور الثمانية في بطولات 2006 بمصر و2008 بغانا و2012 بغينيا الاستوائية والجابون ومن الدور الأول في بطولة 2010 بأنجولا وفشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، يحتاج المنتخب التونسي بقيادة الطرابلسي إلى استعادة بريقه عندما يشارك الفريق في بطولة كأس أفريقيا القادمة بجنوب أفريقيا. ولم تكن مسيرة نسور قرطاج في التصفيات على ما يرام وإن احتاج لخوض دور واحد فقط في التصفيات لمشاركته في بطولة العام الماضي حيث تعادل 2/2 ذهابا مع مضيفه السيراليوني ثم تعادل سلبيا على ملعبه في مباراة الإياب ليتأهل بقاعدة احتساب الهدف خارج ملبعبه بهدفين بعد التعادل 2/2 في مجموع المباراتين.
لذلك يسعى الفريق إلى تحسين صورته في النهائيات وتعويض ما فاته من خلال الفوز باللقب الأفريقي. ويعتمد الطرابلسي في مسيرته بالبطولة على مزيج من اللاعبين المحترفين في أوروبا وفي الأندية العربية وعدد من اللاعبين الذين ينشطون بالدوري المحلي. ويبرز من بين نجوم الفريق المهاجم الخطير عسام جمعة نجم الكويت الكويتي وأيمن عبد النور مدافع تولوز الفرنسي ويوسف المساكني وخالد المويلحي ومجدي تراوي لاعبي الترجي الفائز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2011 وصاحب لقب الوصيف في 2012. كما يضع الفريق أملا كبيرا على مهارة نجم خط الوسط أسامة الدراجي لاعب سيون الفرنسي. ويستهل المنتخب التونسي مسيرته في البطولة بلقاء جاره وشقيقه الجزائري ثم يلتقي المنتخبين الإيفواري والتوجولي في الجولتين التاليتين من المنافسة في مجموعة الموت.
|
د ب أ |