انشقاق داخل النهضة حول مسيرة السبت بالعاصمة وأنصار الشريعة يدعون لمقاطعتها

تستعد حركة النهضة لحشد أنصارها للخروج في مسيرة يوم السبت 16 فيفري 2013 على الساعة الواحدة بعد الظهر بشارع الحبيب بورقيبة للدفاع على ما أسمتها بالشرعية الانتخابية لضمان بقائها في السلطة ورفض ما طرحه رئيس الحكومة حمادي الجبالي في مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط، وقد لا تنجح هذه المسيرة في تعبئة حاشدة بعد دعوات لمقاطعتها من أنصار النهضة المعتدلين وحتى أنصار الشريعة الإسلامية.

وتداولت صفحات موالية لحركة النهضة على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك مقطع فيديو يدعو فيه القيادي المتشدد بالحركة حبيب اللوز إلى حشد أنصار النهضة في مسيرة وصفها بـ"المليونية"، قائلا لأنصاره "هبوا أيها الإخوة صغارا كبارا شبابا شيبا نساء رجالا لنصرة الشرعية".

بدوره، دعا محمد العكروت عضو مجلس شورى حركة النهضة في فيديو نشرته صفحات النهضة على الفايس بوك أنصاره للخروج في مسيرات حاشدة بعد صلاة الجمعة لتوجيه رسالة ضد كل "المؤامرات التي تحاك ضد الثورة"، وفق تعبيره.

وأكد كل من حبيب اللوز ومحمد العكروت على أن الدعوة إلى المسيرة موجهة إلى كل من يهمه "انتصار الثورة ومزيد دعم الثقة في الحكومة المنتخبة شرعا عبر صناديق الاقتراع وللوقوف سدا منيعا أمام كل من يخطط لعرقلتها".

لكن وفي ردّ رافض على هذه المسيرة، دعت العديد من الصفحات المحسوبة على التيار المعتدل بحركة النهضة أنصار الحركة لمقاطعة مسيرة الجناح المحافظ في الحركة بقيادة الحبيب اللوز والتظاهر بدلا من ذلك في ساحة القصبة لمناصرة مبادرة حمادي الجبالي.

كما دعا "أنصار الشريعة" على صفحتهم بالفايس بوك إلى عدم الخروج في مسيرة النهضة، يوم السبت 16 فيفري 2013، لدعم ما سمي بالدفاع عن "الشرعية". وطالبوا بمقاطعة مثل هذه المظاهرات، مشيرين إلى أن "أنصار الشريعة لا ينصرون غير شريعة الرحمان".

وكانت حركة النهضة واجهت انتقادات لاذعة من قبل معارضيها أعقاب المسيرة التي نظمتها السبت الماضي بعد يوم واحد من دفن الزعيم الراحل شكري بلعيد، خصوصا لما أظهرت قناة "التونسية" لقطات حول ما اعتبر تقديم رشوة للمشاركين في مسيرة النهضة، وهو ما فجر جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشار إلى أنّ حركة النهضة وعددا هاما من نواب كتلتها في المجلس التأسيسي رفضوا مقترح رئيس الحكومة حمادي الجبالي بتكوين حكومة تكنوقراط، معتبرين أنها انقلاب على شرعية الانتخابات الماضية.

وطالبوا بتشكيل حكومة مختلطة من سياسيين وكفاءات وطنية لها قاعدة سياسية وشعبية واسعة، وهو نفس موقف حزب المؤتمر وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة بالمجلس التأسيسي.

لكن مبادرة الجبالي، التي سيعلن عن نتيجتها يوم السبت 16 فيفري، لاقت قبولا من قبل أحزاب المعارضة ماعدا الجبهة الشعبية والعريضة الشعبية، اللتان طالبتا بإقالة الحكومة بأكملها بما فيها الجبالي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.