أعلن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي مساء الاثنين عن فشل جهوده في تشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة، بعدما لقيت معارضة من قبل مجلس شورى حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي
مبادرة الجبالي في طريق مسدود واستقالته من الحكومة غير واردة |
أعلن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي مساء الاثنين عن فشل جهوده في تشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة، بعدما لقيت معارضة من قبل مجلس شورى حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي.
حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة رفض تحميل حركته الحاكمة مسؤولية فشل المبادرة التي اقترحها، مشيرا إلى أنّ مسؤولية تقع على عاتق الجميع بما في ذلك المعارضة التي دعمت مبادرته.
ولم يتردد الجبالي في القول بأن مبادرته جنبت البلاد مخاطر محدقة يوم 06 فيفري 2013، تاريخ اغتيال الزعيم السياسي البارز شكري بلعيد، الذي وجهت عائلته أصابع الاتهام إلى حركة النهضة.
وقال الجبالي إنه سيلتقي الثلاثاء الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي لإبلاغه بما توصل إليه من نتائج فاشلة عقب مفاوضات طويلة ومملة مع عدد من الأحزاب السياسية بقصر الضيافة بقرطاج.
وترك الجبالي الصحفيين في التسلل رافضا الإدلاء بتصريحات دقيقة حول الخطوات التي سيقبل عليها بعد فشل جهوده في تشكيل حكومة تكنوقراط رغم أنها مدعومة من أكبر القطاعات فاعلية في البلاد (كاتحاد الشغل، واتحاد أرباب العمل، ورجال الأعمال، والمعارضة وما سمي بمجلس الحكماء…).
وكان الجبالي لوح سابقا بتقديم استقالته في حال فشلت جهوده وفي تلك الحالة سيكلف الرئيس المؤقت شخصية يراها الأقدر لتحل مكانه من أجل إعادة تشكيل حكومة جديدة. ومن المرجح أن يختار المرزوقي شخصية من داخل حركة النهضة باعتبار أن لها أغلبية المقاعد في التأسيسي من أجل كسب الثقة.
ومن شأن ذلك أن يهدر كثيرا من الوقت على التونسيين الذين ذاقوا ذرعا مع الساسة الجدد نظرا لنقص تجربتهم وكفاءتهم، وهو ما قد يدخل البلاد في متاهة جديدة محورها تقاسم المناصب على أساس الولاءات الحزبية كما تم بعد انتخابات التأسيسي التي أفرزت حكومة ترويكا دون برنامج ولا نتائج ملموسة.
وكانت النهضة أكدت أنها ستعيد ترشيح الجبالي من جديد (إذا استقال) لتشكيل حكومة جديدة لكن على مقاسها، وهو ما يعني أنها لن تفرط في وزارة حساسة مثل الداخلية لاسيما وأن الغنوشي يعتبر أن النهضة "العمود الفقري للبلاد" ولا يمكنها بأن حال أن تسلم السلطة التي ائتمنها عليها الشعب، كما يقول.
لكن هناك أنباء عن إمكانية ترشيح وزير الصحة الحالي عبد اللطيف المكي وهو مقرب كثيرا من راشد الغنوشي في حال رفض الجبالي الترشح من جديد بعد استقالته للبقاء على رأس الحكومة.
والسيناريو الأقرب للواقع هو أن يبقى الجبالي على رأس حكومة ليكمل المشاورات بين الأحزاب من أجل توسيع قاعدة المشاركة في الحكم على أحزاب معارضة تقبل التحالف مع النهضة مع إمكانية تحوير في وزارتي السيادة العدل والخارجية.
وحسب تصريحات أخيرة لراشد الغنوشي عقب مفاوضات الاثنين فإن هناك توجه نحو تقريب وجهات النظر لترشيح حكومة كفاءات سياسية لا تترشح للانتخابات المقبلة وتكون ناطقة باسم الحكومة لا الأحزاب، وفق قوله.
في الأثناء، ما زال موقف المعارضة ضعيف جدا ولم يتبلور في موقف واضح يعيد التوازن إلى المشهد السياسي. |
المصدر
|