“سبر الاراء لنوايا التصويت في الانتخابات البلدية .. نوايا التصويت المصرح بها 54 بالمائة من الجسم الانتخابي” و”حرب التسريبات تشتعل .. ديمقراطية الفضائح” و”نحن أمام امتحان الحسم .. نكون أو لا نكون” و”الخطوط التونسية تتعطل مرة أخرى .. المؤامرة” و”طبعت المشهد السياسي عقب الثورة .. استقالات اتهامات وصمت مريب”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
نشرت صحيفة (المغرب) في عددها اليوم، نتائج سبر الاراء لنوايا التصويت في الانتخابات البلدية الذي شاركت “مؤسسة سيغما كونساي” في اعداده مشيرة الى تواصل المشهد السياسي العام الموروث منذ انتخابات خريف 2014 مع تراجع واضح لحركة نداء تونس وتقدم طفيف للغاية لحركة النهضة يسجل لاول مرة في عمليات سبر الاراء للمؤسسة، فيما تفتك الجبهة الشعبية المرتبة الثالثة ب4ر9 بالمائة ويصعد التيار الديمقراطي الى المركز الرابع ب3ر6 بالمائة ويختتم تيار المحبة خماسي الطليعة ب8ر4 بالمائة.
واعتبرت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن حرب التسريبات لبعض التسجيلات ذات العلاقة باجتماعات داخلية لحزب نداء تونس من شأنها أن تعصف بالمشهد السياسي في تونس وتعمق الهوة بين الطبقة السياسية والرأي العام وتنبئ بانهيار كلي للثقة في الفاعلين السياسيين وهو ما يهدد بتصحر يمكن أن ينعكس على ادارة الدولة.
وأضافت أن هذه التسريبات التي شملت عددا من قيادات نداء تونس تضمنت تأكيدا للصراعات الدائرة داخله اضافة الى فضح بعض الممارسات والافكار التي تحملها قيادات نافذة صلب الحزب مشيرة الى أن ظاهرة التسريبات للتسجيلات أو الصور ليست ظاهرة محلية بل عالمية عصفت بشخصيات سياسية في أكثر الدول الديمقراطية لكن ميزات التسريبات في الدول الاخرى أنها تروم فضح تجاوزات وفساد ويكون هدفها الصالح العام لكن التسريبات الوطنية لا يمكن أن تخرج عن دائرة التطاحن السياسي الذي تعيشه تونس منذ سنوات.
ولا حظت (الصريح) في ورقة خاصة، أن البلاد تسير في الطريق الخطأ وكل ما قيل ويقال عن تقدم في بعض المسارات هو ضرب من ضروب الوهم وشكل من أشكال المغالطة ومحاولة من تلك المحاولات اليائسة للهروب من مواجهة الحقيقة ولكنها لم تعد تنطلي على أحد معتبرة أن الادعاء بأننا أصبحنا بلدا ديمقراطيا لمجرد تنظيم انتخابات نوعا من الهراء كما أن الادعاء بأننا ننعم بالحرية هو انتهاك لقيم الحرية بعد أن أصبحت عنوان الفوضى والانفلات والنزول الى حضيض الوضاعة والابتذال والتفسخ والحديث عن “وفاق” في غياب مصالحة وطنية شاملة يحيلنا على أساليب المغالطة المفضوحة التي تعود عليها الشعب طيلة عقود من الزمن.
أما جريدة (الصحافة) فقد اعتبرت في مقال لها، أن ما حدث صباح أمس بمطار تونس قرطاج الدولي تحديا للدولة ومؤسساتها وضربة من الضربات الموجعة التي يتلقاها الاقتصاد الوطني على يد “مافيا” لها أياد طولى تسعى حثيثا لتدمير واحدة من أكبر المؤسسات الوطنية العمومية مضيفة أن تبادل قائد الطائرة العنف مع حتى وان كان لفظيا مع المهندس المسؤول على امضاء تأشيرة الاقلاع نادرة لم يسبق حدوثها وكانت نتيجتها كارثية على كل المستويات حيث تم ايقاف حركة طيران الغزالة برمتها وبقرار “علي” نزل من الادارة العامة دون مراعاة لالتزامات الشركة مع حرفائها من التونسيين والاجانب وما في ذلك من تأثير على سمعتها دوليا.
وسلطت (الصباح) في مقال بصفحتها الثالثة، الضوء على الصورة التي تلخص المشهد السياسي في الاونة الاخيرة والتي تتلخص، وفق تقديرها، والمتمثلة في الاستقالات والاتهامات وما يرافق ذلك من اتهامات سواء للحكومة أو لبعض صناع القرار على غرار اقالة عبيد البريكي بعد تلويحه بالاستقالة واستقالة الدكتورة آمال موسى من ادارة مهرجان قرطاج من جرائ التهميش الذي طالها من سلطة الاشراف على حد تأكيدها.
وأشارت الى أن أغلب الاستقالات السالفة الذكر تطرقت الى معضلة الفساد والى الممارسات التي تعود بالبلاد الى المربع الاول ومع هذا لم تحدث الرجة المطلوبة سواء لدى صناع القرار أو لدى نشطاء المجتمع المدني مضيفة أن هذه الاستقالات عادة ما تكون محل اهتمام البلاتوهات التلفزية لفترة معينة ثم “تغيب في الزحام” دون متابعة فعلية أو فتح تحقيق جدي في المسألة.