تونس: تقييم سلبي بشأن أداء المعهد الوطني للإحصاء

نشر المعهد الوطني للإحصاء استبيانا على موقعه الإلكتروني لتقييم مدى رضا مستخدمي الموقع بشأن حصولهم على المعلومة الإحصائية التي يبحثون عنها وذلك في بادرة حسنة تعكس جهوده الرامية إلى تقييم أداءه وتطوير الخدمات التي يقدّمها.

ويمكن للمتصفح أن يصوّت خلال إجابته عن سؤال "هل تمكنت من العثور على المعلومة التي تبحث عنها؟" بواسطة النقر على إحدى الاحتمالات الثلاث المطروحة وهي: نعم بسهولة أو نعم بصعوبة أو بالنفي "لا".

ومن خلال إلقاء نظرة أولى على نتائج التصويت الواردة بتاريخ 03-11-2009 يمكن تبيّن أنّ أغلب مستخدمي الموقع لم يتمكّنوا من من الحصول على المعلومة الإحصائية التي يبحثون عنها داخل الموقع، وهو ما يعكس استياء كبيرا إزاء أحد مصادر المعلومات الرسمية الأكثر مصداقية!

فمن جملة 469 تصويتا، تشير 63.97 بالمائة من الأصوات بأنها فشلت في العثور على المعلومة الإحصائية في الموقع، بينما تجيب 21.53 بالمائة من الأصوات بأنها عثرت على المعلومة بسهولة، فيما تجيب 14.50 بالمائة من الأصوات بأنها تحصلت على المعلومة "بشق الأنفس".

وبالنظر إلى عدد الأصوات (469 صوتا فقط) يتبيّن ضعف عدد المشاركين في الاستبيان، ما يعكس الإقبال الضعيف على موقع المعهد الوطني للإحصاء –الذي يأتي في ترتيب 1.023.813 على قائمة المواقع الموجودة على الإنترنت، حسب إحصاءات موقع ALEXA  المتخصّص في البيانات المتعلقة بالمواقع الالكترونية.

ومن أولى المهام التي يضطلع بها المعهد الوطني للإحصاء هي تزويد الإدارات العمومية والمؤسسات الإقتصادية والمنظمات ووسائل الإعلام والباحثين وسائر المواطنين بالمعلومات الإحصائية الديمغرافية والإجتماعية والإقتصادية، إضافة إلى كونه الجهة المسؤولة عن إنجاز التعداد العام للسكان والسكنى الذي ينتظم مرّة كل 10 سنوات وكان آخره عام 2004.

وعادة ما ينشر المعهد على موقعه بيانات إحصائية حديثة تخصّ مؤشر أسعار الإستهلاك ومؤشر الإنتاج الصناعي ومؤشر أسعار البيع عند الإنتاج الصناعي وإحصائيات حول التجارة الخارجية (صادرات وواردات)، لكنّ الكثير من الصحفيين الناشطين في المجال الإقتصادي -وهم من بين أبرز متصفحي الموقع- كثيرا ما يشتكون من شحّ الإحصائيات المعروضة وبطئ تحيين المعلومات على الموقع، في وقت تزايد فيه الطلب على المعلومة الإقتصادية وكثرت فيه المواقع الالكترونية المتخصصة في الاقتصاد على الشبكة.

وباعتبار الدور الهام الذي يلعبه المعهد الوطني للإحصاء في نشر وتعميم المعلومة الإحصائية من أجل دفع التنمية الاقتصادية وإرساء مبدأ الشفافية الاقتصادية، أصبح من الضروري (في ظرف مازال يعيش فيه العالم على وطئ تبعات الأزمة الاقتصادية) استخدام أساليب إحصائية متطورة وموضوعية وتعميم نشرها لتفسير الواقع الاقتصادي بدقة وتمكين أحصاب المؤسسات من اتخاذ قرارات سليمة بناء على البيانات والمعلومات الصحيحة.