كشف البشير التركي مدير المخابرات العسكرية التونسية خلال فترة 1967ـ 1974، شهادته عن تفاصيل علاقة الرئيس السباق زين العابدين بن على بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد في لقاء بمنتدى الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات…
مدير المخابرات الأسبق البشير التركي: بن علي كان عميلا وجواسيس الموساد مازالوا بتونس |
كشف البشير التركي مدير المخابرات العسكرية التونسية خلال فترة 1967ـ 1974، شهادته عن تفاصيل علاقة الرئيس السباق زين العابدين بن على بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد في لقاء بمنتدى الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات.
وأكد بأن بن علي كانت له علاقة أكيدة بالموساد، اكتشفها منذ سنة 1989 عندما حدثه ذات يوم صديقه المقرب الحبيب بن زينب الذي كان على حالة شديدة من الحزن والتوتر عن اختفاء ابنه عن الأنظار منذ خمسة أيام.
وكان هذا الشاب مروان بن زينب عبقريا في مادة الإعلامية واخترق الحاسوب الشخصي لبن علي واكتشف أن المخلوع كان يتعامل مباشرة مع جواسيس الموساد.
وقد باح مروان بن زينب بهذا السرّ إلى عدد من زملائه في الجامعة واتصل أحد هؤلاء بوزارة الداخلية وأخبرهم عن المعلومات التي كشفها بن زينب فقبض على الشاب ونكل به ثم قيل إنه توفي في حادث قطار، وعند دفنه تم نقله مباشرة إلى المقبرة في صندوق مغلق وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
كما أكد التركي تواطؤ بن علي مع الموساد في اغتيال قيادات فلسطينية كانت تقيم في تونس خلال الثمانينات، مبينا أن كتابا ألفه أحد اليهود صدر سنة 2012 عنوانه "الموساد" تحدث فيه صاحبه عن اغتيال أبو جهاد في تونس في عملية مدبرة وفق معلومات دقيقة تحصل عليها الموساد عن المكان الذي يقيم فيه أبو جهاد، إلى جانب تزامن ارتكاب الجريمة مع التشويش على أجهزة الاتصال وتحليق أربع طائرات فوق المكان، وفق قوله.
كل المعطيات على حدّ تأكيد التّركي تؤكد أن بن علي كان على تواصل مستمر بجواسيس الموساد ويزودهم بالمعلومات مقابل حماية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية له لبقائه في الحكم.
كما أشار إلى أنه ظهر بالكاشف أن نظام بن علي بدأ يضعف منذ سنة 2009 لأن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت منه ألا يترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه لم يمتثل وعندما نجح في الانتخابات لم تواصل دعمها له.
وكشف البشير التركي أن العلاقات المشبوهة مع الاستخبارات الأجنبية الإسرائيلية والأمريكية لم تبدأ في عهد بن علي بل وجدت قبل ذلك، مذكرا بأن بورقيبة لم يكن يرغب في قدوم الفلسطينيين إلى تونس، لكن أمريكا كانت تريدهم أن يرحلوا إلى تونس، ونظرا لأنّ وسيلة كانت على علاقة مع المخابرات الأمريكية فقد ضغطت على بورقيبة ليقبل بهم وكانت تمد الأمريكيين بالمعلومات والأخبار، وفق قول التركي.
وفيما يتعلق بأحداث حمام الشط ذكر التركي أنه كانت هناك محطة رادار في سيدي بوسعيد وقد أعطت هذه المحطة الإشارة قبل 20 دقيقة من العملية وكان بالإمكان التدخل لتجنب الحادث لكن هذا لم يحصل.
وأضاف أن الموساد في تونس مازال موجودا إلى الآن وجواسيسه يتمتعون بحرفية كبيرة ويشتغلون بكيفية لا تثير الشكوك حولهم بل لا يمكن التفطن إليهم لأنهم يتقنون اللهجة التونسية ويلبسون نفس لباس التونسيين ويحفظون القرآن ليستشهدوا به حين يحتاج الموقف ذلك.
كما قدم البشير التركي وثيقة قال إنه حصل عليها بعسر من أحد أصدقائه وهو مهندس أجنبي تتعلق بمشروع إسرائيلي لتطوير مركز تنصت في تونس سنة 2009 بمعدات أمريكية.
وخلال النقاش، بين وزير الداخلية السابق الطاهر بلخوجة أنه من الضروري توخي الدقة والحذر عند التطرق للمسألة الأمنية وفسر أنه في نطاق العمل في وزارة الداخلية فإن الاتصالات بمخابرات البلدان الأخرى أمر عادي، ولكن هذا لا يعني خيانة البلاد والتعاون مع جواسيس الموساد.
وأبرز بأن المؤرخين إن أرادوا كشف ما كان يحدث في وزارة الداخلية فعليهم فتح ورشات حوار والحصول على دفاتر الداخلية حتى لا يحصل أي ارتباك في أذهان الشعب التونسي.
وقال المحامي البشير الخنتوش، إن تغيير حال تونس إلى الأفضل يتطلب كشف الفساد والتنبيه إليه ومن الأفضل التشهير بفساد رجال السلطة وهم في السلطة لا بعد أن يغادروها.
وأكد الطاهر شقروش وهو سجين سياسي سابق في عهد بورقيبة أنه من المهم كشف الفساد الذي تم سابقا.. والحديث عن تعذيب المعارضين.. وذكر أن هناك العديد من المعطيات أشارت إلى أن اسرائيل موجودة في تونس لذلك يجب أن لا يقع التعامل مع المسألة بعاطفة بل بحكمة لحماية البلاد
وبين عامر قريعة (مناضل وكان والي قبلي إلى حدود 1987) أنه عاش فترة مع جيش التحرير الفلسطيني في وادي الزرقاء وكان على اتصال يومي بالقيادة العسكرية والضباط وكانوا يتوقعون عملية القصف التي تمت سنة 1985 في حمام الشط منذ عام 1982. ولكن رفعا للالتباس فإن بورقيبة عندما حدث هذا القصف استدعى السفير الأمريكي وهدد بقطع العلاقات مع أمريكا ودعا للتحري في المعلومات.
|
مريم التايب |