“بعد أن برأت المحكمة الابتدائية بسوسة ساحة المتهمين بقتل الشهيد لطفي نقض .. الصدمة” و”أزمة متوقعة ستهز مجلسه الاعلى .. ماذا يجري في القضاء؟” و”الخبيرة الامنية بدرة قعلول .. من أدخل السلاح الى بن قردان له غطاء سياسي كبير ومرتبط بالمافيا” و”الشروع قريبا في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد” و”الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي أمام امتحان جديد”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
عبرت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم عن “صدمتها ودهشتها” من قضاء المحكمة الابتدائية بتونس بعدم سماع الدعوى على المتهمين الاربعة في قضية مقتل الشهيد لطفي نقض خاصة وأن بعض نواب حركة النهضة ابان المجلس التأسيسي قد اعترفوا صراحة بعملية القتل ولكنهم طالبوا بأن يتم اعتبارها ضمن “الحراك الثوري” تماما كما حصل ابان الثورة التونسية.
وأضافت أن للقضاء النزيه دور كبير في طي صفحة مظلمة ومؤلمة في تاريخنا المعاصر لا يتمنى تونسي واحد أن تعود من جديد الى السطح مع أحقادها وعنفها ودوسها لابسط قواعد العيش المشترك.
وفي ذات الصدد رصدت (الصحافة)، المواقف السياسية في ما يتعلق باصدار المحكمة الابتدائية بسوسة حكما يقضي بعدم سماع الدعوى وحفظ التهم في قضية مقتل لطفي نقض بعد أربع سنوات من المسار القضائي ونقلت عن الناشط السياسي الطاهر بن حسين قوله انه بات من الواضح أن “نورالدين البحيري القيادي بحركة النهضة ووزير العدل السابق في حكومة الترويكا قد لغم القضاء” ليتساءل عن موجب ايقاف المتهمين أربع سنوات في السجن اذا كانوا يستحقون الحكم بعدم سماع الدعوى.
ورجحت (الصباح) أن تحمل الايام القادمة مفاجات جديدة ربما ستقود هياكل السلطة الثالثة، بعد الاعلان عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس الاعلى للقضاء، الى فترة من الهزات لن تخلو من عمليات لي ذراع مؤلمة قد تقود الى كسور يصعب جبرها.
واستغربت أن تنقاد السلطة تنقاد في صمت لهذا الوضع في حين كان بامكانها تجاوز الازمة والسعي الى مسك العصا من الوسط عبر طمأنة كل الاطراف والقبول بشخصية توافقية بما يعني شيئين لا ثالث لهما اما أنها لا تزال دون الحرفية المطلوبة أو أن جهات داخلها تدفع نحو تأزيم الوضع عمدا بالتوافق مع بعض الاطراف داخل حركة النهضة وربما مع أحد مستشاري القصر بغاية ضرب مصداقية المجلس وارباك أعضائه والمساس من شرعيته وافقاد ثقة الناس في القضاء.
أما صحيفة (أخبار الجمهورية) فقد حاورت الخبيرة الامنية، بدرة قعلول، حول ظاهرة ادخال الاسلحة الى تونس، ونقلت عنها قولها ان من يتعمد ادخال هذا الكم الهائل من السلاح وهذه النوعية يعتبر من الاطراف التي لها غطاء كبير سواء كان سياسيا أو حتى مرتبطا بالمافيا العالمية التي تتجاوز بلادنا متسائلة في ذات الاطار عن سبب التركيز على بن قردان كنقطة لتخزين أخطر الاسلحة رغم الرقابة الكبيرة المشددة عليها.
وأشارت (الشروق) في مقال لها، الى أن تونس تستعد لاطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والشروع في العمل بها في الفترة القادمة مضيفة نقلا عن مصادر وصفتها ب”المطلعة” أنه من المنتظر أن يقع التوقيع على الاستراتيجية من قبل الرؤساء الثلاثة يوم 9 ديسمبر القادم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد.
وأبرزت أنه من المنتظر أن يتم خلال هذا الاسبوع اعداد الصياغة النهائية لخطة العمل المتكونة من حوالي 40 صفحة خلال جلسة ستجتع الهيئة بمكونات المجتمع المدني ليتم في ما بعد اعداد الميزانية الضرورية للاستراتيجية عن طريق لجنة لجنة خبراء من الهيئة.
وأثارت (الصريح) استفهاما جوهريا حول مدى قدرة التوافق “الهش” بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي على الصمود أمام المتغيرات المتسارعة في العالم وفي تونس حيث دخلت البلاد مرحلة جديدة من الحسم بكل ما فيها من رهانات وتحديات خاصة أمام تأكد جميع الاطراف من أن المسالك أمام يوسف الشاهد وحكومته مزروعة بالالغام وأن المفاتيح بيد الشيخين اللذين اختارا “التوافق الاستراتيجي” رغم الاختلاف العميق بين النموذجين اللذين يروجان لهما.