نفذت مدينة بن قردان اليوم الاربعاء اضراباعاما دعا اليه يوم امس الاتحاد المحلى للشغل للتخفيف من عدة الاحتجاجات والاحتقان الذى تعيش على وقعه المنطقة منذ فترة بسبب توقف النشاط التجارى مع ليبيا عبر معبر راس جدير والتضييق على التجار.
ودخلت المدينة فى شلل تام حيث اغلقت كل المنشات العمومية والخاصة والاسواق والمحلات التجارية وبعض المقاهى فيما فتحت المعاهد الثانوية لتأمين سير الاختبارات التجريبية لامتحان البكالوريا وفتح قسم الاستعجالى بالمستشفى الجهوى ببن قردان وصيدليتين.
واعتبر محسن لشيهب أن الاضراب ناجح اذ فاقت نسبة المشاركة فيه التسعين بالمائة الا ان نجاحه يرتبط بمدى بلوغ رسالته الى الحكومة لتلتفت الى هذه المنطقة المهمشة ودفع التنمية بها وتحقيق مطالبها وفى مقدمتها حل المشاكل العالقة بالمعبر الحدودى براس جدير والتصدى لاى تجاوز يمس من كرامة المواطن فى بن قردان حسب تقييمه.
وأضاف أن الاضراب الذى هدد به الاتحاد منذ فترة ونبه الى التداعيات التى قد تنجر عن تواصل التضييق على النشاط التجارى عبر المعبر وعلى ضرورة تدخل الحكومة اذا ما لم تتحقق المطالب المرفوعة سيتم اعتماد برنامج تصعيدى للضغط أكثر.
وتجمع عدد من المواطنين أمام مقر الاتحاد المحلى للشغل فى انتظار تنفيذ مسيرة غير أن التخوف من امكانية خروجها عن السيطرة دفعت بالعقلاء من المحتجين الى الغائها والدعوة الى تكوين خلية ازمة لتأطير التحركات ومتابعة الوضع بالمنطقة وتوجيه التحركات فى مسارها السلمى خوفا من حصول تجاوزات وادخال المنطقة فى حالة من الفوضى والعنف.
وشدد المحتجون على مطلب أساسى هو فتح معبر راس جدير واستعادة النشاط التجارى مع ليبيا فى اقرب الاجال واذا ما لم تتوصل الحكومة الى تحقيق ذلك لارتباط الامر بالطرف الليبى فعليها أن تغلق معبر الذهيبة حسب قولهم داعين المناطق القريبة من بن قردان الى الوقوف معهم ومساندتهم بكل الاشكال.
ووصف المحتجون وضع بن قردان بالكارثى وأن مصيرها مظلم مهدد بالارهاب من ناحية وبالجوع وبقوت أولادها من ناحية أخرى ليهددوا بالتصعيد بكل الاشكال المتاحة بعد هذا الاضراب الذى ليس الا خطوة أولى حسب رأيهم لم يمتص احتقانهم وفتيل غضبهم المتأجج منذ مدة حسب تعبيرهم.
وفى هذا السياق دعت أصوات خلال التجمع الذى انتظم أمام مقر الاتحاد المحلى للشغل الى تحويل التحرك الاحتجاجى الى مقر الولاية ومنه الى ساحة القصبة حيث مقر رئاسة الحكومة والى مقر رئاسة الجمهورية ومواصلة غلق كل الموسسات ذات البعد المالى كالقباضات والبريد والبنوك واعتماد كل الاشكال التصعيدية اذ لم يتم التدخل العاجل لوزير الخارجية ورئيس الحكومة حسب قولهم.
ورغم تنفيذ الاضراب الا أن الاحتجاجات تواصلت لكن بأقل حدة من اليومين الماضيين حيث تم حرق العجلات بمفترق المغرب العربى الكبير ورشق منطقة الامن بالحجارة دون أن تتدخل الوحدات الامنية.
وللتذكير فان مدينة بن قردان تشهد احتجاجات منذ مطلع هذا الاسبوع وحرق العجلات وغلق الطرقات واقتحام مقر المعتمدية واجبار المعتمد على مغادرتها وذلك فى ظل تفاقم حالة الاحتقان التى تعيشها المنطقة منذ فترة بسبب توقف النشاط التجارى وغلق معبر راس جدير الحدودى والتضييق على المسالك الصحراوية.
وكان والى مدنين قد أوضح فى لقاء اعلامى مساء أمس أن حل المشاكل العالقة بمعبر راس جدير الحدودى ليس بيد السلطات التونسية فقط بل هو يرتبط بقرار من الجانب الليبى أيضا وبسسب هشاشة الاوضاع فى القطر الليبى تعطلت الحلول مشيرا الى تواصل الاتصالات جهويا ووطنيا ومع الجانب الليبى لبحث الحلول للوضع الذى يبقى دقيقا وهشا وفق وصفه.