شهدت مدينة بن قردان من ولاية مدنين، ،ظهر اليوم الاربعاء، تحركات احتجاجية أُغلقت خلالها المحلات التجارية والمؤسسات العمومية وأثحرقت العجلات المطاطية في ساحة المغرب العربي الكبير وتم رشق منطقة الامن بالحجارة لترد الوحدات الامنية بإلقاء الغاز المسيل للدموع وسط تعزيزات امنية ملحوظة.
وتأتي هذه التحركات التي انطلقت بوقفة احتجاجية أمام مقر معتمدية المنطقة في ظل ما اعتبره المحتجون تناميا للاحتقان والغضب ونتيجة للشلل والركود اللذان تشهدهما المنطقة منذ شهرين تاريخ انطلاق اعتصام “بن قردان” والذي توقفت معه حركة العبور عبر معبر رأس جدير في ظل صمت الحكومة رغم جهود الديبلوماسية الشعبية في محاولة بحث حلول للوضع مع الجانب الليبي، وذلك وفق ما أفاد به عدد من المحتجين في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات) بمدنين.
من جهته، اعتبر ممثل لجنة الاعتصام عادل ناجي أنه “على الرغم من عدم تبني اللجنة لهذا التحرك الاحتجاجي وعدم دعوتها الى الوقفة الاحتجاجية اليوم الا انها ترى أن الوضعية عادية ومتوقعة “، مؤكدا أن “التصعيد كان نتيجة منتظرة وهو تحرك شعبي تلقائي امام انسداد كل الافاق وفي غياب اي بوادر لانفراج الازمة الخانقة بالمنطقة”، حسب تعبيره.
وأوضح ان “الاعتصام حاول ان يحافظ على سلميته في وقت لم تُلمس اي بادرة ايجابية من الحكومة التي واصلت صمتها وسلبيتها مما يدعوها اليوم الى تدارك الموقف والدخول بثقلها لحلحلة الوضع قبل ان تنفلت الامور باعتبار ان حدة الاحتقان كبيرة جدا” ، حسب قوله.
في المقابل، أفاد معتمد بن قردان عمر الكوز ، الذي كان قد تحاور مع المحتجين خلال وقفتم امام المعتمدية أن “الوضع حاليا تحت السيطرة وفي حالة هدوء حذر امام حالة الاحتقان الكبيرة للأهالي وهو ما يتطلب تحركا رسميا عاجلا من الحكومة ولفتة منها لبعث رسالة طمأنة، خاصة بعد تحول وفد ليبي منذ الخميس الفارط الى العاصمة التونسية لم يليه اي بيان او موقف واضح للحكومة حول فحوى هذه المفاوضات ونتيجتها”، على حد قوله.
واعتبر المعتمد في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة ان “الوضع في بن قردان صعب للغاية منذ الاعتصام وخاصة امام التجار الصغار الذين يمثلون اكثر فئة متضررة من توقف النشاط التجاري عبر معبر راس جدير” ، مؤكدا انه “كمسؤول محلي لم يقطع التواصل مع المعتصمين الذين ينتظرون تدخلا عاجلا من الحكومة ولفتة خاصة قبل ان تنفلت الامور وتسير الى الاسوء”، حسب قوله.
يشار الى أن مكونات المجتمع المدني بالمنطقة كانت قد نبهت الى الوصول الى هذه الحالة في حال ما لم تتحرك الحكومة في ايجاد حلول عاجلة مع الجانب الليبي لضمان انسياب السلع عبر المعبر وحفظ كرامة التونسي وفي حال لم يتم تفعيل المشاريع التي وعدت بها لدفع الجانب التنموي، حيث حذّر الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان ، في عدة مناسبات، من انفلات الاوضاع بعد نفاذ الصبر، مطالبا بتفعيل الوعود التنموية وتحريك الديبلوماسية الرسمية في بحث حلول معبر راس جدير مع الطرف الليبي.