حصد الفيلم الوثائقي التونسي “زينب تكره الثلج” الجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية 2016، وهو شريط امتدحه رئيس لجنة تحكيم هذه المسابقة، عبد الرحمان سيساكو، واعتبره عملا جمع بين “الروعة” و”الجمالية”.
وهذه هي المرة الثانية التي تتوج فيها مخرجة تونسية بالتانيت الذهب لأيام قرطاج السينمائية، بعد مفيدة التلاتلي التي فازت به سنة 1994 عن فيلمها “صمت القصور”، وهو التانيت الذهبي السابع في تاريخ المشاركات التونسية في الأيام.
واعتبرت المخرجة كوثر بن هنية، أن قرار لجنة التحكيم إسناد جائزة التانيت الذهبي لفيلمها الوثائقي “زينب تحت الشمس”، يعد قرارا “جريئا”، على اعتبار أن هذا الصنف
من الأفلام لم يكن يحظى عادة بالتقدير الذي تستحقه مثل هذه الأعمال في نطاق المهرجانات السينمائية.
وفي غمرة فرحتها بالتتويج، صرحت بن هنية بقولها “أهدي هذا التانيت الذهبي لمسقط رأسي سيدي بوزيد، المدينة التي ولدت وعشت فيها ولشبابها، ولعائلتي التي لم أجد
منها الدعم اللازم لإتمام مسيرتي التي أؤمن بها كثيرا، كما أشكر بالمناسبة كل الفريق المساهم في هذا الفيلم”.
//مصر وتونس على قائمة المتوجين في اختتام الدورة 27 //
أنهت تونس مشاركتها في الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية بحصولها على ست جوائز في مجموع مسابقات الدورة، تليها مصر التي حصدت أربع جوائز.
فإلى جانب التانيت الذهبي، الذي منح لفيلم “زينب تكره الثلج”، تم إسناد جائزة أفضل موسيقى لقناة 5 موند مغرب – الشرق، وجائزة أحسن دور رجالي للممثل التونسي فؤاد نبة عن دوره في فيلم “شوف” للمخرج التونسي كريم الدريدي، المترشح في قائة الافلام الطويلة.
وحصد فيلم “ذا لاست اوف اس” للمخرج علاء الدين سليم، جائزتين، التانيت الذهبي للعمل الأول “جائزة الطاهر شريعة”، وجائزة أفضل مصور سينمائي تونسي التي اسندت لأمير المسعدي، فيما آلت جائزة أفضل أداء للممثل التونسي مجد مستورة، عن دوره الرئيسي في فيلم “نحبك هادي” للمخرج التونسي محمد بن عطية.
شاركت مصر هذه السنة بستة أفلام في الأقسام الأربعة من المسابقة الرسمية، حيث حاز فيلم “كلاش” للمخرج محمد ضياء على جائزة التانيت الفضي، وجائزة افضل تصوير في مسابقة الأفلام الطويلة ، فيما حصل فيلم “عين الحياة” للمخرجة المصرية وفاء حسين على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة “قرطاج السينما الواعدة”.
إلى ذلك، تميزت الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية بتكريم المخرج الراحل يوسف شاهين بحضور كوكبة من فناني بلد النيل والممثلين الرواد، على غرار عزت العلايلي وجميل راتب، والممثلة الشابة يسرى اللوزي، إلى جانب حضور مميز للممثل الكبير عادل إمام، الضيف الشرفي لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016، الذي كرم خلال الحفل الختامي للمهرجان بمنحه التانيت الذهبي.
// المغرب ولبنان وفلسطين.. على رأس الدول الفائزة الأخرى//
وفازت المغرب بجائزتين، واحدة لأفضل أداء نسائي في مسابقة الأفلام الطويلة منحت مناصفة لكل من الممثلة عليا عمامرة وديبورا لوكيموانا عن دورهما في الفيلم الفرنسي “ديفين” للمخرجة هدى بن يمينة، فيما أسندت جائزة افضل أداء نسائي لفاطمة هارندي عن دورها في فيلم “مسافة ميل في حذائي” للمخرج سعيد خلاف.
فلسطين بدروها حازت على التانيت البرنزي وجائزة أفضل سيناريو التي أسندت للفيلم “3000 ليلة وليلة ” للمخرجة مي مصري، وهو الفيلم الذي سلط الضوء على القضية الفلسطينية.
وقالت منتجة الفيلم لدى تسلمها الجائزة “أهدي هذه الجائزة إلى الأسرى الفلسطينيين القابعين داخل السجون الاسرائيلية”.
وفازت لبنان، المشاركة في مسابقتي الأعمال الأولى والأافلام القصيرة، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم “ذيس ليتل فاذر أوبسيشن” للمخرج سليم سليم، وبالتانيت الفضي الذي منح لفيلم “صمت” للمخرج شادي عون.
ويدشن هذا الفيلم الأخير دخول أعمال “الرسوم المتحركة” غمار المسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، بالإضافة إلى شريط “موجات عام 98″، الذي حاز منذ أول عروضه في فيفري 2016 بلبنان بعديد الجوائز في مهرجانات سينمائية دولية.
وحازت كل من الجزائر وموريتانيا على جوائز، منها التانيت الفضي لأفضل عمل، أسند للفيلم “الآن يمكنهم المجيء” للمخرج الجزائري سالم ابراهيم، فيما منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة “قرطاج السينما الواعدة” لفيلم “طريق الأمل” للمخرج الموريتاني، محمد اشكونا.
االسينغال، بلد المخرج عصمان صامبان، الحائز على التانيت الذهبي للدورة الأولى لأيام قرطاج السينمائية سنة 1966، فازت بدروها بجائزتين، التانيت الذهبي للافلام القصيرة التي آلت الى فيلم “مارابو” (الولي الصالح) للمخرج الحسن ساي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة لفيلم “الثورة لن تكون متلفزة” للمخرجة راما تياو. وكان هذا الشريط قد أحرز على جائزة المنظمة الدولية للفرنكوفونية في نطاق ورشة العمل “تكميل” الخاصة بدورة 2014 لايام قرطاج السينمائية.
وأسندت جائزة واحدة لروندا، وهي التانيت البرونزي للأفلام القصيرة عن فيلم “مكان لنفسي” للمخرجة ماري كليمنتين.
وبعيدا عن إبداعات سينمائيي القارة السمراء، فازت فنزويلا بالتانيت الذهبي في إطار مسابقة ” قرطاج السينما الواعدة” عن فيلم “احتمال” للمخرج مايكل لابركا.