علق الرئيس السابق المنصف المرزوقي على الخطأ الذي ارتكبه القيادي في حركة نداء تونس “قال الله تعالى: كل شاه معلقة من كراعها”.
وقال المرزوقي في تدوينة على صفحته الرسمية في الفايسبوك أن هذا الخطأ يجب أن لا يثير السخرية بل هو مؤشر على الانحطاط الثقافي.
وفي ما يلي التدوينة كاملة :
قصة المسئول الندائي الذي قال ” كل شاة معلقة من كراعها ” وهو يظنها آية قرآنية لم تثر في الناس إلا موجة من السخرية ومن الاستهجان والحال أنها مؤشر على الانحطاط الثقافي المتسارع في هذا البلد.
تعليق الجامعية التي قالت للتبرير أنه ترجمة لمعنى من معاني القرآن باللهجة التونسية مؤشّر أخطر كنت نبهت له عندما قلت أنه إذا تواصل التطبيع مع الكتابة بالعامية خاصة عامية البرجوازية المتفرنسة، فسيأتي يوم نقول فيه – استغفر الله- ”إن الله على كل شيء capable ” أو ” إنا لله وإليه de retour
لا أعرف حقبة مظلمة من تاريخنا قدر هذه الفترة التي نشاهد فيها الاعتداء بالفاحشة على أجمل وأعظم لغات العالم ، لغة القرآن ، لغة محمد سيد الخلق ، لغة المتنبي سيد الشعراء، لغة ابن خلدون سيد المؤرخين ، لغة ابن منظور القفصي سيد أحباء لغة كل هؤلاء .
مثلما لا أعرف بلدا غربيا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا أو شرقيا مثل اليابان والصين يسمح من هب ودب بليّ عنق اللغة في وسائل الإعلام العامة وصفحات التواصل الاجتماعي .
أنتم الذين تعرفون مثلي الفرنسية أو الانجليزية، هل اللغة التي تسمعون وتقرأون في تلفزيونات وجرائد وصفحات التواصل البلدان الناطقة بهاتين اللغتين هي لغة الحانات والشوارع والأصدقاء ؟
عوض اللغة العظمى التي تجمع شملنا داخل الوطن الذي تتزاحم فيه العاميات وتجمعنا بأربع مائة مليون عربي ، هناك اليوم من يعمل بوعي وبدون وعي ، عن جهل أو كسل ، لتدمير الرابط الوحيد المتبقي بيننا .
في برنامج الحراك سأجعل من الدفاع عن لغة الآباء والأجداد واللغة التي شرفنا بها الخالق بندا لا يقل عن أهمية الدفاع عن الحكم المحلي أو العدالة الاجتماعية أو الاستقلال الوطني .
منصف المرزوقي
ملاحظة : أنا لا أقرأ أبدا أي تعليق مكتوب بالعامية وبصري لا يتوقف لحظة عند العامية المكتوبة بالأحرف اللاتينية التي أعتبرها قمة القبح والجهل . إذا تفضلوا بالنقد والجدل لكن بلغة شرفتنا ولم نشرفها.