أصدرت اللجنة المستقلة للتحقيق في أحداث سليانة تقريرها خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الثلاثاء بإحدى نزل العاصمة…
تقرير حديث حول أحداث سليانة: حالات إجهاض وعاهات مستديمة في العينين واعتداءات على الصحفيين |
أصدرت اللجنة المستقلة للتحقيق في أحداث سليانة تقريرها خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الثلاثاء بإحدى نزل العاصمة.
ورصد التقرير، المتكوّن من 29 صفحة، العديد من التجاوزات الأمنية الخطيرة ضدّ المتظاهرين العزل خلال أحداث سليانة.
وقال التقرير إنه تمّ تسجيل استعمال مفرط لسلاح الرش ضدّ المتظاهرين بعد يوم من خروجهم في إضراب عام دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل يوم 27 نوفمبر الماضي.
وأشار إلى أنّ استعمال الرش تسبب في وقوع مئات الجرحى في صفوف المتظاهرين وعدد من الجرحى في صفوف قوات الأمن.
وأكد التقرير أن الإصابات بالرش طالت الشباب في مقتبل العمر وأن البعض من هذا في العينين ستتحول إلى عاهات مستديمة.
وسجل التقرير العديد من الاعتداءات بالعصي من قبل الشرطة ضد متظاهرين خلال اليوم الأول من الإضراب العام، الذي شهد مطاردات أمنية داخل الأحياء.
وقال التقرير الذي ارتكز على شهادات حية للأهالي إنه في صبيحة 28 نوفمبر الماضي شهدت المنطقة حالة احتقان كبيرة على خلفية شروع رجال الأمن في استخدام الرش.
وأشار التقرير إلى أن شباب الجهة قاموا برشق الشرطة بالحجارة والقوارير الحارقة وإغلاق بعض الطرق بواسطة الحجارة الكبيرة وحرق العجلات المطاطية ردا على الاعتداءات الأمنية.
وقال إن الاعتداءات الأمنية شملت أشخاصا لم يشاركوا في أعمال العنف مما تسبب في سقوط جرحى.
واستنتج التقرير أن رجال الأمن استعملوا الرش بطريقة عشوائية وفي وضعيات لم تتوفر فيها شروط الدفاع الشرعي ولا هاجس حماية المقرات العمومية.
وقال انه رغم انتشار أعوان الأمن بصفة متفرقة في أماكن مختلفة، إلا ان توقيت استعمالهم للرش ضد المتظاهرين وتوقيت الانتهاء منه كان شبه موحد مما يوحي بوجود تعلميات واضحة في ذلك الاتجاه.
كما أشار التقرير إلى أن اغلب الأعوان الماسكين ببنادق الرش هم من الشبان المستجدين الذين ينقصهم التكوين مع هذا النوع من الأسلحة.
ولاحظ انه لم يع تطبيق قواعد التدرج في استخدام القوة المنصوص عليه بالفسل 21 من القانون عدد 4 لسنة 1969.
كما كشف التقرير أن قنابل الغاز التي استعملت ضد المتظاهرين بكثافة والتي كانت من صنع أمريكي، تجاوزت مدة صلوحياتها باعتبارها صنعت عام 1984.
وقال التقرير انه سجل شهادتي امرأتين تعرضتا إلى حالتي إجهاض في المستشفى الجهوي بسليانة على إثر استنشاقهما لرائحة قنابل الغاز التي تم استعمالها بشكل مفرط ضد المتظاهرين.
وكشف التقرير عن اقتحام مجموعة من رجال الأمن للمستشفى الجهوي بسليانة بعد مناوشة بين احد عناصر الأمن المصابين بجروح مع أحد الممرضين.
كما رصد التقرير شهادات تفيد بأنه وقع الاعتداء على سيارة إسعاف من قبل عناصر امن بالهراوات لما كانت تنقل المصابين إلى المستشفى الجهوي.
وسجل التقرير إصابة عدد من الصحفيين المتواجدين لتغطية الأحداث من قبل أعوان الأمن على الرغم من أنهم كانوا حاملين للصدريات المميزة لهم واجهزة التصوير.
وقد ختمت اللجنة تقريرها بتوصيات تعلق بإصلاح المنظومة الأمنية وتعيين مسؤولين جهويين مستقلين عن الأحزاب للنهوض بالمستوى الاجتماعي والتنموي والاقتصادي للجهات المحرومة.
ومن المتوقع أن يقدم بعض المحامين قضية إلى المحكمة العسكرية بالكاف ضد وزير الداخلية السابق علي العريض بناء على هذه المعطيات.
|
خميس بن بريك |