أعلن وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة، علي لعريض، أن الأجهزة الأمنية في بلاده تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية، وأنها كشفت ملابسات جريمة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد…
تونس: حماية أمنية لمعارضين وصحافيين بعد اغتيال شكري بلعيد
أعلن وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة، علي لعريض، أن الأجهزة الأمنية في بلاده تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات ‘الإرهابية’، وأنها كشفت ملابسات جريمة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.
وقال لعريض، وهو قيادي في حركة النهضة الإسلامية، في حديث بثه التلفزيون التونسي الرسمي ليلة الثلاثاء – الأربعاء، إن وزارة الداخلية التونسية ‘خاضت ولا تزال تخوض ملاحقات وحملة على كل ما له صلة بالإرهاب وبالعناصر الإرهابية المسلحة‘ .
وأوضح في هذا السياق أن الأجهزة الأمنية ‘إستطاعت تفكيك عدد من الشبكات الإرهابية، كما تقوم بحملة مداهمات لعدد كبير من المنازل في مختلف أنحاء الجمهورية يُشتبه في إحتوائها على أسلحة‘ .
ولم يقدم وزير الداخلية التونسي تفاصيل حول الشبكات ‘الإرهابية’ التي تم تفكيكها، علما وأن وزارة الداخلية التونسية سبق لها أن أعلنت عن اعتقال عدد من العناصر ‘الإرهابية‘ المسلحة، كما ضبطت كميات متفاوتة من الأسلحة والذخائر الحربية في انحاء مختلفة من البلاد.
واعتبر أن بعض الاحتجاجات والمظاهرات الإجتماعية أو بعض الحوادث الكبيرة مثل حادثة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، ‘تُعطل مواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية، لأن الجهاز الأمني يكون مستنفرا لحماية الأمن العام‘.
وقال العريض إن الجهاز الأمني في بلاده ‘يصعب عليه تجنيد طاقاته لحماية الأمن العام وفي نفس الوقت تتبع الإرهابيين والمسلحين‘.
واغتيل شكري بلعيد في 6 شباط/فبراير الجاري برصاص مجهولين وسط تونس العاصمة في سابقة لم تعرفها تونس منذ ستينات القرن الماضي، فتحت الباب أمام عودة ظاهرة الإغتيال السياسي للبلاد.
ولفت لعريض إلى أن المؤسسة الأمنية ‘سخرت أكبر طاقم ممكن لكشف حقيقة إغتيال بلعيد’، مؤكدا أنه ‘أعطى التعليمات لوضع جميع الإمكانيات تحت تصرف الفرقة التي باشرت التحقيق في القضية’، حيث تقدمت التحريات والأبحاث للكشف عن هوية المشتبه به.
وتُحذر الأوساط السياسية من تنامي العنف في تونس، ومن تزايد النشاط الإرهابي في البلاد، وخاصة تهريب الأسلحة من ليبيا وتجنيد شباب التيار السلفي المتشدد للقتال في سوريا وفي مالي.
ويخشى مراقبون ان تتحول تونس إلى بؤرة للمجموعات ‘الإرهابية’، ومع ذلك تحاول الحكومة الحالية التقليل من شأن هذه التحذيرات التي وصلت إلى حد دق ناقوس الخطر بعد ان تبيّن ان الهجوم الذي إستهدف منشأة الغاز الجزائرية في منطقة ‘عين اميناس’ شارك فيه 11 تونسياً ضمن المجموعة ‘الإرهابية‘ المهاجمة.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية التونسية ان الوزارة وفرت حماية أمنية لشخصيات سياسية واعلامية بعد أسبوع واحد من اغتيال معارض علماني بارز مما اثار المخاوف من سقوط تونس مهد الربيع العربي في حالة من الفوضى والعنف السياسي.
وقال لطفي الحيدوري وهو متحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز ‘الوزارة وفرت حماية لعدد من السياسيين والصحافيين بعد تلقيهم تهديدات بالقتل’. واضاف ‘أشكال الحماية تختلف بين حماية منازل وتوفير مرافقين وبين حماية دورية غير منتظمة‘.
والاسبوع الماضي قتل مسلح مجهول المعارض العلماني البارز شكري بلعيد مما أثار مخاوف من دخول تونس في مرحلة اغتيالات سياسية.ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
وقالت مصادر لـ’رويترز’ ان حمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية وهو نفس حزب الذي ينتمي اليه بلعيد حصل على حماية شخصية من الحكومة اضافة الى نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري.
وقالت وسائل اعلام محلية ان شخصيات سياسية معارضة وصحافيين تلقوا تهديدات بالقتل في الاسابيع الأخيرة.
وطالبت بسمة بلعيد أرملة المعارض الذي اغتيل بتوفير حماية لها ولعائلتها قالت انها ستحمل وزارة الداخلية مسؤولية اي هجوم عليها او على عائلتها.