يفتتح مساء غد السبت المؤتمر التأسيسي لحركة مشروع تونس ، بعد أقل من ستة أشهر عن اعلان النواة الأولى لهذا الحزب عن توجهها نحو تأسيس بديل سياسي يمثل “المشروع الوطني العصري” كما يصفه محسن مرزوق المنسق العام للحركة في عدد من التصريحات الاعلامية .
والى حد اليوم الجمعة، ورغم اصرار قيادة حركة مشروع تونس، على حضور رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لافتتاح المؤتمر على غرار حضوره افتتاح مؤتمر نداء تونس التأسيسي ومؤتمر حركة النهضة العاشر فان ذلك مازال غير مؤكد.
فحزب حركة مشروع تونس الذي تحصل على تأشيرة العمل القانوني في 11 ماي المنقضي، انطلق من مجموعة من القيادات “الغاضبة من الانحراف التنظيمي والسياسي” لحزب نداء تونس الحزب الذي أسسه الباجي قايد السبسي ، واستقالت منه قبل عقد مؤتمره التأسيسي في سوسة جانفي 2016.
وقد ظهر هذا الغضب والانتقاد جليا في تصريحات أغلب المستقيلين من حركة نداء تونس كما برز ذلك في أغلب بياناتهم حيث عبروا عن ما أسموه “الانحراف التنظيمي لنداء تونس والتسميات الفوقية في الحزب اضافة الى ما اعتبروه “محاولات مجموعات صلبه الالتفاف عليه””
وكان المستقيلون قد اعلنوا في تصريحات اعلامية عن غضبهم من تحالف حركة نداء تونس مع حركة النهضة مؤكدين ان ذلك
يعد أحد أبرز أسباب استقالتهم من النداء .
وتدخل حركة مشروع تونس مؤتمرها الـتأسيسي أيضا، ولها رصيد بحوالي 20 نائبا ، استقال جميعهم من كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب ، وكونوا كتلة الحرة ، التي اصبحت عدديا الكتلة الثالثة بالبرلمان
وتشهد الكتلة الحرة تراجعا لعدد من النواب عن قرار الاستقالة والعودة الى كتلة نداء تونس وكان اخر هؤلاء النائب محمد الناصر جبيرة نهاية جوان المنقضي.
وعن هذا المؤتمر صرح محسن مرزوق أنه ” يهدف إلى تجديد الحياة السياسية وتقديم رؤية للتونسيين يمكن تنفيذها” مشددا على
أن البلاد ” مازل يشقها الاستقطاب الثنائي ”
وقد لفت توصيف محسن مرزوق لحزب مشروع تونس ب”الحزب الجديد” ونداء تونس ب”الحزب القديم ” الانتباه ، مذكرا بتأسيس بورقيبة للحزب الدستوري الجديد على أنقاض القديم أيام الحركة الوطنية
وصرح في هذا الشان ايمن االبجاوي عضو المكتب السياسي بحركة مشروع تونس ل”وات” بأن الحزب يتبنى البورقيبية ” ليس كأديولوجيا بقدر ما هي منهجية عمل ”
في المقابل ينتقد خصوم مرزوق وخاصة الذين بقوا في نداء تونس ما يعتبرونه “طموحات مرزوق الكبيرة وسعيه للزعامة”
وتفتتح حركة مشروع تونس مؤتمرها وهي تتموقع ضمن القوى الداعمة لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي معتبرة اياه ، الشخصية الممثلة لمشروع تونس العصري وسط المشهد السياسي بحاله ، حسب تصريحات مرزوق لوسائل الاعلام .
وتدخل الحركة هذا الاستحقاق بعد أن شاركت في الجزء الاول من مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية منخرطة في مبادرة رئيس الجمهورية
وتشارك في المؤتمر التأسيسي نسب عالية من الشباب والنساء كما أكد ذلك البجاوي ، حيث تتواصل أشغال هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام انطلاقا من يوم غد السبت .
ويقدر عدد المؤتمرين ب900 مؤتمرا عموما ، سيكونون ضمن الخمسة الاف المتوقع مواكبتهم لافتتاح المؤتمر اضافة الى عدد من المدعويين والضيوف من شخصيات وطنية وأخرى أجنبية من المغرب والجزائر ومصر وبريطانيا وفرنسا .
ويتواصل عقد المؤتمر أيام 24 و25 جويلية ليفرز قيادة الحزب ومقرراته ولوائحه حسب ما أكد ذلك المنسق العام للحزب ل”وات”سابقا مضيفا أنه تمت صياغة مشاريع 32 لائحة ستعرض على النقاش والمصادقة خلال مؤتمر الحزب اضافة الى
اللائحة العامة