أثبتت دراسة وطنية حول العنف الاجتماعى المبنى على النوع الاجتماعى بالفضاء العام قام بها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة الكريديف أن 53 بالمائة من النساء التونسيات تعرضن لشكل من أشكال العنف بالفضاء العام.
وقد شملت هذه الدراسة التى أنجزت خلال الفترة من فيفرى الى مارس 2015 عينة من 3870 شخصا تتوزع على 2913 امراة و957 رجلا وتناولت بالدرس كلا من فضاءات العبور والاستراحة والترفيه وفضاءات الخدمات والفضاءات المهنية.
وبين منسق الفريق العلمى للدراسة سليم قلال خلال لقاء انعقد اليوم الجمعة بمقر الكريديف تحت عنوان من أجل اعلام شريك فى مناهضة العنف ضد النساء ان العنف الذى تتعرض له المرأة يتخذ أشكالا متنوعة منها العنف اللفظى والنفسى والجسدى والجنسى والاقتصادى والموسساتى.
ويتصدر العنف النفسى المسلط على المرأة بالفضاء العام أشكال العنف بنسبة 78 بالمائة يليه العنف الجنسى بنسبة 4ر75 بالمائة ثم العنف الجسدى بنسبة 2ر41 بالمائة.
وأوضح قلال ان ان العنف النفسى يشمل الشتم والسخرية من الجسد والمظهر والاهانة والتهديد اضافة الى الحرمان والاهمال ويتمثل العنف الجنسى فى التغرير والاكراه على الافعال والاقوال قصد الاخضاع للرغبات الجنسية فى حين يشمل العنف الجسدى الركل والضرب والتعذيب والحرق والتشويه والقتل.
وخلصت نتائج الدراسة حسب المتحدث الى ضرورة صياغة قانون شامل يضمن عقوبة رادعة واعادة التاهيل وحماية النساء ووقايتهن من العنف مع وضع سياسة وطنية شاملة من شانها ان تجابه ظاهرة العنف المسلط على النساء.
كما أوصت الدراسة بتحسيس وسائل الاعلام بظاهرة العنف المسلط على النساء وبخطورتها ورصد ظاهرة العنف بصفة مستمرة الى جانب تكوين مقدمى الخدمات المتصلين بالنساء ضحاياالعنف.
ومن جانبها اعتبرت الخبيرة بلجنة صياغة مشروع القانون الشامل لمناهضة العنف ضد النساء يسرى فراوس خلال هذا اللقاء ان سن هذا القانون يعد خطوة تشريعية هامة سيمكن فى حال تم تبنيه فى تونس من القطع مع الترسانة القانونية التى لاتعتمد سوى الجزر فى معاقبة كل أشكال العنف.
وذكرت ان هذا القانون سيصحح مصطلحات معينة وسيقدم تعريفات جديدة للمواطن من خلال توسيع دائرة الناس الضالعة فى ممارسة العنف على المرأة فى الفضاء العام.
ويقدم هذا القانون حسب المتحدثة النهج الشامل لمكافحة العنف الذى ينطلق من جانب الوقاية بتدخل كل الاطراف الاجتماعية والحكومية اضافة الى الجانب الردعى انطلاقا من فلسفة جديدة قائمة على معاقبة اشكال العنف المسكوت عنه ومكافحة ظاهرة الافلات من العقاب على غرار العنف الاقتصادى والعنف المسلط على الاطفال.
ودعت فراوس الى احداث مرصد وطنى فى تونس يجمع كافة مكونات المجتمع المدنى وتكون مهمته متابعة قانون مناهضة العنف المسلط على المرأة وتقديم مقترحاته بخصوص مشاريع القوانين القادمة مع قيامه بتقارير سنوية حول هذه الظاهرة.
وأكدت انه تمت مناقشة مشروع القانون الشامل لمناهضة العنف ضد النساء فى مجلس وزارى مضيق منذ عشر ايام فى انتظار احالته لمجلس نواب الشعب للمصادقة عليه يوم 13 اوت القادم بمناسبة العيد الوطنى للمراة التونسية وستينية احداث مجلة الاحوال الشخصية فى تونس.
يشار الى ان هذا اللقاء يتنزل فى اطار الايام التى ينظمها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المراة من 9 الى 18 ماى الجارى بهدف التحسيس بأهمية القضاء على ظاهرة العنف بمختلف أشكاله ضد النساء.