“على هامش زيارة رئيس الجمهورية الى ايطاليا .. لتونس تطلعاتها ولروما هواجسها” و”في مشروع السكن الاول .. شبهات فساد والحكومة متهمة” و”اليوم الشيخان يحرسان البلاد وغدا؟” وفي انتظار مشروع قانون المسؤولية الطبية .. بين حماية الطبيب وضمان حق المريض؟” و”تعطيل مشروع المصالحة واطالة أزمة البلاد” و”هل استعدت الاحزاب للانتخابات البلدية؟” و”غلاء زحف على كل شئ .. حتى الفريب نار”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن أهم ما يمكن الاشارة اليه في الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى ايطاليا هو تطلعات تونس للاهداف التي يمكن أن تحققها من وراء هذه الزيارة وهواجس ايطاليا مما يجري في جنوب المتوسط مبرزة أن تونس المثقلة بمشاكل اقتصادية ومالية تتطلع بلا شك للشريك الايطالي كي يخفف نوعا من الحمل سواء من ناحية الاستثمار أو التعاون أو الاقراض والتداين وخاصة من ناحية حل المشكلات المتعلقة بالهجرة السرية وما يترتب عليها من مآس أصبحت تشكل عبئا على الطرفين.
وأضافت أن روما تتطلع أيضا الى من يخفف القليل من هواجسها ويطمئنها ولو باشارة أن مصالحها في جنوب المتوسط لن تكون في مهب الريح في التسويات التي يجري الاعداد لها في تونس وغيرها من العواصم.
وتطرقت (الشروق)، الى الاتهامات التي وجهت للدولة بالتورط في خدمة “لوبيات” مالية في ما يتعلق بمشروع السكن الاول مشيرة الى أن الحكومة سوقت هذا البرنامج على أساس أنه اصطفاف مع فئات اجتماعية لا تقوى ماليا على شراء منزل وصفق الجميع حينها لحكومة تنتصر للضعيف وتمد يدها للمساعدة لمساعدته لكن انقلب الامر من نقطة مضيئة في عمل الحكومة الى شبهة فساد حول الاليات والاجراءات في اختيار الباعثين العقاريين بعد أن طالب عدد من نواب المعارضة بمساءلة وزيري المالية والتجهيز.
ورأت، في ورقة بصفحتها الرابعة، أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، قبل أن يطير السبسي الى ايطاليا للتشاور والتدارس والتخطيط لما فيه “مصلحة تونس” في غياب حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد مضيفة أن بلادنا في حضرة شيخين يتعاملان بمنطق حارسي البلاد الوحيدين دون أن يكون أحد معهما ولا بعدهما حتى لو كان رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الامر الذي يطرح سؤالا انكاريا يدور حول أن من تهمه مصلحة تونس لا يستأثر بالقرار ولا يلغي البقية لا سيما الفئة الشبابية التي ستأخذ المشعل اجلا أم عاجلا ولا يلغي دور رئيس الحكومة في نظام برلماني.
وسلطت (المغرب) في مقال لها، الضوء على حادثة الرضيع بمستشفى فرحات حشاد بسوسة التي أثارت جدلا واسعا معتبرة أن هذه الواقعة قد وضعت الاصبع على الداء وهو أن الترسانة القانونية التي تضمن حق المريض والطبيب على حد السواء ضعيفة ان لم نقل غائبة وحان الوقت لتدعيمها من خلال نفض الغبار عن مشروع القانون المتعلق بالمسؤولية الطبية الذي مازال الى اليوم معطلا بين رفوف وزارة الصحة منذ نحو ستة أشهر.
وأشارت جريدة (الصريح) الى أن المطلعين على ما يجري في البلاد والمدركين لحقيقة الاوضاع الراهنة على اقتناع تام بأن المسلك الوحيد لتأمين الاستقرار والتمهيد للاصلاح هو المصالحة ولا شئ غيرها خاصة وأن الهدف الاساسي منها هو استرداد جميع الاطراف بما فيها الدولة لحقوقها المعنوية والمادية وطي صفحة الحقد والكراهية والانتقام التي طالت وأصبحت تهدد البلاد في صميم وجودها.
وأضافت أن مشروع قانون “المصالحة” مازال محفوظا في الرفوف بعد أكثر من سنة ونصف من اتفاق الشيخين المتحالفين رئيس الجمهورية وزعيم حركة النهضة على تبنيه وادخاله حيز التنفيذ ولكن الجدال حوله لم يهدأ مطلقا وان كان يشتد تارة وينخفض تارة أخرى بين أغلبية تدعمه وتطالب بتسريع اجراءات صدوره وأقلية تعارضه وتحاول التشكيك في جدواه تحت مسميات “شعبوية” مختلفة.
ولاحظت، في مقال اخر، أنه لم يعد من الممكن اليوم الربط بين الاقبال على الملابس المستعملة أي “الفريب” والتصنيف في الطبقة الفقيرة بل ان هذا الخيار صار للطبقة المتوسطة وحتى من يعتبرون ميسورين مشيرة الى أنه ان كان الفقير ومتوسط الدخل أو كما يقال وضعيته “قد قد” يتجه نحو الملابس المستعملة اضطرارا منه لانه لم يعد قادرا على مسايرة أسعار الملابس الجاهزة الجديدة فان الميسورين يذهبون اليه بحثا عن الماركات العالمية المشهورة التي يمكن اقتناؤها بأقل من ثمنها الحقيقي.
وأثارت جريدة (الفجر) استفهاما جوهريا، حول مدى استعداد مختلف الاحزاب للانتخابات البلدية المقبلة خاصة وأن بعض الاطراف السياسية دخلت في سبات عميق في السنتين الماضيتين معتبرة أن هذا الاستحقاق الانتخابي ستكون له تداعيات هامة على المشهد السياسي وستعيد نتائج صياغته من جديد حيث من المنتظر أن لا تتوفر فرصة رابعة لمن فشل في الاستحقاقين السابقين وعاود الكرة مع الفشل في الاستحقاق القادم بل يذهب بعض الخبراء الى أن الاحزاب الكبيرة وهي النهضة والنداء متخوفة أيضا من نتائج الانتخابات البلدية، وفق ما ورد بالصحيفة.