أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم الثلاثاء في بن قردان عن قرار “انتداب فرد من عائلة كل شهيد سقط في ملحمة المدينة وتوفير الدعم المادي للجرحى اعترافا لهم بالجميل.”
وأضاف الشاهد في كلمة القاها صباح اليوم الثلاثاء وسط ساحة المغرب العربي بمناسبة احياء الذكرى الأولى لاحداث بن قردان الارهابية انه سيتم قبل انتهاء هذه الصائفة استكمال بناء المركب الثقافي والرياضي بالجهة والمقدرة تكلفته ب4 مليون دينار إضافة الى بناء قاعة رياضية متعددة الاختصاصات.
كما أعلن عن قرار اسناد الأرض المقامة عليها السوق المغاربية بالدينار الرمزي لبلدية الجهة وعن إحداث مكتب محلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض ومركز للفحص الفني للسيارات والعربات بالجهة على أن يكونا جاهزين قبل نهاية الصائفة.
وذكر الشاهد في كلمته بالمنطقة الصناعية التي تم احداثها بالجهة على مساحة 15 هكتار والتي تولى إعطاء اشارة انطلاق تهيئتها هذا الصباح إضافة الى مشروع مركب معتمد للخيول بالجهة.
وفي كلمته أمام مواطني الجهة اعتبر الشاهد “ان أهم ما في ملحمة 7 مارس 2016 هو تجسيم القيم التي تجمع التونسيين و وحدتهم وهي الحرية والكرامة” مؤكدا ان المعركة ضد الارهاب مازالت متواصلة ولا بد ان يستعمل فيها سلاح الثقافة والفكر.
واعتبر رئيس الحكومة ان انتصار القوات الامنية والعسكرية ومواطني الجهة يوم 7 مارس 2016 يعد “منعرجا هاما في الحرب على الإرهاب وبداية الانتصار على ارض المعركة” مؤكدا في هذا الإطار أنه لا مكان للمنظرين للعنف والخراب في تونس وان من يحمل السلاح في وجه الدولة سيكون مصيره مماثلا لمصير الارهابيين القتلى في ملحمة بنقردان.
وزار الشاهد بهذه المناسبة مركز منطقة الامن الوطني ومنطقة الحراسة والتفتيشات الديوانية المتجاورين حيث انطلقت اولى الاشتباكات بين العناصر الإرهابية المسلحة وقوات الأمن المشتركة فجر 7 مارس 2016.
و تولى قبل ذلك وضع إكليل من الزهور بمقبرة الشهداء مع تلاوة الفاتحة ترحما على ارواح شهداء المؤسسة العسكرية والامنية والمدنيين الذين سقطوا خلال هذا الهجوم الارهابي كما تم عزف لحن الشهيد.
وفي تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء عبر عدد من أفراد عائلات الشهداء عن أملهم في تجسيم الوعود التنموية التي قدمت لابناء الجهة مؤكدين ان الإعانات المالية والمقدرة ب40 الف دينار عن كل شهيد قد تم صرفها لكن الوعود الباقية والمتعلقة ببطاقتي التنقل والعلاج المجاني والتشغيل مازالت عالقة.
من جانبه قال مصطفى عبد الكبير الناشط الحقوقي بالجهة إنه لا يمكن إخفاء حقيقة عدم إيفاء السلطات لكل الوعود التي قدمت لابناء الجهة مؤكدا ان بنقردان اكدت انها لم تكن ابدا الرقة او الموصل وان ابناء الجهة لم يفرطوا في اي شبر من تونس .
يذكر أن كلمة الشاهد رافقها رفع شعارات من قبل عدد من المحتجين الذين طالبوا بالتشغيل والتنمية مؤكدين رفضهم لما اعتبروه “سياسة الوعود التي رافقت 12 زيارة لمسؤولين رسميين منذ تلك الاحداث “مرددين شعار ارحل ومواجهين كلمة الشاهد بالصفير الى جانب حمل عدد من الامنيين للشارة الحمراء مطالبين بالترقيات.
.وتعود وقائع بنقردان (ولاية مدنين) إلى يوم 7 مارس 2016 تاريخ قيام مجموعة من العناصر المسلحة بإستهداف مواقع امنية وعسكرية في الجهة، والسعي إلى السيطرة عليها ، بهدف إقامة إمارة تابعة لتنظيم الدولة الإرهابي “داعش”.
ونجم عن الإشتباكات وعمليات المطاردة التي تواصلت على مدى 3 أيام، استشهاد 10 أمنيين وعون ديوانة و9 مدنيين إضافة إلى إصابة اخرين بجروح . وتم خلال العملية التي وصفت بالملحمة لتمكن وحدات الأمن والجيش، وبمساعدة المواطنين من تحقيق انتصار على العناصر الإرهابية، حجز كميات كبيرة من الأسلحة وإلقاء القبض على عدد من العناصر الضالعة في الهجوم، علاوة على القضاء على ما يناهز 50 عنصرا ارهابيا مسلحا.
كما تم آنذاك إقرار حظر التجول بالمنطقة لتتواصل عمليات تعقّب الإرهابيين الفارّين والكشف عن عدد من مخازن للأسلحة التي كانت ستستعمل لزعزعة استقرار تونس.